ملفات وتقارير

"وقود الحصار".. ينتشر بمخيم اليرموك بدمشق رغم مخاطره الصحية

يتم إنتاج الوقود من حرق المواد البلاستيكية - عربي21
يتم إنتاج الوقود من حرق المواد البلاستيكية - عربي21
يلجأ سكان المناطق المحاصرة في سوريا، ومنها مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق، لطرق مبتكرة للحصول على بدائل للمشتقات النفطية التي يمنعها النظام السوري عن السكان، لا سيما مع اقتراب فصل الشتاء، رغم أن بعض هذه البدائل تشكل خطرا صحيا على السكان، وأدت إلى العديد من الوفيات والأمراض المستعصية.

"وقود الحصار".. هو ابتكار يلجأ إليه سكان مخيم اليرموك عن طريق حرق المواد البلاستيكية التي يتم جمعها من البيوت المدمرة، بعد وضعها في مستوعب معدني يسمى الحراق، ومن ثم تحويل البخار الناتج عن العملية إلى سائل مشابه لمادة البنزين"، حسبما يشرح الناشط الإعلامي مهند الجولاني لـ "عربي 21".

ويشير الجولاني إلى أن وسائل الإعلام اهتمت كثيرا بهذا الابتكار، ولكنها لم تسلط الضوء على الأخطار الكبيرة الناجمة عنه، لافتا إلى ضرورة إيصال هذه المعاناة الجديدة للمنظمات الدولية المهتمة بحقوق الإنسان للمساعدة في فك حصار قوات النظام وإدخال المشتقات النفطية.

أمراض

وقد أودت هذه الطرق الجديدة على سكان مخيم اليرموك؛ بحياة العديد من العاملين بسبب انفجار البراميل المملوءة بالوقود الجديد، فيما تعرض آخرون لحروق شديدة معظمهم من الدرجة الثالثة.

وينبه الطبيب رياض إدريس، مدير مركز الإنقاذ الطبي الجراحي بمخيم اليرموك، إلى أن مادتي الكاديوم والإينيلين الناتجتين عن حرق البلاستيك هما سببان رئيسيان في أمراض الطرق التنفسية العلوية، وسرطانات الجهاز البولي.

ويتابع الطبيب في حديث لـ"عربي21": "راجعنا في مركز الإنقاذ عدة حالات من البيلة الدموية (وجود دم مع البول) عند العاملين بهذه الصناعة، دون تمكننا من تقديم العون لهم بسبب عشوائية التصنيع، وعدم وجود أدوية داخل المخيم للحد من الأمراض والإصابات الناتجة".

إلى ذلك، أوضح الدكتور معاوية محمد، وهو طبيب داخل مخيم اليرموك، أن نتائج تصنيع الوقود لا تقتصر على الضرر بالعاملين، بل تتعدى ذلك لتصل إلى حياة المواطنين في بيوتهم، عن طريق استنشاق الدخان والغازات السامة الناتجة عن عمليات التصنيع.

ويضيف معاوية لـ"عربي21": "لدينا العديد من الحالات المصابة بالسرطان، والربو، والتهاب القصبات التحسسي نتيجة المواد المتحررة من عملية تصنيع الوقود وأهمها ثاني أكسيد الكبريت".

وتمتلئ أسواق المخيم والمناطق المجاورة بهذا الوقود، ويباع بأسعار مناسبة على حد قول بعض المواطنين، حيث يتراوح سعر الليتر الواحد بين الدولار والدولارين، وهو سعر منخفض نسبيا مقارنة بأسعار المواد الغذائية.

ويشار إلى أن العمل في تصنيع الطاقة البديلة (رغم حجم الخطورة) يلقى إقبالا شديدا من شبان المخيم ومن الأطفال دون سن الـ17، في ظل حاجة العائلات الماسة للمردود المادي لتأمين القوت اليومي، والبطالة المنتشرة نتيجة توقف معظم المهن الأخرى داخل المناطق المحاصرة.



التعليقات (0)