اقتصاد عربي

البورصات العربية تبدأ رحلة خسائر حادة بعد فشل "أوبك"

فشل اتفاق الأسعار في "أوبك" ينعكس على البورصات سلبا- أرشيفية
فشل اتفاق الأسعار في "أوبك" ينعكس على البورصات سلبا- أرشيفية
من المتوقع وفقا لمحللين ومختصين اقتصاديين، أن تبدأ اليوم البورصات العربية والخليجية رحلة مع الخسائر والنزيف الحاد، بضغوط فشل منظمة الدول المنتجة والمصدرة للنفط في التوصل إلى اتفاق خلال اجتماعها الخميس الماضي في فيينا.

وقال محللون ماليون، إن عدم توصل المنظمة إلى اتفاق بشأن الإنتاج سوف يدفع إلى زيادة الاتجاه البيعي والتخارج من البورصات العربية والخليجية، في الوقت الذي تبحث فيه غالبية الأسواق عن محفزات تدفع إلى عودة الشهية الاستثمارية للمتعاملين.

واختتمت منظمة أوبك اجتماعها يوم الخميس الماضي دون الاتفاق على أي تغيير في سياستها الانتاجية، كما أنها لم تحدد سقفا للإنتاج، ما يشير إلى تقلص دور المنظمة في إدارة سوق النفط العالمي واستمرار معاناة الدول المنتجة من أسعار النفط الحالية التي تحوم حول الـ50 دولارا.

وتباين أداء أسواق الأسهم الخليجية عند الإغلاق الخميس الماضي، فيما ارتفعت بورصة مصر مع أداء قوي لأسهم مستشفى كليوباترا في أول جلسة تداول لها بالبورصة المصرية.

وأشار المحلل المالي، محمد رضا، في حديثه لـ "عربي21"، إلى أن جميع المعطيات تشير إلى تجدد النزيف والخسائر الحادة في البورصات العربية والخليجية خلال الجلسات المقبلة، خاصة أن عددا كبيرا من المستثمرين خرجوا من الأسواق خلال الفترة الماضية بسبب قدوم شهر رمضان المبارك.

وأوضح أن هناك اتجاها عاما للبيع في جميع البورصات العربية والخليجية، ومن المؤكد أن يضاعف فشل منظمة أوبك في التوصل إلى اتفاق بشأن الإنتاج موجات البيع والتخارج من بورصات المنطقة.

وقال محمود أبو زيد المحلل لدى "نماء" للاستشارات، إن تجنب منظمة أوبك الحديث عن وضع سقف للإنتاج يؤثر سلبا على أسعار الخام التي من المتوقع أن تتعرض للتراجع دون مستويات الـ45 دولارا في ظل ارتفاع عدد منصات الحفر الأمريكية، الأمر الذي قد يدفع المستثمرين في أسواق الخليج إلى مزيد من العمليات البيعية.

وبين أبوزيد أن هناك عوامل تضغط على أسواق المنطقة للاتجاه إلى التذبذب أبرزها حلول شهر رمضان الذي يغلب عليه طابع الفتور في التداولات، بالإضافة إلى عدم وجود محفزات قوية تفتح شهية المتعاملين.

وقال المحلل الاقتصادي ومدير الأبحاث بمجموعة "كاب كويت للوساطة" علي العنزي، إن نشاط المضاربين لا يزال مسيطرا على الأداء اليومي للبورصات ويحول دون قدرتها على التعافي من موجات التصحيح والبيع التي تعرضت لها خلال جلسات التداول الماضية.

وقال العنزي إن سيطرة المضاربين على نشاط الأسواق من الضروري أن يدفع المتعاملين إلى الانتظار لحين ظهور محفزات أكثر واقعية، لتحرك وتيرة التداولات على نحو إيجابي.

وتوقع المحلل بأسواق المال حمود الشمري، أن يواصل المضاربون بأسواق الخليج ومصر تجميع الأسهم، وخصوصا بقطاعي البنوك والاتصالات، والتي وصلت إلى مستويات مغرية للشراء.

ونصح الشمري صغار المتعاملين بعدم الاستعجال، والتريث في أخذ قرار الدخول إلى أن يتضح مسار مؤشرات الأسواق.
التعليقات (0)