ملفات وتقارير

الاغتيالات المتتالية بمناطق الثوار بدرعا: من المستفيد؟

استطاع الثوار تحرير مناطق واسعة من سيطرة النظام لكن فرض الأمن لا يزال موضع تساؤل - أرشيفية
استطاع الثوار تحرير مناطق واسعة من سيطرة النظام لكن فرض الأمن لا يزال موضع تساؤل - أرشيفية
تزايدت عمليات الاغتيال داخل المدن والقرى الخاضعة لسيطرة الثوار في محافظة درعا خلال السنة الحالية، وباتت هذه الحوادث المتكررة هاجسا يؤرق جميع المقاتلين والقادة العسكريين والناشطين، وحتى المدنيين.

وتشير الإحصائيات التي تم جمعتها "عربي21"؛ إلى وقوع نحو 45 عملية اغتيال خلال الأشهر العشرة الأخيرة، أودت بحياة أكثر من 30 شخصا، معظمهم قادة عسكريون من الجيش الحر والكتائب الإسلامية والناشطين الإعلاميين، فيما نجا البعض من تلك الاغتيالات بشكل غير متوقع.

المستفيد من الاغتيالات

تنوعت الآراء حول الجهة المستفيدة من عمليات الاغتيال، التي تمت بمجملها عبر إطلاق الرصاص الحي من قبل مجهولين، أو بواسطة زرع العبوات الناسفة داخل السيارات وتفجيرها عن بعد.

وحول الأطراف المستفيدة من جرائم الاغتيال، يقول الناشط الإعلامي عمر المصري لـ"عربي21": "لا شك أن نظام الأسد هو الطرف الأول، خاصة بعد الخسائر المتتالية التي تعرض لها في حوران، وفقدانه السيطرة على مساحات شاسعة"، وتحدث عن "خلايا نائمة" للنظام "تم زرعها داخل المناطق المحررة"، وفق قوله.

ويضيف المصري قائلا: "هناك أطراف أخرى نفذت عمليات اغتيال معلنة، مثل جبهة النصرة ولواء شهداء اليرموك، وهذا الأمر لا يخفيه أي من الفصيلين المتحاربين فيما بينهما، بل يتم إصدار بيان رسمي بعد عملية الاغتيال، كان آخر (هذه البيانات) بيان أصدره شهداء اليرموك باغتيال رامي أبو عون، أحد أمراء جبهة النصرة في درعا".

الى ذلك، يؤكد المساعد المنشق، قائد لواء شهداء الحرية التابع للجيش الحر، كاسر قداح، ما قاله المصري حول دور النظام في تلك الاغتيالات، لإشعال الفتنة وخلط الأوراق وإشغال الفصائل بالبحث عن مرتكبي الاغتيالات ووقف عمليات التحرير، كما قال لـ"عربي21".

ويذهب الناطق باسم حركة المثنى الإسلامية، أبو شيماء، إلى أن المستفيدين كثر، أولهم النظام السوري، ويليه بعض الفصائل التي ترى في الاغتيال أمرا يخدم إيديولوجية الفصيل، ثم يأتي اللصوص والعصابات؛ بسبب إيقاف سرقاتهم أو جرائمهم بعد إنشاء دار العدل ومحاولات ضبط المناطق المحررة.

تزايد الاغتيالات

وقد تمكن الثوار خلال الأشهر الأخيرة من إلقاء القبض على مجموعة من "الخلايا النائمة" التابعة للنظام السوري في مخيم درعا وبلدة المزيريب، واعترف أفراد هذه المجموعات أن أجهزة الأمن والمخابرات التابعة للنظام تمدهم بمبالغ مادية مقابل كل عملية اغتيال، وقد يصل المبلغ إلى مليون ليرة سورية (ثلاثة آلاف دولار).

ويشير الناشط نبراس الحوراني، مراسل الهيئة السورية للإعلام، إلى أن السبب الأول في تزايد جرائم الاغتيال يعود لعدم التنسيق الأمني بين الفصائل على الأرض، لافتا أيضا إلى عدم وجود سلطة أمنية رادعة وفاعلة في حوران، بالإضافة إلى تحرك "خلايا نائمة" لتبدأ عملها بالترويج لتنظيم الدولة كبديل قادر على ضبط حالة الفلتان الأمني، بحسب وصفه في حديث لـ"عربي21".

وفي السياق ذاته، يتحدث المساعد المنشق كاسر قداح عن أسباب أخرى لحالات الاغتيال، أبرزها: "عدم استمرار حواجز الحراسة على مدار اليوم، وتغطية زجاج السيارات، وعدم وجود لوحات رقمية لمعظم وسائل النقل".

ويرى الناشط عمر المصري أن السبب الرئيسي في كثرة الاغتيالات هو حالة الفوضى السائدة، حيث لا توجد أي ضوابط قادرة على إنهاء الفلتان الأمني، مشيرا على وجه الخصوص إلى قلة انتشار الحواجز وعدم حمل الكثير من الأشخاص أوراقا ثبوتية.

حلول مطروحة

ويوضح الناطق باسم حركة المثنى الإسلامية لـ"عربي21"، أن الحل الأمثل للقضاء على هذه الظاهرة البشعة هو تشكيل جسم أمني بالاتفاق بين جميع الفصائل، ويكون مستقلا ماديا وإداريا، بحيث يصبح قادرا على تشكيل دوريات ومخافر، وفرض المحاسبة بشكل علني وبيد من حديد، على حد تعبيره.

ويلخص الناشط نبراس الحوراني جملة من الحلول القادرة على تهدئة المناطق المحررة والحد من الاغتيالات، وفق رأيه، بحيث يتم "توحيد كافة الفصائل العاملة على الأرض في جسم عسكري واحد، ومنع النظام من الاستفادة من الخلافات، وتفعيل المؤسسات الخدمية كمراكز الأحوال المدنية ودوائر النقل؛ بغية عدم ترك المواطنين دون وثائق رسمية أو السيارات دون لوحات رقمية، وإنشاء شرطة حرة تدير المناطق أمنيا"، كما قال.

ومن بين أهم الشخصيات التي تعرضت للاغتيال خلال الأشهر الأخيرة:

-    كساب مسالمة، أحد قادة الجهاديين في ريف درعا‎.‎‏ ‏
-    الشيخ أبو أسامة، نائب رئيس دار العدل (القضاء).
-    إبراهيم المسالمة، قائد كتيبة شهداء العمري.
-    أبو قاسم المجاريش، قائد ميداني في لواء صلاح الدين.
-    ياسر الخلف، قائد في جبهة ثوار سوريا.
-    محمد أحمد الصفوري، قائد لواء الحرمين.
-    مضر الخرسان، قيادي في الجيش السوري الحر.
-    زهير الزعبي، قيادي في فرقة شباب السنة.
-    رامي أبو عون، أحد أمراء جبهة النصرة.
-    أبو مصعب الحوراني، القائد الميداني في جبهة النصرة.
-    أحمد الفالوجي، المسؤول الأمني لتنظيم جبهة النصرة.
-    محمد الحشيش، مسؤول وحدة تنسيق الدعم بدرعا.
-    الناشط الإعلامي أحمد المسالمة.
-    الناشط الإعلامي ‏ضرار موسى الجاحد.

كما كانت هناك محاولات اغتيال فاشلة، كتلك التي طالت قائد جيش اليرموك سليمان الشريف، ورئيس دار العدل الشيخ أسامة اليتيم.
التعليقات (0)