حقوق وحريات

إضراب معتقلي "العقرب" يدخل يومه الـ12 رغم "التهديدات"

إدارة سجن العقرب ردّت على الإضراب بمنع المزيد من زيارات ذويهم - أرشيفية
إدارة سجن العقرب ردّت على الإضراب بمنع المزيد من زيارات ذويهم - أرشيفية
يدخل إضراب معتقلي سجن العقرب، الاثنين، يومه الثاني عشر، احتجاجا على تعذيب المعتقلين، وتردي أوضاع الاحتجاز، واستمرار المعاملة "المهينة" لأسر المحتجزين، ومنعهم من زيارتهم، وتعدي الأمن على بعضهم بالضرب.

ونقل عدد من الأهالي لـ"عربي21" عن ذويهم المعتقلين، قولهم إن إدارة السجن تجبر أبناءهم على قص أظافرهم باستعمال "قصاصة" لمخبر مصاب بفيروس "سي"، في محاولة من إدارة السجن لإثناء المعتقلين عن الاستمرار في إضرابهم عن الطعام.

وكان الأهالي قد أكدوا مسبقا في تصريحات لـ "عربي21"، أن اللواء حسن السوهاجي، مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون، اجتمع بمعتقلي سجن العقرب المضربين عن الطعام، موجها لهم رسالة مفادها أنه "أخذ الإذن من المسؤولين في التعامل مع هذا الإضراب ووقفه بشتى الطرق، بداية من التضييق على أهالي المعتقلين، مرورا بمنع الزيارات، ووصولا إلى التصفية الجسدية".
 
البداية والمطالب

وبدأ الإضراب في "العقرب" يوم 24 شباط/فبراير الماضي، حيث أعلن كل من نائب رئيس حزب الوسط عصام سلطان، والإعلامي محمود البربري، والقيادي بجماعة الإخوان المسلمين جهاد الحداد، إضرابهم عن الطعام، احتجاجا على منع الزيارات، والتعدي على أسر المعتقلين بالسب والضرب، وذلك عبر رسالة نشرتها والدة الحداد على حسابها في "فيسبوك".

وفي اليوم التالي لهذا الإعلان؛ انضم معتقلون آخرون إلى الإضراب، بينهم قياديو جماعة الإخوان المسلمين عصام الحداد، وأسامة ياسين، وأحمد عبدالعاطي، وأمين الصيرفي، فما كان من إدارة سجن العقرب إلا أن ردّت بمنع 60 زيارة، تلاها منع آخر لـ30 زيارة.

وفي 27 شباط/فبراير؛ انضم سبعة صحفيين إلى الإضراب، بينهم هشام جعفر، ووليد شلبي، وتزايدت أعداد المضربين حتى وصلت إلى 32 معتقلا، طبقا لما ذكرته رابطة أسر معتقلي العقرب عبر صفحتها في "فيسبوك".

ويطالب المعتقلون -بحسب ذويهم- باستقلال مصلحة السجون وعدم انحيازها للسلطة، وإنهاء حالة القتل البطيء بمنع العلاج والأدوية عن المعتقلين، وإزالة الحاجز الزجاجي في الزيارة، وإطالة مدتها إلى ساعة، وإنهاء سياسة التجويع بمنع دخول أية أطعمة من خارج السجن، ومساواة سجن العقرب بباقي السجون في الحقوق. لكن ذوي المعتقلين نقلوا عنهم قولهم، إن إدارة السجن أجابت على مطالبهم بتهديدهم بتوزيعهم على سجون نائية، في حال لم يوقفوا إضرابهم.

تضامن النشطاء

وعبر وسمي "إضراب العقرب" و"dying to live"؛ أعلن آلاف النشطاء والنخب والحركات السياسية والإعلاميين، من داخل مصر وخارجها، تضامنهم مع المضربين في سجن العقرب، كما بث عدد من الفنانين والإعلاميين أعمالا فنية تضامنية معهم، من خلال رسومات كاريكاتورية، ومقاطع فيديو.

وكان من بين المتضامنين؛ البرلماني السابق عمرو حمزاوي، الذي غرد قائلا: "متضامن مع إضراب سجناء العقرب، دون معايير مزدوجة، أو تمييز بين المسجونين.. آن للمعاملة غير الآدمية أن تتوقف، شأنها شأن الانتهاكات الأخرى".

وأعلنت حركة الاشتراكيين الثوريين وقوفها بجانب المضربين، من خلال نشر "بوستر" تضامني معهم، وشاركت حركة شباب 6 إبريل عبر وسم "إضراب العقرب" قائلة: "عنابر الموت في سجون القتل".
 
عمل تضامني من الرسام الفلسطيني محمود عباس

"الزيارة انتهت"

وتضامن الإعلامي عبدالله الشريف من خلال مقطع تسجيلي حمل عنوان "الزيارة انتهت"، حيث وصف معاناة الأهالي في توفير متطلبات الزيارة؛ من مال وطعام، بالإضافة إلى مشاق الطريق، وانتظارهم بالساعات صيفا وشتاء؛ ليُسمح لهم أخيرا بزيارة "تنتهي قبل أن تبدأ".

وطالب الشريف المصريين بدعم أسر المعتقلين ماديا ومعنويا، وتساءل: "ماذا بعد التعاطف والتضامن؟"، مؤكدا أن "واجب كل مصري؛ البحث عن أسر المعتقلين من المحافظات كافة، ومساعدتهم بالمال".



"لأقعدن على الرصيف وأشتكي"

من جهتها؛ نشرت آية حسني، زوجة الإعلامي المعتقل حسن القباني، صورة معبرة عن معاناة أهالي سجناء "العقرب، أظهرت ابنتيها "همس" و"هيا"، وهما تنتظران على الرصيف أمام باب السجن، وبجوارهما الطعام الذي أعدته والدتهما لوالدهما، على أمل أن تتمكن من إيصاله له، ولعل الطفلتين تتمكنان من رؤية والدهما لدقائق قد تطول أو تقصر، حسب "مزاج" السجان.

وقالت زوجة القباني: "لأقعدن على الرصيف وأشتكي، وأقول مظلوم وأنت ظلمتني، ولأدعون عليك في طابور الزيارة، يشحططك ربي مثلما شحططّني، أنا وهمس وهيا والرصيف والعقرب".

التعليقات (0)