سياسة عربية

الصحفيان سامحي والفخراني.. 1000 عام في مقابر مصر أم ألف يوم؟

الصحافيان سامحي مصطفى وعبدالله الفخراني صديقان منذ الأيام الأولى لثورة 25 يناير - أرشيفية
الصحافيان سامحي مصطفى وعبدالله الفخراني صديقان منذ الأيام الأولى لثورة 25 يناير - أرشيفية
"1000 يوم في المعتقل لكنها مرت وكأنها ألف عام، أيام عصيبة ومحنة غليظة لألف عام"، كلمات كتبتها ياسمين سليمان، مع مرور 1000 يوم منذ افترقت عن زوجها الصحفي سامحي مصطفى.

سامحي مصطفى وعبدالله الفخراني، صديقان التقى طريقهما في العمل الإعلامي ووجدا غايتهما في نقل الأخبار والأحداث للقراء، بدأ كفاحهما معا منذ الأيام الأولى لثورة 25 كانون الأول/ يناير 2011 واستمرت حتى مجزرة فض اعتصام رابعة. 

تقول السيدة ياسمين: ألف عام وأنت يا دوب عمالين يمرمطوا فيك من قسم لقسم ومن سجن لسجن، ومن هنا لهناك، وكأنك حتة ترابيزة في بيت عمالين يشيلوها من مكان لمكان، لحد ما زهقوا منها في مقبرة".

وأردفت في منشور مطول لها على "فيسبوك": "رموك في مقبرة لا حياة فيها، لا شمس تدخلها ولا حتى نسمة هواء، ولا تغير هدومك ولا تسلم على أهلك وأولادك، ومكتفوش بكده وكمان منعوك ترى أهلك تماما ومنعوا عنك كل شيء". 

والزميل الصحفي سامحي مصطفى، من أبناء الصعيد، يتيم الأب، تربى في كنف أمه المسنة وليس لديه أي أشقاء، فهو سند أمه وزوجته، ذو الـ27 ربيعا، لديه طفلان مصعب ويوسف الذي لم يشهد أول لحظات بكائه ولم ير ابتسامته وأول ضحكاته حتى الآن.

تقول زوجته ياسمين: "أولادك كل يوم بيكبروا وكل يوم يسألوا عنك، لدرجة أن مصعب لما يعيط يقول أنا عاوز بابا ولما نزعل مع بعض يقول أنا هقول لبابا عليك، مصعب ويوسف اللي اتحرم منك وماعمروش حس حتى بجزء من حنانك، محتجينك أوي الفترة دي فعلا، دي أيام لا تقدر بثمن".

وأضافت: "ياريت محدش يقولي الكبير زي الصغير كله بيتحرم زي ما بيبرورا كلامهم، لأنها فرق واضح جدا للأعمى حرمان ولادي من أبوهم كل هذه الفترة ستبقى علامة بل نقطة سودة في حياتهم".

وسامحي عضو بمجلس إدارة شبكة "رصد المحلية" وأحد مؤسسيها، اعتقل مع زميله ورفيق دربه عبد الله الفخراني يوم 2 آب/ أغسطس 2013 على ذمة القضية المعروفة إعلاميا بـ "غرفة عمليات رابعة"، وحكم عليهما بالسجن المؤبد يوم 12 نيسان/ أبريل 2015 عقب عامين من السجن احتياطيا.

وعن ذلك تقول ياسمين: "وأنت يا حاكم الأرض يللي حكمت على زوجي بالمؤبد؛ أنا لم أعترف بحكمك ولكني أعترف بحكم ربي، وأشهد عليك ربي أنك حرمت أسرة لا تريد فقط إلا أن تعيش حياة كريمة وسعيدة ونربي أولادي كما نشاء".

واختتمت برسالة إلى زوجها قائلة: "سأبقى على عهدي لك يا زوجي ولن أتخلى عنك مهما طال الفراق لأني واثقة بحكم وقضاء ربي، وإن شاء الله سيأتي الصباح الذي يقول عنه مصعب أنك ستأتي فيه، وحتما ستشرق الشمس وينتهي هذا العناء، عامان عشتهم معك ولكني لم أنس منهم يوما واحدا دمت لي ودمت في قلبي ودمت زوجي وأخي وصديقي وأبي الثانى إلى أن تنتهي حياتي".

أما عبدالله الفخراني.. "الطائر الحر" و"عاشق الحرية" كما يلقبه أصدقاؤه وزملاء عمله، فكان يذكر دائما أنه يريد السفر والترحال إلى العديد من الدول وهو ما حقق جزءا منه بالفعل، حيث سافر إلى واشنطن ونيويورك وبرلين وباريس واسطنبول وكندا وإيطاليا وغيرها، لكن هذا التنقل لم يقضه الفخراني في الترفيه والاستمتاع فقط بل كان ينشر قضيته في الدفاع عن حقوق الإنسان.

فالفخراني ذو الـ 24 عاما لم يكن أحد أعضاء مجلس إدارة "رصد" المحلية فقط، بل كان عضوا بالمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان كذلك، إلى جانب دراسته الأساسية كطبيب، حيث كان طالبا في السنة الخامسة بكلية الطب جامعة عين شمس وقت اعتقاله.

اعتقل أيضا مع صديقه سامحي مصطفى يوم 25 آب/ أغسطس 2013، وتعرض للضرب والتعذيب داخل المعتقل وتم ترحيله عدة مرات بين سجون وادي النطرون والعقرب واستقبال طرة، كما شهد هو وسامحي تعنتا شديدا من الأمن بمنع زيارة الأهل ومنع الأدوية والكتب.

يقول والده أحمد في منشور له على "فيسبوك": "أثناء موجة الحر الشديدة كنت مهموما وتحدثت مع زوجتي أم عبد الله عن همي وتفكيري فيمن يقبعون سجون الطغاة، فقالت لي زوجتي ما أنا إلا أم وما أنت إلا أب ونحن نكله إلى الله فشتان ما بين رعاية الله ورعايتنا".

وأردف: "كلما أويت إلى مضجعي وسريري ومرتبتي تذكرت أسيادنا من لا سرير لهم إلا الأرض ولا غطاء لهم إلا سقف الزنزانة ولا وسادة لهم إلا قالب الطوب، هم في معية الله ومن كان في معية الله تتحول أرضه إلى سرير وسقف زنزانته إلى غطاء ساتر والطوب الخشن إلى وسادة هي أنعم من ريش النعام بالفعل عبد الله وحشنا والجميع".

أما شقيقه الأصغر شيبوب فقال في منشور له على "فيسبوك": "من الحاجات اللي عبدالله كاتبهالي في رسالته إن هو بيتأسف لي لأنه ارتبط بالسياسة واتسجن بسببها في فترة نموي، بيقولي كان نفسي أخليك تسافر معايا ونخرج مع بعض، أنا بعتبر معيشتش مع عبدالله إلا سنتين تقريبا، عشان أنا لما كنت في الإمارات كان هو هنا في مصر جيت أنا مصر سافر هو بره مصر، رجع مصر مطارد شهرين كدا ولا حاجة وراح اتمسك، كان نفسي ألحق أتعرف على عبدالله أخويا".

وأردف: "بقى حلمي إني ألحق أعيش مع أخويا قبل ما يتجوز، أصبح حقنا أحلامنا في بلد ظالمة".

وقد تعددت المطالبات الحقوقية والصحفية محليا ودوليا بإيقاف انتهاكات النظام المصري بحق المشتغلين بالإعلام ومن بينهما سامحي وعبد الله.
التعليقات (1)
مصري مغترب
السبت، 21-05-2016 09:05 م
فك الله أسركما، و قضى الله على أعداء الأنسانية إنه الله القدير.