حصلت "
عربي21" على معلومات تفيد بأن دولة
الإمارات تخفي موقفا معارضا لعودة الحكومة
اليمنية إلى مدينة
عدن جنوبي البلاد.
وقالت مصادر سياسية إن عودة رئيس الوزراء، أحمد عبيد بن دغر، والطاقم الحكومي المرافق له، تزامن مع عدد من الإجراءات قيل إن هدفها عرقلة وصول بن دغر وحكومته لممارسة سلطاتها في عدن. على حسب قولها.
وأضافت المصادر -التي اشترطت عدم الكشف عن أسمائها- لـ"
عربي21"، أنه جرى تسجيل تحركات يكتنفها الغموض في عدن، ولعل أبرزها " اندلاع اشتباكات مسلحة في محيط مطار عدن"، "وتوقيت إجراء رئيس الوزراء المقال، خالد بحاح، للقاء تلفزيوني على قناة "bbc"، وصفته المصادر بأنه "سلبي" عشية الموعد المحدد لوصول رئيس وأعضاء الحكومة.
وأضافت المصادر أن الهدف الخفي لهذه المساعي هو "عرقلة وصول الحكومة، من خلال افتعال اشتباكات مسلحة في المطار، والدفع ببحاح، الذي يوصف بأنه "رجل الإمارات الأول باليمن"، للخروج عن صمته منذ إقالته من منصبيه "نائب الرئيس ورئيس الوزراء" قبل نحو شهرين، لإحباط الآمال لعودة الطاقم الوزاري إلى عدن".
وتحدث رئيس الوزراء المقال، قبل يومين، في اللقاء التلفزيوني مع "بي بي سي"، أنه بدأ يستعيد توازنه، بعد شهرين من إقالته، مشيرا إلى أن توقيت الإطاحة به من قبل الرئيس اليمني كان غريبا. حسب تعبيره.
وأشارت المصادر إلى أن أبوظبي تخطط لترحيل الحكومة العائدة إلى عدن منذ أيام، عبر "إيقاف الدعم الذي وعدت به، إضافة إلى الإيعاز إلى حلفائها الحراكيين في المدينة بالتحضير لمظاهرة حاشدة في العاشر من شهر رمضان، تنطلق إلى مقر إقامة الوزراء في قصر المعاشيق، تحت يافطة "توفير الخدمات"، وأبرزها "التيار الكهربائي"، التي فشلت سلطات عيدروس الزبيدي في توفيرها للمواطنين.
وتستند المعلومات في النقطة الأولى إلى سيناريو فشل رئيس الوزراء، بن دغر، في إتمام صفقة بيع 3 ملايين برميل نفط مخزن في ميناء الضبة النفطي، في مدينة المكلا (شرقا) التي زارها منتصف أيار/ مايو الماضي؛ بسبب رفض قادة عسكريين إماراتيين يتخذون من الميناء مركزا لقواتهم هذا القرار.
أما بخصوص
المظاهرة المرتقبة، فقد ذكرت المصادر أن هذا النشاط الاحتجاجي الجديد "تحشيد الشارع" بدأ العمل فيه على قدم وساق من ناشطين جرى تجنيدهم لهذا الغرض، وبتمويل واسع من الإماراتيين، في مسعى لـ"منح
الحكومة الشرعية مهلة لحل أزمات الكهرباء والوقود"، قبل الدخول في المرحلة الثانية من التصعيد الاحتجاجي، وهي "المطالبة برحيلها من عدن".
وأوضحت أن المسعى الإماراتي هدفه إحراج حكومة بن دغر، بعد تردى الأوضاع في عدن، ورمي حالة الفشل التي تعيشها المدينة في ملعبها، لترميم صورة سلطة الحراكيين، عيدروس الزبيدي وشلال علي شائع، التي باتت محل سخط وغضب شعبي واسعين.
وعادت الحكومة اليمنية الاثنين الماضي إلى مدينة عدن، التي تعيش على وقع انهيار العديد من الخدمات، أهمها "التيار الكهربائي، وانعدام مادة الوقود"، الذي يصادف اجتياح موجة الحر الشديد للمدينة، إضافة إلى استمرار الفوضى الأمنية، وانتشار مليشيات مسلحة متعددة الانتماءات والتبعيّات.