حقوق وحريات

"BBC" تلتقي بنوال الهوساوي .."روزا باركس" السعودية

نوال الهوساوي تعرّضت لحملة عنصرية على "تويتر" بسبب لون بشرتها - أرشيفية
نوال الهوساوي تعرّضت لحملة عنصرية على "تويتر" بسبب لون بشرتها - أرشيفية
تعرّضت كابتن طيار سوداء البشرة إلى كثير من الانتقادات العنصرية، إذ تلقت السعودية نوال الهوساوي أمواجا من الإساءة على منصات التواصل الاجتماعي، وذلك فقط للون بشرتها.

ونوال بحسب ما روته هيئة "بي بي سي" البريطانية، كابتن طيار مؤهلة، وامرأة صريحة ومتزوجة من رجل أبيض، إلى جانب مواصفات أخرى يقول المنتقدون إنها لا ينبغي أن تكون متوفرة في المرأة السعودية.

ووفق "بي بي سي"، فإنه على الرغم من الإساءة الواسعة التي تعرضت لها، رفضت نوال الانحناء للأعراف السائدة وردت على من يحطون من شأنها "بالحب".

ومع الوقت، أصبحت نوال نجمة نوعا ما على شبكات التواصل الاجتماعي، وجذبت قرابة 50 ألف متابع على "تويتر"، ونشرت تعليقات عن أهمية التنوع العرقي والمساواة في الزواج. ومع ذلك، فإنه لم يكن كل من قرأ تعليقاتها من المعجبين.

وتمثلت بعض الإساءات من خلال إرسال صور لها للغوريلات، وأخرى لأفارقة قبليين تم التلاعب بها لتبدو بشعة، إلى جانب نعتها بـ"العبدة".

وذكرت الهيئة البريطانية، أن نوال تعرضت إلى هجوم امرأة أخرى في حفل للاحتفال باليوم الوطني للسعودية عام 2013، ونعتتها بكلمة "عبدة" المسيئة. 

والعنصرية تعد جرما في البلاد، ورفعت نوال دعوى قضائية ضد المرأة، لكن بعد الحديث مع تلك السيدة، فقد تلقت نوال اعتذارا منها، وأسقطت الدعوى ضدها، وقالت إنها أصبحت صديقة لها.

وتصدرت القصة عناوين الصحف في البلاد، وظهرت نوال على شاشة التلفزيون للحديث عما حدث.

وأطلقت وسائل الإعلام هناك عليها اسم "روزا باركس" السعودية، وهي إشارة إلى أيقونة الحقوق المدنية الأمريكية من أصل أفريقي، روزا باركس.

واستغلت نوال منصتها الاجتماعية التي أنشأتها لإطلاق حملتها المناهضة للعنصرية على "تويتر"، مستخدمة هذه الكلمة المسيئة لرفع مستوى الوعي بالقضية.

وبسبب الاهتمام الذي حظيت به، أصبح حسابها على "تويتر" محط أنظار المتصيدين على الإنترنت، فاستغلوه لشن حملة كراهية ضدها.

وأصبح لون بشرتها وجنسها وصراحتها وزواجها "المختلط" مصدرا لغضب هؤلاء المتصيدين، الذين تعتقد نوال بأنهم في الغالب من المحافظين اليمنيين الموجودين في المملكة السعودية.

وبحسب نوال، فإن المسيئين "بدأوا حملة نشروا خلالها صورة لزوجي وأطفالي، وطلبوا من الآخرين التعليق عليها. كان الأمر صادما".



وتدرك نوال جيدا لماذا باتت مستهدفة، قائلة: "أنا أقدم كل شيء يكرهونه، كل شيء يقفون ضده. فأنا امرأة سعودية متزوجة من أجنبي. هم ضد الأمريكيين. وزوجي أبيض وأنا سوداء. فهم يرفضون الزواج المختلط، ويقولون إن المرأة لا ينبغي عليها أن تعمل، لذلك فرؤية امرأة لا تستطيع فقط قيادة سيارة بل ولديها رخصة طيران أمر مرفوض. ولا يحبون لرسائلي أن تلقى كل هذا الصدى عند الكثير من المتابعين".

وتقدمت نوال إلى وزارة الداخلية السعودية، للتعامل مع مرسلي مجموعة من الرسائل المسيئة التي تلقتها.

وقالت إن القضية يجري التعامل معها بجدية شديدة، لكن محاولات تعقب المسيئين، ومعظمهم من المسجلين بأسماء مستعارة، أمر يستغرق وقتا طويلا.

يذكر أن نوال تربت في مكة، التي تتمتع بتعددية سكانية في المملكة، وتقول السيدة السعودية إنها لم تفكر أبدا في كونها سوداء حتى سافرت إلى الولايات المتحدة، حيث اضطرت إلى تحديد عرقها في خانة عند مرورها بمنطقة الجمارك.

وأثناء إقامتها هناك، تعلمت الطيران، وأصبحت كابتن طيار معتمدا، رغم أنها لمّا يُسمح لها بعد بالتحليق في سماء بلادها.

ودرست كذلك لتصبح مستشارة أسرية، وهو ما تمارسه الآن، وتزوجت رجلا أبيض أمريكي الجنسية، وعادت إلى السعودية منذ سنوات قليلة.
التعليقات (2)
سما
الأربعاء، 13-01-2016 02:41 م
بارك الله فيك اخت نوال ووفقك لمافيهخير
كنت تاكي !
الثلاثاء، 12-01-2016 07:13 م
بالتوفيق وكل الامنيات لك اخت نوال واللي زيك نفتخر فيها . وماعليك من العقول المتحجره فهي لا تمثل المجتمع السعودي .