سياسة عربية

لماذا يصر العبادي على مشاركة "الحشد" في معركة الموصل؟

العبادي: لا أحد يستطيع منع عراقي من المشاركة في تحرير أرضه- أ ف ب
العبادي: لا أحد يستطيع منع عراقي من المشاركة في تحرير أرضه- أ ف ب
يصر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، على مشاركة مليشيات الحشد الشعبي في معركة استعادة الموصل من تنظيم الدولة، برغم اتساع دائرة الرافضين لمشاركتها، إلا أن البعض يفسر هذا الإصرار بأنه إرضاء لمكونه الطائفي وامتثالا لتوجيهات رئيس حزبه نوري المالكي.

وقال العبادي الخميس، إن "قواتنا البطلة رفعت اليوم العلم العراقي شرق الثرثار، و إن هذه الانتصارات ستستمر ولن تتوقف وسيتم تحرير غرب الأنبار بالكامل وسنكون معكم هناك".

وأضاف العبادي في كلمته بمؤتمر التلاحم الوطني لتحرير المناطق الغربية، بحسب بيان لمكتبه: "لا أحد يستطيع أن يمنع عراقيا من المشاركة بتحرير أرضه، لأن مصلحة البلد ومصلحة شعبنا وقواتنا البطلة هي الأهم بالنسبة لنا"، في إشارة منه إلى الرافضين لمشاركة مليشيا الحشد الشعبي في معركة الموصل.

وشدد العبادي على أن "التدخل السياسي يجب أن لا يكون مع العمل العسكري، ولن أسمح بأن يعرض هذا التدخل قواتنا إلى خطر من أجل إرضاء هذا الطرف أو ذاك".

وتأتي تصريحات العبادي هذه بعد يومين من قرار وزارة البيشمركة في حكومة إقليم كردستان العراق، بعدم سماحها لمليشيات الحشد الشعبي في العراق بعبور أراضي إقليم كردستان العراق باتجاه الموصل.

وقال أمين عام وزارة البيشمركة الكردية جبار ياور، في تصريح لموقع " لاوينه" الكردي: "لا يوجد أي اتفاق أبدا لعبور قوات الحشد الشعبي أراضي إقليم كردستان من أجل مشاركتها في تحرير الموصل"، مؤكدا وجود "اتفاق - لم يشمل الحشد الشعبي- من أجل عبور قوات الجيش العراقي فقط باتجاه الموصل".

ورفضت حكومة نينوى المحلية في قرار اتخذته بالإجماع الثلاثاء الماضي، مشاركة قوات الحشد الشعبي في عمليات الموصل المرتقبة.

وقال رئيس مجلس المحافظة بشار الكيكي، في تصريح له، إنَّه نظرا للانتهاكات التي حصلت من بعض "المدسوسين" في صفوف الحشد الشعبي في محافظات أخرى من العراق، كديالى وصلاح الدين، فقد قرر مجلس محافظة نينوي في جلسته الاستثنائية بأغلبية الأعضاء رفض مشاركة الحشد في تحرير الموصل.
 
صراع إرادات

من جهته، قال الباحث في الشأن السياسي العراقي الدكتور عدنان التكريتي، في حديث لـ"عربي21"، إن "العراق يواجه صراع إرادات وكل شيء يفسر بمرجعية قرار صاحبه، فرفض الحشد يفسر أنه رسالة أمريكية تعيد تكرار ما حصل في الأنبار".

وأضاف، أن "شيعة العراق ينظرون للأمر بريبة كونه يضرب مشروعهم وتطلعاتهم للسيطرة على المحافظات كافة، واختزال القوات المسلحة بفصائل الحشد التي لا تعدو أن تكون إلا مليشيا مرتبطة بأحزابها".

واستدرك التكريتي بالقول: "لكن أمر العبادي يختلف كذلك، فهو عليه ضغوط من إيران والتحالف الوطني (أكبر كتلة شيعية في البرلمان) وأمريكا والجمهور، وإن إرضاء كل هؤلاء أمر صعب".

المالكي يدير العبادي

وكشف الباحث العراقي في حديثه لـ"عربي21" عن وجود تسريبات تؤكد أن "ما لا يقل عن خمسة لقاءات جمعت العبادي برئيس الوزراء السابق وزعيم حزب الدعوة نوري المالكي خلال شهر واحد"، مفسرا ذلك بأن "العبادي لا يمثل نفسه في كثير من التوجهات، ورغم التقاطع في المواقف والاختلاف في الرؤى يبقى هو ابن مؤسسته الحزبية ومشروع المكون الذي ينتمي إليه".

وبحسب قول التكريتي، فإن "العبادي اليوم بات أكثر تمسكا بالسلطة وحديثه عن التغيير الوزاري لا يشمل نفسه فيه، معتمدا على الرضا الأمريكي والبريطاني المرحلي".

يذكر أن رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، أعلن في 20 شباط/ فبراير الماضي، أنَّ قوات الحشد الشعبي ستشارك في عمليات تحرير الموصل.
التعليقات (1)
سعيد
الخميس، 03-03-2016 07:03 م
فقط اريد ان اذكر الجميع ان المالكي وصل الى رأس السلطة بموافقة امريكية ايرانية وكذلك العبادي وكلاهما لن يخرج عن ما مرسوم لهما. أعتقد ان بعض من اسباب الحاح العبادي على مشاركة الحشد الشعبي هو: 1- ايران لا تريد هزيمة الاسد من اي بقعة في العراق خصوصا الموصل إلا اذا كان البديل هو سيطرة اتباع ايران على تلك المناطق المحررة من قبضة داعش. 2- هناك اطراف لا تريد انهاء الملف الداعشي من موصل قبل التأكد من ان نظام الاسد باق في سوريا.