مدونات

إسلاميو الأردن.. انحراف عن المبدأ أم تجديد خطاب!

مؤيد الخطيب
مؤيد الخطيب
لا أحد عصيّ على التغيير، إلا من أبى وقاوم.. وأكثر الحركات تطورا وتقلبا وتغيرا هي تلك التي ارتبطت بهموم الناس من طرف وصنعت الفعل أو رد الفعل من طرف آخر.. ولا شك أن #الإسلاميين كانوا وما زالوا أكثر المستجيبين لدواعي التغيير، ولكنه بهم ناعم بطيء لا يشعر به إلا وثيق الصلة بتلك الحركات، لذلك وجب التنبيه إليه.

هذا التغيير الذي يراه البعض انحرافا يراه آخرون تطورا محمودا واستجابة حميدة لتغيرات العصر.. 

اليوم الإسلاميون يلمون شتاتهم ويجمعون صفوفهم ليخرجوا لنا بعصارة تجربتهم وآخر تحديث على قناعاتهم.. يزنون أفعالهم وأقوالهم بميزان دقيق، أهم معايره الانسجام مع المبدأ تزامنا مع كسب رضا أكبر شريحة مكنة من الجمهور، وهذا ما يجعل الأمر غاية في التعقيد..

سأتحدث اليوم عن أهم تلك التغيرات المحمودة التي طرأت على خطاب الإسلاميين فيما اعتقد:

- تقبل الديموقراطية، ليس مجرد العمل بمقتضياتها، وإنما المطالبة بها أيضا بعد أن كانت عند كثيرين منهم كفرا بواحا وعند أحسنهم شرا لا بد منه، وما أكثر شواهد هذا التغير من كلمات الإسلاميين وخطاباتهم.

- تقبل الآخر منافسا، وفي أسوأ الأحوال كخصم، وليس كعدو أو شكل من أشكال الباطل، ومن أهم الشواهد على هذا التغير التحالف العريض الذي شكله الإسلاميون، والذي شمل شرائح مختلفة من أبناء الوطن: المسيحي والشركسي والليبرالي وغيرهم.

- الواقعية السياسية، فلا نسمع اليوم أحلام يقظة وتنظيرات حول تحرير الأراضي المحتلة عام 67 بعد الجلسة الافتتاحية للبرلمان أو إلغاء وادي عربة أو غيرها من الأماني صعبة المنال في حاضرنا القريب

- النزول إلى الشارع وتحديث الناس بهمومهم، وتبني قضايا الناس وهموهم يتغلب على الخطاب الأيديولوجي الذي مله الناس.. فهم اليوم كما في برنامجهم لا يخجلون أن يكونوا نواب خدمات تحكمهم مبادئ للوطن والمواطن.

- جعل الوطن قاعدة الانطلاق نحو حل مشاكل الإقليم والإصرار على خطاب إصلاحه والمساهمة في بنائه وتفعيل مؤسساته وليس أدل على ذلك من اسم تحالفهم "الإصلاح".

- النزعة البرامجية تتغلب على العاطفية وغياب شعار "الإسلام هو الحل" هو المتغير الأهم في البرنامج الانتخابي.

هل هذا التغير كامل بنسبة 100% ؟ وهل تجاوزنا كل عيوبنا ؟؟

أعتقد أن الإجابة هي لا، ولكن بتحسن كبير ملحوظ، وما زال النضال مستمرا لتصحيح المفاهيم لمزيد من التغير المحمود.

علينا أن نتجاوز مرض إنكار العيب من جهة، فقد كانت الكثير من التشوهات تعتري خطابنا، 
وأيضا مرض اليأس من تجاوز العيب والتخلص منه من جهة أخرى.. فمن الظلم الكبير أن يظل أحدنا حانقا على الإسلاميين لأخطاء ارتكبوها في الثمانينيات أو التسعينيات أو إبان الربيع العربي..

"فما بظل على ما هو إلا هو" سبحانه
التعليقات (0)