صحافة دولية

ديلي ميل: حملة "سبحان الله" تثير غضب جماعات مسيحية

ديلي ميل: مئات الباصات ستحمل عبارة "سبحان الله" في العاصمة البريطانية لندن - أرشيفية
ديلي ميل: مئات الباصات ستحمل عبارة "سبحان الله" في العاصمة البريطانية لندن - أرشيفية
نشرت صحيفة "ديلي ميل" تقريرا قالت فيه إن حملة دعاية تقوم بها مؤسسة الإغاثة الإسلامية في بريطانيا، ستتألف من لافتات على الباصات مكتوب عليها باللغة العربية: "سبحان الله"، بعد أشهر قليلة من رفض دور السينما الرئيسية في البلاد عرض فيلم يتضمن "صلاة الرب" المسيحية.

ويشير التقرير إلى أن مئات الباصات ستحمل هذا الإعلان، الذي كتب عليه بالعربية "سبحان الله"، الذي تدفع ثمنه مؤسسة الإغاثة الإسلامية في كل من لندن ومانشستر وليستر وبرمنغهام وبرادفود، وكلها فيها تجمعات مسلمة كبيرة.  

وتذكر الصحيفة أنه تم توقيت الحملة لتتوافق مع شهر رمضان المبارك، الذي يصوم فيه المسلمون ويتصدقون من أموالهم للمؤسسات الخيرية، مشيرة إلى أن مجموعات مسيحية احتجت الليلة الماضية؛ لأنه تمت المصادقة على الدعاية الإسلامية بينما رفضت أكبر سلاسل السينما في بريطانيا عرض دعاية للكنيسة الأنجليكانية لمدة حوالي دقيقة يردد فيها ما تدعى "صلاة الرب"، التي تتضمن مدحا للرب وطلبا منه أن يغفر "خطايانا تجاه الآخرين، ويغفر للآخرين خطاياهم تجاهنا"، التي كانت الكنيسة تريد عرضها في فترة أعياد الميلاد.

ويلفت التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن كلا من أوديون وساينوورلد وفيو رفضت عرض الدعاية، التي تظهر رئيس أساقفة كانتربري وأناسا عاديين يتلون "صلاة الرب"، ومنعت الإعلان، الذي كان من المفروض عرضه قبل فيلم "حرب النجوم" الجديد في كانون الثاني/ ديسمبر؛ خوفا من أن يجرح مشاعر المشاهدين.

وتنقل الصحيفة عن سايمون كالفيرت من المعهد المسيحي، قوله إنه يأمل أن تكون الدعاية التي فيها اسم الله بداية عهد جديد من المزيد من التعابير التي تعكس الديانة المسيحية، والتي يبدو أنها أصبحت غير مرغوب بها،

وأضاف: "استغرب الناس من أجندة الدعاية في السينما، التي منعت صلاة الرب، التي نشأنا كلنا معها، وأظن أنه يمكن للمشاهدين سماع ما يعبر عن الديانة المسيحية دون أن يهربوا وهم يصرخون رعبا". 

ويورد التقرير نقلا عن العضو السابقة في البرلمان عن حزب المحافظين آن ويديكومب، قولها: "إذا كان مسموحا للديانات الأخرى أن ترفع أعلامها الديني، فيجب أن يسمح للمسيحيين كذلك"، وتقول مديرة "كريستيان كونسيرن" أندريا ويليامز، إن القرار بالسماح لإعلان يستخدم كلمة "الله"، وفي الوقت ذاته منع الإعلانات المسيحية، يعكس القوة التي تكمن خلف الالتزام بـ "اللياقة السياسية".

وتضيف ويليامز: "بريطانيا بلد مسيحي ونحتاج نحن، كوننا مسيحيون، أن يكون لنا صوت، فإن كنا نسمح بالدعاية للإسلام، إذن علينا أن نعطي المسيحيين حرية أكثر للتعبير عن أنفسهم".

وتنقل الصحيفة عن مؤسسة الإغاثة الإسلامية قولها إن اللافتات ستساعد في جمع التبرعات لمساعدة ضحايا الحروب والكوارث في بلدان مثل سوريا، وتعكس الإسلام بشكل إيجابي، حيث يقول مدير المؤسسة عمران مدين: "هناك سلبيات كثيرة تثار حول المسلمين، ونريد أن نغير المفاهيم حول الإسلام، والحملة تهدف إلى هدم الحواجز وتحدي المفاهيم الخاطئة". 

ويجد التقرير أنه غالبا ما يجد شعار الحملة صدى له في لندن، خاصة أنه يعيش فيها نصف عدد سكان بريطانيا المسلمين، الذين يقدر عددهم بثلاثة ملايين نسمة، مشيرا إلى أنه تم انتخاب صديق خان عن حزب العمال، وهو ابن سائق باص، عمدة للندن يوم الخميس الماضي، وهو أول مسلم يشغل هذا المنصب، وتدخل المواصلات في لندن من ضمن مسؤولياته.

وتفيد الصحيفة بأن قوانين مواصلات لندن لا تمنع سوى الإعلانات السياسية، مستدركة بأنه ليست هناك قوانين تمنع الدعاية الدينية، لكن في عام 2012 تدخل عمدة لندن بوريس جونسون لمنع إعلانات مؤسسة خيرية مسيحية تتهم بالهوموفوبيا "معاداة المثليين" كانت تخطط لحملة إعلانات على الباصات.

وبحسب التقرير، فإن لاعب الكريكيت في الفريق الإنجليزي معين علي، يؤيد حملة الدعاية، حيث يقول إنها ستشجع على الحوار وتزيد من الوعي.

وتختم "ديلي ميل" تقريرها بالإشارة إلى أن الحملة ستبدأ في العاصمة في 23 أيار/ مايو، لافتة إلى أن مؤسسة الإغاثة الإسلامية ساعدت أكثر من 100 مليون شخص في أنحاء العالم، منذ أن أنشئت في برمنغهام عام 1984، وأرسلت أكثر من 140 مليون جنيه لسوريا؛ لدعم حوالي 6.5 مليون، وتعمل مع 33 بلدا، وتدعم المحتاجين من الديانات والخلفيات كلها.
التعليقات (0)