ملفات وتقارير

"مستعربون" في شرطة مصر لاصطياد قادة المظاهرات (فيديو)

الشرطة عملت بجد لمحاصرة التظاهرات ومنع انتشارها - أرشيفية
الشرطة عملت بجد لمحاصرة التظاهرات ومنع انتشارها - أرشيفية
بدأت الشرطة المصرية في اتباع أساليب جديدة للإيقاع بقادة المظاهرات من الشباب الثائر ضد نظام رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، مقتبسة أساليب وحدة "المستعربين" الإسرائيلية، التي يندس أفرادها بين المتظاهرين الفلسطينيين؛ من أجل تحديد قادة المظاهرات، ومن ثم تطويق أحدهم بعيدا عن أقرانه، ثم إحكام السيطرة عليه، عقب هجوم مباغت ممن حوله، من مرتدي الزي الوطني والملابس العادية.


فقد تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، يرصد لحظة اختطاف قوات الأمن، أحد قادة المظاهرات الحاشدة التي خرجت تحت شعار "مصر مش للبيع"، يوم الاثنين 25 نيسان/ أبريل الجاري، احتجاجا على تنازل السيسي عن جزيرتي تيران وصنافير، وطلبا برحيله عن الحكم. 

ويظهر الفيديو تسلل أفراد المباحث والمخبرين السريين المخصصين للاندساس وسط التظاهرة بالملابس العادية، كأنهم متظاهرون عاديون، ثم قيام أحدهم بحمل الشاب الذي يقود الهتافات؛ لإثارة حماسة المتظاهرين، بينما كان هناك عدد من رجال الشرطة الآخرين قد أحاطوا بالشاب المحمول على كتفي زميلهم المتخفي.

وبينما كان الشاب يهتف بكل حماسة ضد نظام السيسي، فوجئ بالشخص الذي يحمله فوق عنقه، يسير به، في لحظة، بعيدا عن التظاهرة، وبسرعة أدرك المؤامرة عليه، لكن حامله ألقى به بين أيدي أفراد الأمن، الذين سارعوا بالإحاطة به، وإحكام السيطرة عليه.

ولم يعرف أحد مصير الشاب الذي تم اختطافه، وأبدى نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي خشيتهم من قيام قوات الشرطة المصرية بتصفيته وغيره من قادة التظاهرات، على الرغم من أنهم ليسوا إسلاميين هذه المرة.

ووصف أحد النشطاء الفيديو بأنه أخطر فيديو منذ قيام ثورة 25 يناير، وحذر آخر من تكرار هذه الواقعة في تظاهرات الأيام والأسابيع المقبلة.

وطلب ثالث من الثوار ابتداع طرق مبدعة لمواجهة هذا الأسلوب في الاختطاف الشبيه يفرق المستعربين الإسرائيلية، كأن يتم الاتفاق على قائد التظاهرة، وأن يكون المحيطون به من المعروفين له.



عمرو أديب: نفذوا كل اللي في الكتاب

وأشاد الإعلامي عمرو أديب بالأسلوب الأمني الجديد الذي اتبعته الداخلية المصرية مع مظاهرات 25 أبريل، (المقتبس من الأساليب الإسرائيلية)، قائلا: "محمد بيه بتاع قسم الهرم عمل شغل زي ما الكتاب ما بيقول، يعني إيده تتلف في حرير، ماسابش (لم يترك) حاجة في كتاب "إزاي تُفشل مظاهرة" إلا وعملها، ده لازم يتم تكريمه".

وأضاف "أديب" -في برنامجه "القاهرة اليوم"، عبر فضائية "اليوم"، الثلاثاء-: "اللي كاتب الخطة بتاعة اقفل الشارع، والقبض على العيال من أول إمبارح، ومنع خروج المظاهرات من الأحزاب.. يعني تسلم إيده".

وأضاف: "محمد بيه عمل شغل عالي مفيش مظاهرة كملت 10 دقايق، ولا مسيرة كملت أكتر من ربع ساعة، يعني ماكنش فيه أي مظهر من مظاهر الاحتجاج، من الآخر ما حصلش جملة مفيدة".
واستطرد قائلا: "محمد بيه عمل حاجة غريبة النهارده.. يعني محدش لاحظ وجود الأمن أو الجيش في شوارع القاهرة، يعني وجودهم ما كانش واضح وقوي، إلا بالقرب من الأماكن اللي فيها تخوف زي نقابة الصحفيين"، على حد قوله.

مشهد عادل إمام في "السفارة في العمارة"

ورأى نشطاء أن ما حدث مع قائد مظاهرة الدقي جاء على طريقة الممثل عادل إمام في مشهد المظاهرة، الذى جسده مع الفنانة داليا البحيري في فيلم "السفارة في العمارة"؛ إذ قام بحملها بعيدا عن صفوف المتظاهرين، بعد إيهامه لها بأنه ضمن المتظاهرين، لتجد نفسها بعيدا عنهم.

أوامر لـ"ماسبيرو" بتصوير وجوه المتظاهرين

وكشف الكاتب الصحفي، محمد طرابية، النقاب عن تصوير التلفزيون المصري لتظاهرات "جمعة الأرض"، على الرغم من أنه لم يعرض ثانية واحدة منها على شاشته، مشيرا إلى أن أوامر عليا صدرت من جهات أمنية طالبت بتحريك المراسلين نحو التظاهرات لتصوير وجوه المشاركين.

وناشد "طرابية" -في مقال له بصحيفة "المصريون" بعنوان "أسرار الاجتماع (الليلي) بين صفاء ولاشين"- بالتحقيق في تلك الواقعة، مؤكدا أن تلك التظاهرات لم تقم  قناة "الأخبار" بإذاعة أي أجزاء منها، ما جعل الكثيرين يتساءلون: "أين ذهبت هذه  الشرائط واللقطات التي تم تصويرها؟ ولمصلحة من إهدار المال العام؟!

تجربة "عماد الدين حسين"

وروى رئيس تحرير صحيفة "الشروق"، الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، الأربعاء، وقائع ما حدث معه لدى محاولته افتكاك صحفيين يعملان بالجريدة من أيدي قوات الأمن، بعد أن اعتقلتهما في أثناء قيامهما بالتغطية الصحفية للمظاهرات.

وأكد أنه طوال الطريق كان يمكن بسهولة اكتشاف أن الشرطة تسيطر على كل شيء في الشوارع، وأن هناك شرطة ظاهرة بالزي الرسمي، وأخرى كثيرة يمكنك أن تتعرف عليها بسهولة من أول نظرات الأعين، ونهاية بالملابس المدنية، التي تم ارتداؤها على عجل.

وأضاف حسين: "في رحلة البحث عن الزميلين كان يمكن رؤية العشرات من الراغبين في التظاهر، لكنهم يخشون القبض عليهم".

وتابع: "ونحن نبحث عن الزميلين كنا نقابل عشرات الناشطين الباحثين عن "خرم إبرة" يتظاهرون منه، دون جدوى".

وأردف: "الأمن سيطر باقتدار على منطقة وسط البلد، والمتظاهرون نزلوا بالفعل، لكنهم لم يتمكنوا من التجمع إلا لدقائق خاطفة، وبعد ساعتين ونصف الساعة من اللف والدوران في شوارع وحواري وسط البلد، تم الإفراج عن الزميلين".

واختتم عماد الدين حسين مقاله بالقول: "غادرت وزملائي المنطقة تماما.. لكن المشاعر المحتقنة في صدور بعض الشباب ستجد طريقها للتنفيس.. والأفضل أن يكون ذلك بصورة سلمية.. فهل من طريق لذلك؟!

تجربة "كمال حبيب"

وأكد عضو المجلس الأعلى للصحافة، الدكتور كمال حبيب، أن الأمن كان يتعامل يوم الاثنين، بعصبية، وكان يتخذ من مداخل العمارات أماكن اعتقال مؤقتة.

وأردف: "ما فُعل الاثنين، سوف يكلف جهاز الشرطة والنظام السياسي الكثير".

وأضاف حبيب -في برنامج "حضرة المواطن"، مساء الثلاثاء- "أنه تم احتجازه في أثناء إدلائه بتصريح صحفي لأحد الصحفيين، وأنه تم التحفظ على الهاتف المحمول الذي أجرى به الصحفي الحديث، وجرى اقتياده هو الآخر، وتعرض للضرب".

واستطرد حبيب: "الأمن كان يحاول استعراض عضلاته أمام الناس، وكان يوفر الرعاية والحماية لمن يسميهم مواطنين شرفاء بلباس مدني، وكانوا يهتفون بحماية من الشرطة، بينما الصحفيون كانوا يعتقلون، ويُؤخذون بعنف".

واختتم حديثه بالقول: "آسفني أن أرى شابا مقيد الرجلين بخيط بلاستيك يستخدم حول إطارات السيارات"، مشيرا إلى أنه للمرة الأول يرى هذا المنظر.

تظاهرة الدقي


ويذكر أن تظاهرة الدقي كانت إحدى أهم مفاجآت المتظاهرين يوم 25 نيسان/ أبريل، حيث اندلعت مظاهرات مفاجئة وحاشدة في ميدان المساحة بمنطقة الدقي، قوامها آلاف من الشباب، هتفوا برحيل السيسي، في أول فاعلية قريبة للغاية من ميدان التحرير ومنطقة وسط القاهرة.

وتجمع المتظاهرون وسط ميدان المساحة، الذي يقع على بعد 4 كيلو مترات تقريبا فقط من ميدان التحرير، هاتفين: "ارحل" و"الشعب يريد إسقاط النظام"، قبل أن تهرع قوات الأمن للمكان محاولة تفريقهم بقنابل الغاز، ما أدى لانتشارهم بالشوارع الجانبية، ومن ثم إعادة التجمع بالميدان مجددا.



233 واقعة اعتقال في 12 ساعة

وأجرت المفوضية المصرية للحريات حصرا شاملا للمقبوض عليهم من قبل قوات الأمن خلال تظاهرات 25 نيسان/ أبريل؛ حيث رصدت غرفة عملياتها 233 واقعة اعتقال واحتجاز، موزعين على محافظات الجمهورية المختلفة، بينهم 19 صحفيا، و40 امرأة.

واحتلت القاهرة المرتبة الأولى في حالات الاعتقال، التي بلغت 82 حالة، أكثرها من محيط وسط القاهرة ونقابة الصحفيين، تليها محافظة الجيزة بواقع 50 حالة، أكثرها بمناطق الدقي وميدان المساحة.
التعليقات (1)
God Bless EGYPT
الجمعة، 29-04-2016 02:57 ص
هناك تصحيح فقط وهو أن إسرائيل هي التي تعلمت من نظام العسكر الأسلوب الأمني المسمى ب ( فرق المستعربين ) .... و الدليل أن ذلك كان الأسلوب كان يتم اتباعه مع المتظاهرين من رافضي الانقلاب منذ بداية الانقلاب ...وقام رجال العقاب الثوري بتصوير مقطع فيديو شهير لقتلهم لأحد أولئك المخبرين المندسين بعد أن اختطفوه .... واعترف أنه تسبب في اعتقال الكثيرين من المتظاهرين بأسلوب الاندساس. God Bless EGYPT