رياضة دولية

رياضة "سبينينغ" للسيارات تسعى لاعتراف بجنوب أفريقيا

سيارة مشاركة في رياضة السبينينغ في سويتو - أ ف ب
سيارة مشاركة في رياضة السبينينغ في سويتو - أ ف ب
في الأحياء الفقيرة في سويتو، تسعى شابة طفولية الملامح بعزم إلى أن تتوج ملكة لرياضة "سبينينغ" للسيارات في جنوب أفريقيا.

وتؤدي ستايسي-لي ماي إحدى حركاتها البهلوانية المفضلة أمام جمهور من المشجعين. فتخرج جسمها من سيارة "بي أم دبليو 325" زهرية اللون وتضع رأسها إلى أسفل فيما رجلاها معلقتان بالباب والسيارة تدور على نفسها.

وتوضح ستايس-لي ماي لوكالة فرانس برس، أنه "عندما أستعد للقفز من السيارة وهي تدور أشعر بأني النجمة. هذه موهبة فطرية لدي".

وتمارس الشابة هذه الرياضة في سويتو، مدينة الصفيح الكبيرة، حيث عاش نلسون مانديلا لفترة طويلة.

والشابة البالغة 19 عاما بعيدة كل البعد عن ممارسي هذه الرياضة المعتادين. فقد رسخ في أذهان الناس أن هذا النشاط حكر على أفراد العصابات في الأحياء الفقيرة الذين يسرقون السيارات لتأمين لقمة العيش ويستخدمون بعضا منها في حلقات "سبينينغ" مع حركات بهلوانية خطرة.

وتقول ليزيل والدة ستايسي لي: "يجب أن يتوقف الناس عن القول إننا نسرق السيارات لنستخدمها في رياضة 'سبينينغ'. لقد ولى ذاك الزمن منذ فترة طويلة".

وتنتمي الشابة إلى جيل جديد يسعى إلى ألا تكون هذه الرياضة حكرا على رجال العصابات، وإلى الاعتراف بها رياضة فعلية في جنوب أفريقيا.

وتقول الفتاة بحماسة: "أريد أن أرى الصحف تتحدث عن هذا النشاط في الصفحات الرياضية. أريد أن أنقل الأسلوب الجنوب أفريقي إلى نيويورك أو باريس".

وهي تلفت الأنظار بموهبتها في مجال "سبينينغ" التي تقوم على الدوران بالسيارة إلى أن تنفجر إطاراتها وتشمل ما يعرف بـ"سوسايد سلايدز" عندما تخرج الشابة من النافذة فيما السيارة تتحرك بسرعة، أو "كرايزي فليبس" عندما تزيد من سرعة السيارة فجأة لكي تجعلها تلتف على نفسها 360 درجة.

ولا تتجاوز مدة كل جولة من هذه الرياضة الثلاث دقائق، وتنتهي دائما بانفجار مدو للإطارين الخلفيين.

وهذا النشاط موروث عن مرحلة نظام الفصل العنصري، ويقام تقليدا في الأحياء الفقيرة مثل ميدواي في سويتو حيث يعيش الناس في منازل صغيرة جدا بين كومات مخلفات استغلال مناجم الذهب. إلا أن البيض باتوا اليوم يشاركون في هذه التجمعات التي كانت حكرا على مدن الصفيح في ما مضى.

وخلال تجمع أقيم أخيرا في أيلول/ سبتمبر في أرض خلاء في سويتو محاطة بجدار من الإطارات، طلب المنظمون انتشار فرق إسعاف وأرغموا سائقي السيارات على الحصول على ترخيص من هيئة تشرف على الرياضات الميكانيكية في البلاد. وهم يأملون في تشريع هذا النشاط قريبا.

وساهم اعتماد هذه القواعد في بروز هذه الرياضة فيما يساعد نجوم شباب مثل ستايسي-لي في حشد الجماهير.

وتكلف البطاقة لحضور العرض مئة راند (6.5 يورو) فيما يحصل السائقون على جوائز تتراوح بين ألفي راند (130 يورو) وعشرة آلاف راند (650 يورو).

وستايسي-لي هي من النساء القليلات اللواتي يمارسن هذه الرياضة، وتواجه صعوبة في فرض نفسها في هذه الأوساط. وتقول مبتسمة: "الآخرون كانوا يقولون إني غير قادرة على القيام بذلك وإن هذه الرياضة ليست للنساء. إلا أنني أثبت لهم عكس ذلك. وقد صدموا عندما رأوني أقوم بالحركات البهلوانية".

وطموح الفتاة أكبر من ذلك، فهي تقول حالمة: "أريد أن أقدم 'توب غير'" في إشارة إلى البرنامج التلفزيوني عبر "بي بي سي" المكرس للسيارات، وتضيف: "أريد أن أقود سيارة لامبورغيني أو بورشه".
التعليقات (0)