سياسة عربية

الاختطاف والفدية أعمال تجارية روتينية بحمص.. والفاعل مجهول

تتهم المليشيات المرتبطة بقوات النظام السوري بالمسؤولية عن الاختطافات - أ ف ب (أرشيفية)
تتهم المليشيات المرتبطة بقوات النظام السوري بالمسؤولية عن الاختطافات - أ ف ب (أرشيفية)
لا تعتبر أعمال الاختطاف في أحياء مدينة حمص، التي تخضع لسيطرة قوات النظام والمليشيات الموالية له، أحداثا جديدة، ولكن الجديد فيها هو تحولها لأعمال تجارية روتينية لمجموعات مسلحة في المدينة.

وقدرت مصادر إعلامية موالية أعداد المخطوفين في مدينة حمص بحوالي 2700 مختطف منذ عام 2011، منوهة إلى إطلاق سراح 100 مختطف كانوا محتجزين لدى المعارضة، وأن إطلاق سراحهم تم عبر دفع فدية مالية لجهات مسلحة لم تأت على ذكرها، ليبقى مئات آخرون داخل المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري مختفين بشكل كلي.

ويؤكد الناشط الإعلامي فواز الحمصي أن أعمال الخطف والقتل والابتزاز المالي لم تفارق حمص المدينة، ولكن حدتها كانت تتراوح بين فترة وأخرى، ولكنها في أواخر عام 2014 أصبحت تجري بحرفية وتخطيط أكبر من جهات محسوبة على النظام السوري ومليشيات الدفاع الوطني في المحافظة.

وقال الحمصي لـ"عربي21": "أعمال الاختطاف تكون غالبا بهدف الحصول على الأموال من أبناء سُنة حمص ومسيحييها، وهي تجري على أسس مذهبية طائفية".

ويضيف: "مما لا شك فيه أن مليشيات الدفاع الوطني التي تتحدر من طائفة الأسد هي القائمة على هذه الأعمال، كونها الوحيدة التي تمتلك الأسلحة في مدينة حمص، وهي صاحبة السلطة والنفوذ بشكل يدركه غالبية المقيمين في المنطقة"، وفق تقديره.

وحول نوعية الملفات التي يفتحها الخاطفون مع ذوي المختطف، يقول الناشط الإعلامي لـ"عربي21": "التُهم التي تنتظر المختطف كثيرة، وقد لا تنتهي، ومنها التخابر مع المسلحين أو التواطؤ معهم، أو التجارة بالسلاح، أو تزوير أوراق حكومية".

ويوضح أن "المبالغ المالية التي يطلبها الخاطفون قد تبدأ من مليون ليرة سورية، لكنها قد لا تنتهي بـ40 مليونا، إذا كان المخطوف ابن بائع ذهب أو ابنة أحد التجار الكبار"، مشيرا إلى أن الفاعل والجهة الراعية له، ما زالا مجهولي الهوية.

وبدوره، نقل الإعلام الموالي للنظام شهادة الطبيب في المركز الشرعي بحمص، محمد شاهين، قوله: "في شهري 10 و11 من عام 2014، توجهنا إلى حمص القديمة للبحث عن مئات المختطفين الموالين، وذلك بعد حصولنا على إحداثيات من المعارضة قبل خروجها من حمص القديمة، ولكن عندما دخلنا إلى المناطق التي توجد فيها المقابر الجماعية لم نجد أي مختطف من الأحياء الموالية، وكل القبور كتب عليها الشهيد بإذنه تعالى".

وقال الطبيب بحسب شهادته: "الجثامين التي عثرنا عليها تبلغ 900 جثة، منها 200 كانت في حمص القديمة، و700 جثة كانت في حديقة خالد بن الوليد، ولكن جميع الجثث كانت تعود للعصابات المسلحة وعائلاتهم، ولم نجد سوى عدد قليل جدا من المختطفين قتلوا ودفنوا بشكل عشوائي داخل حمص القديمة"، على حد قوله.
التعليقات (0)