تميزت القوى والحركات الاسلامية طيلة العقود الماضية باستخدام شعارات خاصة ومميّزة لعبت دورا مهما في عمليات التعبئة والتحشيد وجذب المؤيدين والانصار، وتم استخدام المصطلحات الاسلامية او بعض التعابير المستوحاة من القرآن او من التاريخ الاسلامي.
ومن الشعارات الشهيرة التي استخدمتها حركات الاخوان المسلمين وخصوصا في مصر: الاسلام هو الحل. وقد ساهم هذا الشعار، اضافة لما قام به الاخوان من انجازات اجتماعية وصحية واقتصادية وتربوية وثقافية، باندفاع الناس لدعم الاخوان في معاركهم الانتخابية والسياسية.
وفي الجمهورية الاسلامية الايرانية جرى رفع شعار شهير: لا شرقية لا غربية جمهورية اسلامية. وهذا الشعار مستوحى من القرآن الكريم: زيتونة لا شرقية ولا غربية، وهو يؤكد على الاستقلال السياسي ورفض التبعية لاي محور دولي، وقد تبنت هذا الشعار ايضا العديد من القوى والحركات الاسلامية سواء كانت مرتبطة بايران او مستقلة عنها.
اما حزب التحرير الاسلامي فرفع ولا يزال يرفع شعار: اقامة الخلافة الاسلامية الراشدة. وذلك في اطار تعبئة الجماهير المسلمة وللتأكيد على هدفه باعادة دولة الخلافة الى ما كانت عليه قبل العام 1924 عندما قرر الزعيم التركي كمال اتاتورك الغاء سلطة الخلافة، مع ان الخلافة سقطت قبل هذا الوقت بكثير.
ورفعت بعض التيارات السلفية وحزب التحرير ايضا شعار: الديمقراطية كفر، ومع ان بعض الاحزاب السلفية تراجعت عن هذا الشعار وشاركت في الانتخابات الديمقراطية ومع ان حزب التحرير شارك في بعض الدول العربية والاسلامية ومنها لبنان في الستينيات في الانتخابات ولو لمرة واحدة وقبل بالحصول على علم وخبر من الدولة التي يعتبرها كافرة فان هذا الشعار لا يزال مرفوعا ويستخدم للهجوم على الديمقراطية، مع ان احزابا وحركات اسلامية شاركت في الانتخابات وقبلت بالديمقراطية.
وهناك شعارات اخرى ترفعها قوى وحركات اسلامية وهي اما في اطار الدعوة لتطبيق الاسلام والشريعة الاسلامية او ترتبط احيانا بمعارك سياسية وصراعات داخل الدولة او مع دول اخرى ويتم احيانا التراجع عن بعض الشعارات لظروف خاصة او بسبب تغير الظروف، فمثلا في لبنان كانت الاوساط المؤيدة لحزب الله ترفع شعار: "ان النظام اللبناني كافر". ولكنها في وقت اخر تراجعت عنه، كما رفع الحزب ولا يزال شعار تحرير القدس وكل فلسطين، لكن الحزب لم يعد يركز كثيرا على هذا الشعار وحرص مؤخرا على الاهتمام بالدفاع عن لبنان ومقاومة العدو الصهيوني وتحرير بقية الاراضي اللبنانية من الاحتلال.
هذه الشعارات وغيرها من الشعارات التي رفعتها حركات واحزاب اسلامية، كما هو الحال مع الحركات اليسارية والقومية والتي كانت ترفع شعارات تعبوية في مرحلة ما، يبدو انها لم تعد تتناسب مع ظروف المرحلة الحالية او ان الوقائع السياسية والعملية قد اوضحت ان بعض هذه الشعارات طوباوية او غير واقعية. وكل ذلك يتطلب من هذه الحركات اعادة النظر بالشعارات المرفوعة في المرحلة الحالية والمقبلة.
فسابقا كنا نرفض الدولة الوطنية والقومية ونريد الوحدة العربية او الاسلامية، واليوم اصبح مطلب الحفاظ على الكيانات ورفض التقسيم هو الاولوية، واما الاستقلالية الكلية وعدم التعاون مع القوى الدولية ورفض الدخول في محاور اجنبية فلم يعد مطبّقا لان كل الحركات والقوى الاسلامية اصبحت جزءا من تحالفات اقليمية ودولية، واما تطبيق الاسلام الكامل او حكم الشريعة فلم يعد هدفا آنيا، بل اصبحت الحريات ورفض الديكتاتوريات واطلاق السجناء وحماية حقوق الانسان وتأمين الاقامة والسكن للاجئين واقامة دولة المواطنة كلها من الاولويات التي يجب ان ندافع عنها اليوم قبل الغد.
نحن اذن في مرحلة جديدة وامام تحديات واشكالات جديدة وكل ذلك يتطلب اعادة النظر بالشعارات القديمة لانها لم تعد تتلاءم مع المرحلة الحالية، والله اعلم.
الإسلام يُقرأ في القرآن الكريم، هل سمع خامنئي بهذه الآية الكريمة : ألا لله الدين الخالص؟ دين الشوائب هو الذي أنجب بحار الدماء والدموع والدمار، على أيدي رجل واحد: خامنئي ايران! فكيف لهذا الرجل، الذي قط لم أسمعه يستشهد أو يُدلل بآية كريمة، أن تكون له صلة بالإسلام غير الجريمة الكبرى التي ارتكبها بحق المسلمين؟ لقد فاقت شُروره كل الحدود. خامنئي هو شرِّير العصر والزمان. هو كالشيطان ، بل هو الشيطان الأكبر ، يجب لعنته كلما ذُكر اسمه: لعنة الله على خامنئي. ماذا يظن أنَّه فعل خلال هذه العقود الثلاثة على سلطته المُطلقة كمرشد الجمهورية الا إسلامية الإيرانية؟