سياسة عربية

سعد الدين إبراهيم: كيف أصبحت اسطنبول عاصمة منفيي العرب؟

سعد الدين إبراهيم يشيد بأيمن نور ويتهم العسكر باختطاف ثورة مصر ـ أرشيفية
سعد الدين إبراهيم يشيد بأيمن نور ويتهم العسكر باختطاف ثورة مصر ـ أرشيفية
فتح مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، والمحلل السياسي سعد الدين إبراهيم، كتاب الذكريات بعد أن استفزته الزيارة الأخيرة لإسطنبول، وقابل خلالها العديد من رفقاء النضال والسجن والنشطاء العرب والمصريين الذين يجمعهم جميعا همّ التخلص من الظلم والاستبداد.

وأشاد إبراهيم في مقالته بصحيفة "المصري اليوم" بتركيا وشعبها المضياف الذي استقبل كل هؤلاء المناضلين من شتى أقطار العالم العربي، حتى غدت اسطنبول عاصمة للمنفيين والمضطهدين العرب.

وعرج إبراهيم في حديث ذكرياته على هروب أيمن نور من مصر، وعلق على حكم الإخوان وحكم العسكر متهما الطرفين باختطاف الثورة المصرية، قائلا: "إن الناشط المصري الدكتور أيمن نور ترك مصر بملء إرادته بعد قيام ثورة 25 يناير، التي كان شريكا فيها خلال سنتها الأولى، ولكنه رآها تُختطف مرتين ممن قاموا بها. المرة الأولى كان الاختطاف بواسطة جماعة الإخوان المسلمين، الذين حكموا مصر، تحت رئاسة الدكتور محمد مرسي ومكتب الإرشاد لمدة سنة واحدة، قبل أن تنشأ حركة مُضادة للحكم الإخواني، تحت اسم تمرد، التي نجحت في تجميع ثلاثين مليون توقيع تطالب رئيس الجمهورية بانتخابات رئاسية ونيابية مُبكرة".

وتابع حديثه بالقول: "أدرك أيمن نور مُبكرا أن تلكؤ د. محمد مرسي في الاستجابة لمطلب حركة تمرد، سيُعطي الجيش مُبررا للعودة إلى الساحة السياسية، واختطاف الثورة، والسُلطة، والدولة كلها. ومع كل أساه وحُزنه وعجزه أن يمنع ذلك الاختطاف، اختار الرجل أن يرحل من مصر، حيث عاش في العاصمة اللبنانية بيروت لمدة عامين، إلى أن أخبرته السُلطات اللبنانية بشكل مُهذب أن يترك ديارها، حفاظا على حياته، فغادرها بالفعل".

ووصف إبراهيم قصة المعارضة المصرية والعربية وكيف كانت اسطنبول قبلة لهم بسبب كرم ضيافتها لهم، وقال: "حط أيمن نور الرحال في اسطنبول، حيث وجد هو وغيره من قيادات المُعارضة المصرية والعربية حماية وترحيبا من الشعب التركي ومن السُلطات التركية على السواء".

واستدرك بالقول: "ورغم أنني كنت مدعوا لإلقاء مُحاضرة في جامعة اسطنبول الثقافية التركية، إلا أنني انتهزت الفرصة لزيارة الدكتور أيمن نور، والحديث معه باستفاضة عن الشأن العام المصري، خاصة أنه تجمعني بالرجل علاقات مُتشعبة. فنحن من المُحافظة نفسها (المنصورة - دقهلية)، وكنت قد تصديت للدفاع عنه حينما طاردته السُلطة في عهد الرئيس الأسبق حسني مُبارك. وطالما زرته وتحدثت في دائرته الانتخابية عدة مرات في حي باب الشعرية العريق، فضلا عن أنه انضم إلى عضوية مجلس أمناء مركز ابن خلدون للدراسات الديمقراطية".

مفارقات رفاق المعتقل 


ونوه إبراهيم إلى أنه "من مُفارقات القدر المُشترك، أنه حينما تعرض بعدي للاضطهاد وقضاء عدة سنوات في سجن مزرعة طُرة، كان نصيبه أن يوضع في الزنزانة نفسها التي شغلتها في سنوات محنتي الأربع، مع نظام حسني مبارك نفسه".

وتابع، "لذلك كان جزء من أيامي في اسطنبول هو إحياء لصداقة قديمة، وتذكيرا بتجربة السجن نفسه، وتبادل الشجون والآلام لما حل بمصرنا الحبيبة".

وأشاد إبراهيم بثبات أيمن نور ورباطة جأشه وهمّته في العمل العام، قائلا: "وللأمانة، وجدت أن أيمن نور لم يستكن أو يستسلم أو يطوي صفحة العمل العام، وهو في منفاه الاختياري، بل العكس تماما. فقد جمع حوله العديد من المصريين والعرب، سواء من يُقيمون في تركيا، أو من يمرّون بها من شتى الأصقاع العربية. فقد قابلت عنده أصدقاء وزُملاء كفاح قدامى، مثل الرئيس التونسي السابق الدكتور/ المُنصف المرزوقي، ورفاق السجن أو المنفى السابقين من أمثال الدكتور عمرو دراج وأسامة رشدي وغيرهم".

الرفاق العرب

والتقى إبراهيم معارضين عربا، وقال: "التقيت أيضا بمُناضلة سورية على العشاء في أحد مطاعم اسطنبول، وهى طبيبة الأسنان د. رانيا قيصر، التي أتت في اليوم التالي إلى الفندق الذي كنت أقيم فيه، حيث تناولنا معا الإفطار، ثم تحدثنا طويلا إلى أن وجدت أن باب الطائرة قد أقفل قبل خمس دقائق. ولكن لحُسن الحظ كانت هناك رحلة أخرى إلى القاهرة في الخامسة مساء اليوم نفسه، فحجزت عليها، ومكثت في المطار. واتصلت بي د. رانيا قيصر لتعرض عليّ استضافتها في منزلها، وهو ما شكرتها عليه. ثم اتصلت بعد ساعة ثانية لتشكو الناشطة دُعاء، إحدى مُساعدات د. أيمن نور، التي اتهمتها بأنها السبب في أنني تأخرت في الوصول إلى مطار اسطنبول!".

وأشار إبراهيم إلى أنه "في أثناء ساعات الانتظار الخمس، صادفت مصريين وعربا عديدين، وطلبوا التقاط صور معي، وطلب أحدهم ويُدعى مُنجب المُعطى، الحقوقي ومؤسس حركة الحُرية الآن، وهو من المغرب بأن أنوّه في أحد مقالاتي أو أنشطتي بمأساة الناشط المغربي علي صبري عاشور! حيث تم اعتقاله بواسطة السُلطات المغربية، دون إحالة أو مُحاكمة. وهو الإجراء نفسه الذي كان قد حدث خلال السنة الأولى من مواجهتي مع نظام الرئيس مُبارك (يونيو 2000). وقد وعدت المُسافر المغربي أن أفعل ذلك أيضا في المُلتقى السنوي لحقوق الإنسان في مدينة جنيف السويسرية في منتصف مارس 2016".

وختم مدير مركز ابن خلدون مقالته بالإشادة بتركيا وزيارتها وقال: "من الأقوال المأثورة أنه في الأسفار سبع فوائد، وأشهد أنه في سفري إلى اسطنبول، خبّرت فوائد جمة تتجاوز السبع. فإلى حديث قادم حول بعض هذه الفوائد". 
التعليقات (2)
hassan
الجمعة، 15-04-2016 11:22 ص
هولاي رجال ليس مثلک ياکلب تلعق حذاي العسکر .تتکلم کثيرا بدون فايده.وعندما بدا يترنح تمثالکم السيسي بداتم ترمون بالکلام هنا وهناک.کالتعابين.انظر الي المرات وستري القرد في المرات.
واحد من الناس.... إوعوا تفرطوا في الشرعية ... إوعوا حد يسرقها منكم
السبت، 19-03-2016 06:56 ص
فالشرعية هي سبيل مصر للخلاص من هذا الكابوس ... فبرجوعها تسقط كافة الاتفاقات التي ابرمها هذا الجحش و تعود لمصر كافة حقوقها في النيل و حقول الغاز و غيرها..... و برجوع الشرعية تعود لمصر كل شولة الأرز التي نهبها الجحش و عصابته.... و برجوع الشرعية ممكن نقاضى الدول التي دعمته و نطالبها بتعويضات تخرب بوت ابوهم و تعمر مصر