ملفات وتقارير

الرياضة الإسرائيلية في خدمة تهويد القدس وأسرلتها

رئيس بلدية الاحتلال في القدس: "الماراثون حدث مهم في تاريخ الدولة الإسرائيلية"- تويتر
رئيس بلدية الاحتلال في القدس: "الماراثون حدث مهم في تاريخ الدولة الإسرائيلية"- تويتر
قال مختصون في الشأن المقدسي، إن "إسرائيل" تسعى إلى ترسيخ مفهوم "القدس عاصمة أبدية وموحدة" لها، من خلال إقامتها أنشطة رياضية متعددة في المدينة المقدسة.

وانطلق مساء الاثنين في مدينة القدس، ماراثون رياضي برعاية وزارة التربية والرياضة الإسرائيلية وبلدية الاحتلال، وبمشاركة نحو ثلاثة آلاف رياضي، وفق ما أوردته إذاعة "صوت إسرائيل".

وأشاد رئيس بلدية الاحتلال في القدس، نير بركات، بالماراثون ووصفه بأنه حدث "مهم في تاريخ الدولة؛ لأنه يجمع بين حب الرياضة وحب دولة إسرائيل"، وفق ما نقله مركز شؤون القدس والأقصى "كيوبرس".

وأوضح المركز في بيان له وصل "عربي21" نسخة منه، أن "الماراثون التهويدي أقيم على مسارين؛ أحدهما بطول 10 كم، والثاني بطول 20 كم، يتقدمه رئيس بلدية الاحتلال بالقدس نير بركات، ومر بجوار سور مدينة القدس التاريخي وبعض الأحياء المقدسية".

وقال إن بلدية الاحتلال تنظم هذا المارثون استعدادا لتنظيم الألعاب الرياضية الأولمبية الإسرائيلية القادمة في تموز 2017، والتي تقام كل أربع سنوات بمشاركة إسرائيلية وعالمية، وستنفذ معظم فقراتها في مدينة القدس.

وأضاف "كيوبرس" أن هذا النشاط الرياضي يأتي أيضا ضمن فعاليات الاحتلال للاحتفال بمرور 50 عاما على استكمال احتلال الشطر الشرقي من مدينة القدس، حيث تم رصد ميزانية ضخمة لهذه الفعاليات قدرها 26 مليون شيكل (الدولار=3.75 شيكل).

تهويد القدس

من جانبه؛ اعتبر مسؤول ملف القدس بالمجلس التشريعي الفلسطيني، ورئيس دائرة القدس في حركة حماس، النائب أحمد أبو حلبية، أن إقامة "إسرائيل" لماراثون رياضي في القدس المحتلة "يشكل وسيلة من وسائل تهويد القدس، الذي يُعد هدفا استراتيجيا للعدو الصهيوني؛ وضعه لنفسه قبل احتلال الشطر الغربي من مدينة القدس عام 1948".

وقال لـ"عربي21" إن الاحتلال يحاول للسنة الثانية على التوالي "جذب الرياضيين على المستوى المحلي والعالمي إلى مدينة القدس المحتلة، وذلك بهدف ترسيخ أنه صاحب السيادة على المدينة المقدسة".

وأضاف أبو حلبية أن الموقف العربي المتخاذل "يشجع الاحتلال على المضي قدما في إنجاز مخططاته، وتحقيق أهدافه في تهويد القدس، وطمس معالمها وآثارها الإسلامية والمسيحية، وتغيير هويتها وثقافتها العربية والإسلامية، واستحداث تاريخ يهودي مزيف في الوقت ذاته".

عولمة مفهوم السيادة

من جهته؛ قال الخبير في شؤون مدينة القدس، جمال عمرو، إن الاحتلال "يعتبر مدينة القدس التاريخية يهودية، وأن على الفلسطينيين والعرب أن يعترفوا بذلك"، موضحا أن الاحتلال "يستخدم كل الوسائل المدنية والعسكرية المدمرة في مدينة القدس المحتلة، ويتصرف كالمالك في ملكه، واليهودي في أرضه".

وأضاف لـ"عربي21" أن "هذا المارثون هو نقطة في بحر الإجراءات والمشاريع الإسرائيلية في مدينة القدس"، مشيرا إلى أن هذا "المشروع الرياضي يهدف إلى عولمة مفهوم العاصمة المقدسة لدولة مقدسة (إسرائيل) لا تمس".

وتابع: "إسرائيل تتصرف بعالمية ثقافة الانتصار؛ باعتبار أن الرياضة هي جزء من هذه الثقافة، وأنه من حقها أن تكون دولة ذات سيادة مثل الدول الأوروبية، وبالتالي من حقها توظيف كل السبل لغرض تقديم ثقافة العاصمة اليهودية للعالم أجمع، وعلى دول العالم أن تشارك في هذا النشاط".

وأمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الاثنين، بإغلاق كافة المحال التجارية في البلدة القديمة بالقدس، عقب إصابة جنديين إسرائيليين في عملية طعن نفذها الشاب الفلسطيني أيمن حسن الكرد (20 عاما) من سكان حي رأس العامود المقدسي، والذي أصيب بجراح خطيرة نتيجة إطلاق الرصاص عليه من قبل قوات الاحتلال.
التعليقات (0)