كتاب عربي 21

لماذا يؤيد جمهور واسع من الليبيين حفتر؟

السنوسي بسيكري
1300x600
1300x600
لا يختلف اثنان أن شعبية خليفة حفتر واسعة، واسمه هو الألمع خاصة في المنطقة الشرقية ويحظى بقبول حتى في مناطق الغرب والجنوب، وذلك برغم أن النقاط المظلمة في تاريخه العسكري والسياسي أكثر من النقاط المضيئة فيه، وأن بداية مشروعه السياسي تكلل بالإخفاق، فقد ظهر على شاشة قناة "العربية" معلنا عن انقلاب عسكري لم يقع له أثر، وكان أشبه بمزحة، أيضا لم يحالف عمليته العسكرية في بنغازي النجاح في الأشهر الأولى، والانتصار الذي حققه جاء بعد سنتين من الحرب الضروس وخلف خسائر كبيرة في الأرواح والأملاك، ولم ينته السجال حتى اليوم.

برغم كل ما سبق ذكره يتمتع حفتر بقبول واسع كما أشرت، ويعود ذلك إلى مسألتين أساسيتين هما:

- تردي الوضع السياسي والاقتصادي والأمني بسبب أخطاء، بل وعبث، النخبة السياسية المدنية، وممارسات الكتائب والمجموعات المسلحة والصراع الذي فاقم من الأزمة وزاد معاناة المواطنين.

- تركيز حفتر على الجيش ونجاحه في تسويق الفكرة للرأي العام، فالزعامة العسكرية تعني شيئا كبيرا للمواطن الليبي، والجيش هو رمز الاستقرار والأمن، وتكون هذا المفهوم وأخذ مكانه في ذاكرة الناس خلال الحقبة الماضية، وترسخ مع ما وقع في جمهورية مصر وسيطرة الجيش هناك على زمام الأمور.

المشاهد البسيط والمتابع العادي للشأن الليبي لا يستطيع استيعاب القضايا المعقدة ويأنس للمقاربات السهلة التي تتفق مع حجم ثقافته ومقدار وعيه وطبيعة إدراكه، وقد نجح حفتر في التناغم مع هذا بأن قدم مشروع الجيش لتكون الثنائية أمام المواطن هي: الجيش في مقابل "الإرهاب" و "المليشيات المسلحة". هكذا هي الصورة منذ إطلاق عملية الكرامة لدى شريحة واسعة من الليبيين، وبرغم أن الجيش لم يحقق إنجازا مهما بخسائر محدودة كما وقع مثلا في درنة وفي صبراته وفي سرت في مواجهة تنظيم الدولة، فالآثار السياسية والاقتصادية والاجتماعية لتقدم الجيش في بنغازي كبيرة وخطيرة، أيضا نسبة العسكريين في الجيش لا تتعدى 15% في أحسن الأحوال كما صرح قادة عسكريون من الكرامة في مناسبات عدة، لكن كل ذلك لم يؤثر سلبا على أنصار حفتر وظلت ثنائية: الجيش والإرهاب والمليشيات هي الأبرز في وعي شريحة واسعة من الرأي العام.

الوعي الليبي المقولب وفق مقاربة محددة وهي اقتران الخلاص والاستقرار والأمني بالجيش وبالزعيم العسكري متغلغلة حتى في أوساط النخبة، وقد تخلت جمهرة من النخبة المثقفة التي داومت على معارضة العسكر، ورفض دورهم السياسي واتهامهم دوما بالتآمر لأجل السيطرة على مصير الشعوب عن مواقفها، وكان شيوخ وأعيان القبائل والمناطق أقرب من غيرهم لفكرة الزعيم العسكري والجيش المخلص، وقد شكل هؤلاء الحافز للرأي العام المؤيد لحفتر وساهموا في الترويج لثنائية الجيش والإرهاب والمليشيات.

الظروف السياسية والأمنية والاقتصادية اليوم تصب في صالح حفتر، فركام تجربة المؤتمر الوطني والبرلمان ثم المجلس الرئاسي كان كبيرا ومأساويا بالنسبة للمواطن الليبي، فقد تضاعف خوفه بسبب الفراغ السياسي والحكومي وشبح الانقسام، وتعاظمت الفوضى الأمنية وزاد تغول المجموعات المسلحة والخارجين عن القانون، وتأزم الوضع الاقتصادي والمعيشي بشكل خانق جدا، فيأتي خليفة حفتر في هذا الظرف ليحرر الموانئ النفطية، ويعلن عودة حقول وموانئ النفط إلى الإنتاج والتصدير.

يدرك خليفة حفتر أبعاد الأزمة اليوم، ويعلم هو ومستشاروه المحليون والدوليون أن فشل البرلمان وفشل المجلس الرئاسي، إنما يدفع بأشرعة سفنه إلى الأمام، وهو لا يضع اعتبارا للتحديات برغم جسامتها، إلى درجة التهور، ولو فعل لما أقدم على ما أقدم عليه في بنغازي، ولما ظل مصرا على مشروعه برغم الخسائر الكبيرة والخطيرة، التي ما تزال تخيم على سماء بنغازي وستطل لزمن ليس بقصير. 

عين خليفة حفتر على طرابلس، وما كانت بنغازي إلا ملاذا بعد أن فشل الانقلاب الذي أعلن عنه في فبراير 2014، ويخطط حفتر للوصول إليها بنفس المقاربة والثنائية: الجيش مقابل المليشيات. فرئاسة فالمجلس لم تنجح في أن تكون الزعامة السياسية المدنية الفاعلة، وبالتالي تفقد توازنها عند شريحة ليست قليلة بالمقارنة مع حفتر، أما المعارضون لحفتر من ثوار وسياسيون وغيرهم فرغم كثرة عددهم ووفرة تسليحهم قياسا بالذين واجهوا حفتر في بنغازي، إلا إنهم مشرذمون وانقسموا عدة انقسامات على أنفسهم، وبالتالي تدفعهم ثنائية الجيش والمليشيات بعيدا عن اهتمام المواطن، ليظل حفتر هو الأبرز في إدراك عدد كبير من سكان المنطقة الغربية.
4
التعليقات (4)
محمد على
الإثنين، 02-01-2017 11:03 م
مقال يجسد الواقع والحقيقه لماذا غلبيه من الناس تؤيدة حفتر وادعو الله ان لا يمكن حفتر من السلطه وادعوا الله ان ينتقم منه على تظليله لناس وقتله لهم
منصور المنصور
الثلاثاء، 04-10-2016 09:13 ص
هذه دعوة للحرب ، هذا هو اُسلوب الاخوان ، تعيشون فى تركيا واوربا وتضعون السم فى العسل ، أسباب دخول حفتر فى بنغازي معروفة فقد قتل اكتر من 450 مواطن بين عسكرى ومدني ولم نرى منكم اي فعل، حفتر وغيره عرفو ان الدور جاي عليهم من الذين لا يريدون جيش ولا شرطه ، فقرر هو ومن معه من العسكر ومدنيين ان يقومو بعمل لوقف هذا القتل، أضف الي ما قلت لماذا تستكتر على التحاق مدنيين سمهم ما شئت بالجيش ولا تنتقد من هم أصلا ليس فيهم عسكرى واحد ، الكتاب المسلحة آلتى تتقاتل مع حفتر فى بنغازي والشرق ليست عسكرية ولو انتصرت فسيكون الحكم والسيطرة لها ، تلك تروق لك اما من مع حفتر من المدنيين فهم لا ، سبحان الله عندكم مكاييل متنوعة تقيسون بها ، لا تخاف طرابلس لن يأتيها حفتر فهى ليست ارضه ، اقلع ربطة عنقك وادخل الميدان فى بنغازي لعلك تهزم من لا تريده ، ولا تخوفنا نخن أهل الغرب
محمد طرابلس ليبيا
الأحد، 02-10-2016 03:09 م
بما انكم زرعتم حلم وردي ايام 2011 للمواطن البسيط من مرتب وحياة كريمه ولم يرى سوى القتل والفساد والتكالب علي السلطه ف اعتقادي ما تقول عنه انقلاب 2014 الوهمي هو مخلص المواطن البسيط وقاتل أصحاب المليشيات والفساد المستفيدين من تردي الأوضاع وبما أنه الوحيد الذي خرج وحيدا ولم تكن لديه قوة عسكريه بمقارنة مع غيره من مليشيات بنغازي إلا انه والحمد لله حقق نجاح كبير لم يتحقق لغيره وهاهي بنغازي تعود بفضل الله حمده، توضيح بسيط : المشاهد البسيط والمتابع العادي للشأن الليبي لا يستطيع استيعاب القضايا المعقده كما قلت هو الذي يعيش في جهنم المليشيات وانت في جنات بريطانيا فلن ننخدع مره ثانيه بفلسفتكم التي اوصلتنا لتهجير مدن وقتل الالاف لسعيكم وراء مصالحكم الشخصيه بادعاءكم الوطنيه
حسن علي الاسطى
الأحد، 02-10-2016 02:11 ص
هدا الحفيتر الدي تمجده لايسوى في سوق الرجالة تعريفة ونحن اهل الغرب نعرف هدا الندل دجيدا ولهدا دهب اليكم مستغلا بداوتكم وتخلفكم واعنيها جيدا تخلفكم فنصبتوه ديكا عليكم يقتل ابناءكم ويدمر مدنكم و وتكشكون والنساء تزغرد ابعد هدا بلاهة اننا في الغرب نحتقر هدا العجوز المهتوك عرضه في تشاد ونعلم جيدا من هو ونتعامل معه كاءسير سابق ومجرم ممن قادوا الانقلاب على الشرعية تي يانهاركم احرف مش كنتوا من اجدابيا الى طبرق تقفون طوابير لتحية سيدي ادريس والان تمجون حقيرا انقلب على ادريس ماهدا الهديان يابسيكري بصدق الا تحتاجون في مدنكم الى اعادة تاءهيل لهولاء القهويين ممن ادمنوا على اكل الصفصفة والتهام التبن