ملفات وتقارير

ماذا تقول قواعد الإخوان في مصر عن "ثورة الغلابة"؟

هل تتحول طوابير الحصول على المواد الغذائية إلى تجمعات احتجاجية ضد نظام الانقلاب؟
هل تتحول طوابير الحصول على المواد الغذائية إلى تجمعات احتجاجية ضد نظام الانقلاب؟
هل يعتبر شباب جماعة الإخوان المسلمين أنفسهم معنيين بالدعوات للتظاهر يوم 11 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل؟ وهل هم على استعداد للاعتصام مرة أخرى كما فعلوا في التحرير إبان ثورة يناير وفي رابعة العدوية، رغم تأكيد الداخلية على مواجهة المتظاهرين بالسلاح، ورغم حشد الإعلام الموالي للانقلاب للبلطجية؟ أم أن الموجة الثورية ستنتهي مع نهاية ذلك اليوم؟

وتأتي هذه الأسئلة بينما يردد البعض بأن تلك الدعوة للتظاهر "مجهولة الهوية"، وأنه يقف خلفها أذرع مخابراتية.

لكن ياسر العمدة، المتحدث الرسمي باسم "حركة غلابة"، أكد لـ"عربي21" أنه وزملاءه في الحركة أصحاب دعوة التظاهر في (11/11)، وانتقد كل من يشكك في نوايا الداعين للتظاهرات، رافضا ما يثار من اتهامها أنها "دعوة مخابراتية".

وقال العمدة لـ"عربي21": "حددنا هدفين لثورتنا: أحدهما هدف مرحلي، وهو إنهاء الانقلاب العسكري ومحاكمة السيسي محاكمة ثورية بتشكيل محكمة ثورية من عدد من القضاة، والهدف الثاني هو استكمال أهداف ثورة يناير، ولكننا وضعنا "العدالة الاجتماعية" قبل "العيش والحرية"، في شعار الثورة".

وطالب العمدة المصريين بالنزول والمشاركة أمام بيوتهم، مضيفا: "عندها ستحدث العدوى وستتحول الآلاف في الشوارع إلى ملايين لن تستطيع داخلية الانقلاب ولا جيشه أن تهزمهم"، كما قال.

"لا أعول على الإخوان"

ورغم أن جماعة الإخوان أيدت التظاهر في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر، إلا أن الكاتب والمحلل القريب من الجماعة، محمد ثابت، قال إنه لا يعول من الأساس الآن على قيادات الإخوان في كثير أو قليل في تغيير الواقع أو التخلص من الانقلاب بهذا الحال، بل ويرى أنهم قد يكونون معوقا للخلاص من الانقلاب، وفق تقديره.

وأضاف لـ"عربي21": "قبل الانقلاب كان يكفي أن تدعو أي قوة ثورية للتظاهرات ليتبارى الجميع في الحضور، ولكنني آسف الآن على عدم وجود استراتيجية واضحة لمواجهة الانقلاب وبخاصة لدى الإخوان".

وتابع: "أما الدعوة إلى (11/11)، فأعتقد أنها لن تحدث تغييرا بالواقع المصري، وأقصى ما يمكن من تغيير سيكون هامشيا لا يحقق شيئا"، كما قال.

وعن تهديد الداخلية بـ"الضرب في المليان"، يرى ثابت أنها مجرد محاولة أمنية لإفناء الحس الثوري المصري في آخر أنفاسه، على حد وصفه.

"دعها فإنها مأمورة"

أما الإعلامي في قناة وطن، شريف منصور، فقد اعتبر أن "رأي جماعة الإخوان في هذا الملف غير واضح".

وأضاف لـ"عربي21": "إن رأيي الشخصي هو عدم تبني الدعوة أو الحشد لها؛ لأن ذلك سيكون مبررا لأي قمع محتمل، وعلينا أن نتعامل بمنطق "دعها فإنها مأمورة"، وما علينا إلا إظهار كل مساوئ النظام، والأزمات الخانقة التي يعاني منها الناس، ثم استغلال أي حركة في الشارع والمشاركة فيها ودعمها".

وتابع: "لست مع تجربة الاعتصام بأي حال من الأحوال، فرغم نجاحه في ميدان التحرير إبان الثورة رغم وقوع موقعة الجمل، إلا أن اعتصام رابعة العدوية والنهضة لم ينجحا في تأدية الغرض منهما"، وفق تقديره.

"الكرة في ملعب الغلابة"

لكن الكاتب الصحفي قطب العربي، يرى في حديث لـ"عربي21"، أن "الكرة الآن في ملعب الغلابة، الذين يدفعون فاتورة سياسات النظام، فإما أن يهبوا للدفاع عما تبقى من لقمة عيشهم وعن كرامتهم، ويحتملوا ما سيلاقونه من قمع كما هو حال الثوار الصامدين لأكثر من ثلاث سنوات، وإما أن يضيعوا الفرصة ليمنحوا النظام الحق في المزيد من القتل والتنكيل ورفع الأسعار، وانتهاك الحقوق والحريات"، وفق قوله.

"مع الشعب ولا نتقدم عليه"

وبالحديث مع أحد قيادات الصف الثاني للجماعة في مصر، أكد "ع.م"، أن تظاهرات 11 تشرين الثاني/ نوفمبر "هي يوم تحدده جماهير الشعب وليس الإخوان".

وأضاف لـ"عربي21": "إننا مع الشعب وفي ظهره ولا نتقدم عليه.. والسيناريو المحتمل لهذا اليوم الثوري تحدده الجماهير الغاضبة من كل شيء ولسنا نحن من يوجههم".

وحول اعتبار يوم (11/11) "يوما فاصلا" في مواجهة الانقلاب، وخطوة نحو محاكمة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي وعودة الشرعية، قال القيادي الإخواني: "طبيعة الثورات تقول إن المعركة ضد الظلم مستمرة، ولا تتوقف علي يوم واحد، وبالقطع فإن هذا النظام بجبروته وسطوته لا يسقطه يوم واحد".

"ليس نهايه المطاف"

من جانبه، قال "م.ع"، أحد أعضاء الإخوان في مصر، إن "الكلمة للشعب الآن، فالإخوان لا ينوبون عنه ولا يتخلفون عن ركابه، كما حدث في ثورة يناير"، معتبرا أن الإخوان "هم أول المتضررين؛ فلهم في السجون أكثر من مائة ألف معتقل في ظروف غير إنسانية".

وأكد لـ"عربي21" أن "الإخوان لا ينظرون لهذا اليوم على أنه نهاية المطاف، فلو مر كموجة ثورية فهناك غيره من الأيام، والوعي الشعبي يزداد والأوضاع السيئة تتفاقم"، وفق قوله.

وأضاف: "أما عن فكرة حشد البلطجية ضد الثوار، فأعتقد أن السحر سينقلب على الساحر، ولم يعد لدى النظام ما يقدمه لجيوش البلطجية، وهم الآن قنبلة موقوته قد تنفجر في وجه النظام".

ويرى "م.ع"، أن فكرة اللجوء للاعتصام كأحد أشكال الاحتجاج تفرضه تطورات الأحداث، فالواقع على الأرض يفرض الشكل والممارسة، والإبداع في الوسائل الثورية، كما قال.
التعليقات (0)