صحافة إسرائيلية

صحفي إسرائيلي يمتدح المتصوفة بعد حضوره تجمعا لهم بالهند

(أرشيفية)
(أرشيفية)
روى الصحفي الإسرائيلي يوآف كارني، تفاصيل لقائه مسلمين من الطائفة الصوفية في الهند، ووصفهم بأنهم يمثلون "الإسلام المعتدل". وقال إن "التطرف الإسلامي" في القرن العشرين في الشرق الأوسط وجنوب آسيا سببه بشكل مباشر ضعف الصوفيين، وفق قوله.

وتابع في مقاله الذي تعرضه "عربي21"، بأن الصوفية "خلال ألف عام منحت الإسلام طابعا روحانيا خفيا، الأمر الذي سمح بانتشارها وتدخلها في المناطق التي كانت تتبنى قناعات الجاهلية. لم تطلب الولاء من المؤمنين. وكانت مستعدة لأن تستوعب، وليس فقط أن تفرض في أوقات مختلفة وفي مناطق جغرافية مختلفة".

وقال إن "الصوفية منحت الإلهام لتقبل الآخر، الأمر الذي دفع منتقديها إلى اعتبار ذلك كفرا". 

وما أثار إعجاب الصحفي الإسرائيلي أن "شعراء من الصوفيين غنوا للنبيذ ولحب اللحوم. وهناك من بالغوا إلى درجة الفردية في العلاقة بين المؤمن وبين الله. الحج إلى مكة، كما قال أحد المشهورين منهم، ليس بالضرورة أن يحدث فيزيائيا. إن مكة فكرة، وليست هدفا جغرافيا".

وقال إن ضعف الصوفية بدأ مع ظهور "الوهابية" منذ القرن التاسع عشر، إذ كان وقتها محمد بن عبد الوهاب قد بدأ بحملته لتطهير الإسلام في شبه الجزيرة العربية، التي مولها آل سعود ضد الصوفيين، وفق الكاتب.

وأضاف أن الصوفيين يختلفون عن السنة والشيعة، فالصوفية تعدّ بين الاثنين. ولا يمكن تعريفها بشكل قاطع. 

وانتقد "الوهابيين" أو "السلفيين"، وقال إنهم يريدون استئصال السوء من الإسلام، ولكنهم يقرأون القرآن كما هو، ويرفضون أي تجديد، ويريدون مركزية الإيمان دون صيغ محلية، ودون انفتاح.

وأشاد بتقرب رئيس الحكومة الهندية، نرنادرا مودي، من الصوفيين، وهو القائد القوي صاحب الكاريزما الذي تعرفه الهند منذ أكثر من نصف يوبيل، ويعدّ كارها للمسلمين والأقليات، وقد وصل إلى منصبه بعد تأييد اليمين الديني الهندوسي المتطرف.

ووصف كارني أتباع الطائفة الصوفية بـ"أولاد الورود للإسلام"، وهو ما اختاره عنوانا لمقاله في صحيفة "غلوبس" الإسرائيلية، الذي نشره الأحد، وتساءل: "هل تستطيع الصوفية العودة والتأثير على الإسلام في الشرق الأوسط؟". 

وبدا الصحفي الإسرائيلي مهتما جدا بالصوفية، وعرض معلومات عنها، وقال إن "الصوفيين كما أعلن منظمو المؤتمر في دلهي هم الضحايا الأساسيون للإرهاب الجهادي. وقد أنهوا المؤتمر بدعوة للمجتمع الدولي لمساعدة الصوفيين"، وفق ما ذكره في مقاله.
 
وكشف أن هذه الفكرة سبق وخطرت في بال مراكز أبحاث في الغرب، حيث حاولت تسويق ذلك للحكومات وأجهزة الاستخبارات.

وأشار إلى أن حجم الصوفيين ووجودهم وتأثيرهم كبير، لافتا إلى أن عادة الذهاب إلى قبور الصديقين في أجزاء من اليهودية تحمل ختما صوفيا عميقا. 

وأضاف أن "المسلمين والهندوس في الهند يجدون أنفسهم أمام القبور ذاتها. والقديسون ذاتهم، يصلون من أجل الخلاص ذاته".

وتساءل: "هل التعددية بروح الصوفية تستطيع العودة للتأثير على الجاليات الإسلامية؟"، مجيبا بالقول: "يصعب الإيمان بذلك".

وختم مقاله بالقول إن "الإصلاح لن يتحقق بفعل الورود وأغاني الحب، بل بفعل السيف".
التعليقات (0)