سياسة عربية

ابن كيران يكشف أسرار مشروع طنجة ويفضح المعارضة (فيديو)

عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية وزعيم العدالة والتنمية ـ أرشيفية
عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية وزعيم العدالة والتنمية ـ أرشيفية
اختار عبد الإله بن كيران مدينة طنجة ليكشف أربعة أسرار، حول مشروع اقتصادي بشراكة مع رجال أعمال من جمهورية الصين، للمرة الأولى، كان أعلن عنه إلياس العماري رئيس جهة (محافظة) طنجة تطوان الحسيمة، ورئيس حزب الأصالة والمعاصرة المعارض المحسوب على الدولة العميقة.

وقضت اتفاقية تعاون اقتصادي بين المغرب وبين شركات القطاع الخاص الصيني تم توقيعها في أيار/مايو الماضي، بإنشاء مشروع صناعي قال عنها إلياس العماري، ستكلف مبلغ 10 مليارات دولار، وستوفر 300 ألف منصب شغل؛ بينما سيقام على أرض مساحتها مبدئيا 1200 هكتار.

ابن كيران والأسرار الأربعة

انتظر رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران شهرا كاملا قبل أن يكشف بعض الحقائق، حصرها في أربعة أسرار، عن مشروع إقامة وحدة صناعية ضخمة في طنجة كبرى مدن شمال المغرب.

أول الأسرار التي كشفها ابن كيران أثناء مشاركته في لقاء بيت الصحافة في مدينة طنجة ليل الأحد، لمناقشة "الراهن المغربي والانتظارات السياسية في أفق الاستحقاقات التشريعية المقبلة"، في أول تعليق له على الاستثمار الصيني المثير للجدل بمنطقة طنجة، هو أن المشروع خططت له الحكومة عكس ما روجه رئيس جهة الشمال وزعيم حزب المعارضة.

وقال رئيس الحكومة إن هذا المشروع الصيني هو مشروع الحكومة، وهي من أعدته وسهرت عليه، مكذبا بذلك الرواية التي قدمها إلياس العماري، الذي سبق له أن صرح بأنه هو من أقنع المستثمرين الصينيين بالاستثمار في جهة الشمال.

السر الثاني الذي كشفه ابن كيران، هو أن هذه المشاريع كانت مبرمجة في الأصل بمناطق الجنوب، وتحديدا مدينة آسفي، (مدينة مطلة على وسط المغرب) قبل أن يتم تنقيله إلى مدينة طنجة، معتبرا أن تسويق عودة الفضل إلى إلياس العماري في جلبها، أمر مثير للاستغراب.

وأضاف ابن كيران سرا ثالثا هو أن "جهة ما"، لم يسمها، قامت بتنقيل المشروع من الجنوب إلى الشمال وتحديدا إلى طنجة، دون أن يعطي مزيدا من التفاصيل.

وزاد ابن كيران سرا رابعا، ملمحا إلى أن المشروع ليس بالضخامة التي أعلن عنها زعيم المعارضة، قائلا: "هناك تدقيق يجب أن أوضحه، هذه المدينة ليست لمشروع 300 ألف (منصب شغل)، بل هذه مدينة لـ 300 ألف نسمة ومن السكان".

لم يكتف ابن كيران بهذه الأسرار بل سجل استغرابه كيف أن إلياس العماري هو من "وقع" على هذا المشروع؟ كما استغرب سفره إلى الصين في الفترة نفسها التي كان الملك يقوم بزيارة رسمية إليها، واكتفى رئيس الحكومة بالقول: "كل ما يفعله هذا الشخص غريب.. ونحن استغربنا مع المستغربين".

وأشار ابن كيران، إلى أنه لا يمكن أن يكون ضد هذا المشروع، "لأننا في النهاية مغاربة"، و"لا يمكن أن يأتي فرد كيف ما كان بأمر جيد للوطن ونرفضه".

المشروع المثير للجدل

في بداية أيار/ مايو الماضي، أعلن إلياس العماري رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة، من بكين عاصمة الصين، توقيع اتفاقية لإنشاء مشروع اقتصادي يوفر 300 ألف منصب شغل، وحضر حفل التوقيع الملك محمد السادس.

رواية رئيس الجهة تقول إن المشروع سيخلق أزيد من 300 ألف منصب شغل، سيتم توفيرها عبر مشاريع سكنية وصناعية بجهة طنجة تطوان الحسيمة، بحسب ما تم الاتفاق عليه بين المملكة المغربية ورجال أعمال من جمهورية الصين الشعبية بحضور الملك.

وتهم هذه الاتفاقية المندرجة ضمن 15 اتفاقية، ترأس الملك محمد السادس، حفل توقيعها في العاصمة الصينية بيكين، إحداث منطقة صناعية وسكنية في جهة طنجة، بين المملكة المغربية والمجموعة الصينية "هايتي".
 
ووقع على هذه المذكرة، التي تنص على إحداث مناطق لوجيستيكية وسكنية في جهة طنجة، كل من وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، مولاي حفيظ العلمي، ورئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة إلياس العماري، عن الجانب المغربي، ورئيس مجموعة "هايتي"، لي بياو، عن الجانب الصيني.
 
وجرى حفل التوقيع على هذه الاتفاقية، وباقي الاتفاقيات الأربع عشر، بحضور الوفد الرسمي المرافق للملك خلال زيارته الرسمية لجمهورية الصين الشعبية، ومدراء مؤسسات عمومية وشبه عمومية وعدد من الفاعلين الاقتصاديين المغاربة والصينيين.

لماذا الآن؟

مصدر قيادي في حزب العدالة والتنمية، أسر لـ"عربي21" أن "موقف الحزب كان واضحا منذ إعلان وجود إلياس العماري في الوفد المغربي الذي ترأسه الملك إلى الصين، لكن الحزب فضل التريث بعض الوقت".

وتابع المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن "السبب في تأجيل موقف الحزب هو وجود الملك خارج البلاد، وأيضا إلى رغبة رئيس الحكومة رفقة قيادة الحزب في عدم التشويش على وجود الملك خارج الوطن".

وتابع المصدر ذاته: "تصريح قيادة الحزب والملك خارج البلاد، كان سيتم توظيفها من طرف كثير من الخصوم الذين يسوؤهم وجود علاقة التعاون بين الملك والحكومة، ويسعون بكل الوسائل لتسميم هذه العلاقة دون مراعاة لمصلحة البلاد".


                                             
التعليقات (0)