سياسة عربية

من هو صهر الظواهري الذي أُعلن عن مقتله في "خراسان"؟

لا يُعلم ما إن كان "الباشا" مرافقا للظواهري أم لا - أرشيفية
لا يُعلم ما إن كان "الباشا" مرافقا للظواهري أم لا - أرشيفية
نشر أحد عناصر تنظيم "القاعدة" البارزين، ويدعى عبد السلام العثمان، مذكرة له تحكي جوانب من حياته قضاها في جبال وزيرستان، كشف فيها أن "أبو دجانة الباشا"، أحد أبرز قيادات "القاعدة"، قُتل في غارة جوية في آب/ أغسطس من العام الماضي.

وقالت المذكرة إن "النجاح باستهدافه جاء بسبب كثرة تنقلاته في أيامه الأخيرة على غير المعتاد، وذلك لما أُنيط به من أعمال ومهام، كتأمين العوائل والإخوة، ومباشرة إدارة العمل العسكري، وغير". 

"أبو دجانة الباشا"، هو هو محمد محمود البحطيطي (44 سنة)، قدم إلى أفغانستان في العام 1991، وتزوج ابنة الدكتور أيمن الظواهري قبل أعوام، حيث إن الشيخ أسامة بن لادن هو من سعى له في الزواج، وفقا للمذكرة.

وذاع سيط "أبو دجانة الباشا" بعد الثورة السورية، حيث أصدر بضع كلمات صوتية، ومقالات مكتوبة، هاجم خلالها تنظيم الدولة، وجماعة الإخوان المسلمين، كمتحدث باسم "القاعدة".

وبحسب مذكرة "العثمان"، فإن "أبو دجانة الباشا يصح أن نسميه بالقائد الخفي، لإسهاماته الخفية التي قلَّ من يعرفها، ومن أبرزها مساهمته في إنشاء فرع للقاعدة في شبه القارة الهندية".

وحول تحول "الباشا" من قائد عسكري، إلى منظر شرعي، وداعية، جاء في المذكرة: "العجيب أن غالب مَن يعرف الشيخ يعرفه بعلمه، مع أنه لم يكن له علاقة بالعلم في أول نفيره، بل كان متخصصا في التدريب العسكري، ولذا فالشيخ جسمه رياضي والطريف أنه كان يلعب الملاكمة في أول حياته!".

وتابع: "الشيخ كان من أهل البلاء، فقد قدَّر الله عليه وأُسر في إيران بعد سقوط الإمارة، وبقي في سجنه عدة سنوات، وفي تلك الفترة انكبَّ على طلب العلم واجتهد في طلبه حتى فتح الله عليه، وكان أنيسه بعد كتاب الله تعالى هو صحيح البخاري وما يدور حوله من شروح ومختصرات بل حتى نتاج الشيخ العلمي كثير منه متعلق بالبخاري، حيث قضى معه أجمل أوقات حياته كما كان يقول".

وبحسب المذكرة، فإن "الكثير من القيادات تعجَّبوا من بروز الشيخ في العلم بعد سجنه، بل إن الشيخ أبا يحيى الليبي عرض عليه كثيرا ليكون مسؤولا عن اللجنة الشرعية فرفض".

وأضاف قائلا: "كان يبتعد دائما عن الفتوى والقضاء، ويتحرج في هذا كثيرا، بل حتى في بعض الأمور الصغيرة كان يتهرب من القضاء فيها".

وقال: "خلّف وراءه ذكرى عطرة، وتاريخا حافلا، ونتاجا علميا لا بأس به، فله (تيسير الباري شرح مختصر صحيح البخاري) -لم يُطبع بعد-، وله تحقيق لمختصر صحيح البخاري للزبيدي مع تفسير لغريبه، وله حكم هدايا العمال والمختصر في أحكام وآداب السفر وغيرها". 

وحول قصة زواجه من ابنة الظواهري، قالت المذكرة: "بُترت قدم الشيخ قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر بعدة سنوات، وذلك أنه أُصيب في كابل خلال قتال المجاهدين لتحالف الشمال بقيادة أحمد شاه مسعود ، حيث كان يرمي بالهاون فجاءته قذيفة وسقطت بقربه، وكانت الإصابة شديدة في رجله، وتهشمت ركبته، بل إن رجله انقطعت، ولم يبق إلا جزء يسير ظل يربط رجله بجسمه".

وقال: "نقله الإخوة ليسعفوه، وكان ذلك في وقت اشتداد المعركة، يقولون إنه لم يكن يُسمع من الشيخ وقت إسعافه إلا ذكر الله، ومباشرة زاره العديد من القيادات في المستشفى، وعلى رأسهم الشيخ أسامة والشيخ أبي حفص الكومندان، وسيف العدل وغيرهم من القيادات".

وتابع قائلا: "تشاور الإخوة مع وزير التشريفات في حكومة طالبان في بتر رجل الشيخ، فعرض عليهم الوزير السعي لمحاولة تسفيره لبعض البلدان، فقال الأطباء إن حالته لا تحتمل التنقل، وربما أودت بحياته، وبعد المشورة والنظر في حالة الشيخ قرر الأطباء بتر رجله من فوق الركبة!".

وأكمل قائلا: "لما زاره الشيخ أسامة في المستشفى بعد بتر رجله قال له: (أعدك أني سأزوجك!)، وفعلا بعد فترة بسيطة، خطب الشيخ أسامة لأبي دجانة من ابنة الدكتور أيمن، فتم الزواج على بركة الله". 

وبحسب المذكرة، فإن "أثر صدمة الإصابة بقي على أبي دجانة حتى آخر حياته، حيث إنه كان في آخر حياته يستيقظ من النوم فزعا، ويبدأ بالصراخ، بسبب حلمه بأنه أصيب الآن".
 
وحول نشاط "أبو دجانة" في آخر حياته، جاء في المذكرة: "الشيخ كان نشيطا قبل الإصابة وبعدها، وحدثني شخص عايَشَه قائلا: كنا ننام من شدة التعب والسهر، فكان يوقظنا ويصنعُ لنا القهوة حتى يجافي النوم عن أعيننا ونكمل معه العمل، وننهي المهام، فلم يكن ينم إلا سويعات من نهار، لأن الليل كله كان يقضيه في العمل!"، في إشارة إلى حساسية عمله في "القاعدة".

وجاء في المذكرة عن نجلة الظواهري - زوجة أبي دجانة -: "كانت زوجه مثالا للزوجة الصابرة المحتسبة، فلله درها وعلى الله أجرها، صبرت على البلاء والهجرة وشظف العيش، ولا غرابة فإنها تربية شيخ المجاهدين الدكتور أيمن".

وكشفت المذكرة جانبا من الأوضاع المالية السيئة التي يمر بها قادة تنظيم "القاعدة"، حيث قال "العثمان": "استدان مبلغا بسيطا ليشتري به راديو، وكان باستطاعته أن يطلب من المسؤول المالي أن يوفره له، سيما أنه قائد، لكنه آثر أن يستدين ليشتريه ولا يطلبه".

وأضاف: "قيمة المذياع التي جعلته يستدين لتعرف كيف كانت حاجتهم وزهدهم، وكان في كل جلسة يذكِّرُ جلاّسه بدينه ويقول لو قُتلت فخذوه من أهلي!، فلم يكن له مصدر دخل سوى الكفالة التي كانت تُصرَفُ له".

وكشفت المذكرة أن "أبو دجانة الباشا" تمكن من سداد دينه ليلة مقتله، وذلك بعد أن صرفت قيادة التنظيم كفالات ستة أشهر دفعة واحدة.

يشار إلى أن تنظيم القاعدة لم ينع "أبو دجانة الباشا" بشكل رسمي حتى الآن، وهو ما فسره بعض أنصار التنظيم بأن "السياسة الحالية تقوم على تأخير إعلان استشهاد القادة".




التعليقات (0)