صحافة دولية

المنافس الجمهوري ترامب: الأسد سيئ وعلينا التوقف عن "بناء الدول"

الغارديان: المرشح الجمهوري ترامب انتقد التفكير السيئ لإدارة أوباما وسياستها نحو سوريا - أ ف ب
الغارديان: المرشح الجمهوري ترامب انتقد التفكير السيئ لإدارة أوباما وسياستها نحو سوريا - أ ف ب
نقل مراسل صحيفة "الغارديان" البريطانية بين جاكوبز تصريحات عن المرشح المحتمل عن الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية في العام المقبل دونالد ترامب، دعا فيها الولايات المتحدة إلى التوقف عن بناء الأمم وتغيير الأنظمة.

ويصف الكاتب تصريحات ترامب، التي نقلها عنه في لقاء أجراه معه في مانشستر في ولاية نيوهامبشير، بأنها "عقيدة ترامب" في السياسة الخارجية. واستثنى المنافس الجمهوري من عقيدته الرافضة لبناء الدول والتدخل فيها، كوسوفو في التسعينيات من القرن الماضي، وقتال تنظيم الدولة الحالي.

وتذكر الصحيفة أن الميلياردير صاحب مملكة العقارات، ونجم تلفزيون الواقع، تساءل عن سبب استخدام القوة العسكرية خارج أمريكا من أجل نشر الديمقراطية. وشجب بشكل واضح وصريح الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.

ويشير التقرير إلى أنه في اللقاء الذي حدد فيه ترامب ملامح سياسته الخارجية، قال إنه رغم تردده حول التدخل العسكري "إلا أن هناك حالات معينة تستدعيه، حيث تشاهد أمورا تحدث مثل الإبادة، وهي أمور مريعة. و(داعش) واحد من تلك الحالات".

ويبين جاكوبز أنه في الوقت الذي عبر فيه ترامب عن استعداده لنشر القوة العسكرية الأمريكية في بعض الحالات "لو كانت هناك مشكلة يمكنك حلها"، إلا أنه واصل تساؤله حول أهمية التدخل العسكري الأمريكي، بما في ذلك التفكير السيئ لإدارة باراك أوباما وسياسته نحو سوريا. وقال: "ديون الولايات المتحدة هي 19 تريليون دولار، وعلينا إصلاح بيتنا أولا. ولا نستطيع الذهاب إلى كل دولة لسنا راضين عنها، ونقول سنقوم بإعادة خلقها من جديد".

ويضيف ترامب للصحيقة أن التدخل العسكري "لم ينجح"، متسائلا: "هل كان العراق سيتحول إلى ديمقراطية، لا لن يتحول. حسنا، لن ينجح أي شيء من هذا".

وبالإشارة إلى العراق قال ترامب: "هل نحن بناة الدول؟ لا نستطيع عمل هذا، وعلينا أن نبني بلدنا، هل نحن بناة دول؟ حاول أن تخبر الناس والدول التي يحكمها ديكتاتوريون أو أسوأ منذ قرون، وعلمهم كيف يديرون بلدهم". وأضاف "أنظر ماذا حدث في العراق. لقد تخلصنا من صدام حسين، ولا أعتقد أن هذا العمل كان مساعدا، فالعراق اليوم هو كارثة، وستسيطر عليه إيران وتنظيم الدولة، ولهذا السبب أعتقد أنه يجب التركيز على بلدنا"، بحسب الصحيفة.
 
ويورد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، قول ترامب: "علينا أن نبني قوة عسكرية عظيمة، والقوة العسكرية يجب أن تعتني بجنودها وقادتها، ولكن علينا أن نركز على أنفسنا". وعندما سئل عن دعم بيل كلينتون للتدخل في كوسوفو لوقف التطهير العرقي هناك في التسعينيات من القرن الماضي. أيد ترامب هذا التدخل، قائلا: "إنه أمر جيد، بالتأكيد".

ويكشف الكاتب عن أن ترامب عبر عن ثقته بقيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستهداف تنظيم الدولة في مرحلة ما، خاصة أن اتهامات وجهت للروس بأنهم يستهدفون المعارضة السورية لنظام بشار الأسد. وقال: "سيضرب (داعش)؛ لأنه لا يريد وصوله إلى روسيا، ولهذا سيقوم بضربه". وأضاف: "صدقا يريد فلاديمير بوتين ملاحقة تنظيم الدولة، وإن لم يفعل فستكون تلك صدمة للجميع".

وتقول الصحيفة إن ترامب لم يلاحظ التعقيد على الأرض في سوريا، مشيرا إلى أن بوتين "رجل يفضل الأسد، وأن الولايات المتحدة لا تحبه".

ويلفت التقرير إلى أنه شجب إدارة الرئيس أوباما؛ لأنها "دعمت جماعات لا تعرف من هي"، وحذر من أن جماعات المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة قد "تكون داعشية". وأضاف أن "الأسد شخص سيئ، لكن هذه الجماعات قد تكون أسوأ".

وينوه جاكوبز إلى أن إدارة أوباما قد قدمت دعما لجماعات من المعارضة، تم التأكد منها من خلال الاستخبارات الأمريكية "سي آي إيه"، وقد زاد الدعم لها بعد التدخل الروسي قبل أسبوعين. في الوقت الذي أعلنت فيه واشنطن عن وقف برنامج تدريب المعارضة، الذي رصدت له 500 مليون دولار، وفشل فشلا ذريعا.

وتجد الصحيفة أن موقف ترامب من المعارضة ليس جديدا، مشيرة إلى أنه في تصريحات أطلقها أثناء حملته الانتخابية الشهر الماضي، عبر عن قلقه من اللاجئين السوريين، وأن الكثيرين منهم قد يكونون أعضاء في تنظيم الدولة. وتعهد إذا انتخب رئيسا بترحيل أي لاجئ سوري يسمح له بدخول الولايات المتحدة أثناء إدارة اوباما، وقال: "لو فزت فسيتم ترحيلهم"، حيث تحدث أمام جماهير صاخبة في نيوهامبشير. 

ويفيد التقرير بأنه من بين القضايا التي تتعلق بالسياسة الخارجية، التي لم يعط فيها ترامب إجابات واضحة، وكان غير متأكد من أنه سيقوم بحلها، النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، وقال: "لو كان لدينا القائد المناسب في هذ البلد لحصل شيء ما، ولكن من الواضح أنها ليست مشكلة سهلة".

ويشير الكاتب إلى أن ترامب عبر عن ثقة بأنه سيواصل الانخراط في الشرق الأوسط، وقال: "أحب القيام بشيء وتحقيقه، وأحب أن أكون منخرطا في هذا". وأضاف: "أعتقد أنه ربما كان هناك حل لهذه المعضلة، ولكنه حل معقد، ولا شك في هذا، وسيكون أمر عظيم لو تم حلها".

وتستدرك الصحيفة بأن ترامب أكد دعمه لإسرائيل على المدى القريب، وقال: "يجب أن نظل مع إسرائيل؛ لأنها الشريك الوحيد الذي يوثق به في منطقة الشرق الأوسط، وكانت إسرائيل عظيمة لنا، وعامل أوباما إسرائيل بطريقة رهيبة، ويجب أن نظل مع إسرائيل وطوال الوقت".

ويورد التقرير أن ترامب قال في قضايا السياسة وقراراتها: "أتحدث في الحقيقة مع بيبي (بنيامين نتنياهو)، الذي أعده صديقا، وأتحدث مع بعض الأشخاص، وأنا آخذ بعين الاعتبار، ما تريده إسرائيل، وأريد أن أعرف إن كانوا يريدون شيئا أو يستحقون شيئا ما".

وكشف ترامب عن إعجابه بما تم إنجازه في مناطق أخرى من العالم، وكيف تراجعت أمريكا للخلف، بقوله: "علينا أن ننفق المال على النقل الجماعي، وعلينا إصلاح مطاراتنا وطرقنا بالإضافة إلى النقل الجماعي، ولكن علينا أن ننفق المال الكثير".

وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن المنافس الجمهوري قال إن "الصين وغيرها من الدول لديها قطارات خارقة السرعة، وليس لدينا شيء، هذا البلد ليس عنده شيء. ونحن نشبه دولة في العالم الثالث، ولكننا سنواصل التقدم وبطريقة مناسبة. وكما أقول: دعنا نجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى".
التعليقات (0)

خبر عاجل