مقابلات

الضاري: المالكي يحكم العراق.. والنهج الطائفي هو السائد

مثنى الضاري: إيران هي المدير التنفيذي للمشروع الأمريكي في المنطقة- عربي21
مثنى الضاري: إيران هي المدير التنفيذي للمشروع الأمريكي في المنطقة- عربي21
- معركة الموصل ستحدد مستقبل العراق.. وأحذّر من حرب إبادة

- السنة المشاركون بالعملية السياسية كالأيتام على موائد اللئام

- ما زالت إيران تمسك بأغلب خيوط اللعبة وأدواتها في العراق

- إيران هي المدير التنفيذي للمشروع الأمريكي في المنطقة


حذر الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق، مثنى حارث الضاري، من تعرض أهل الموصل إلى "أنواع عدة من حرب الإبادة التي تستهدف وجودهم وكيانهم".

وقال الضاري في حوار خاص مع "عربي21"، إن "معركة الموصل ستحدد مستقبل العراق التي كشفت عن صراع متنام بين عدة دول ومحاور على اقتسام مناطق النفوذ، وإعادة ترتيب أوضاع المنطقة، وتوزيع قاطنيها وفق خرائط مصالح وصراعات الأطراف المشتركة في المعركة".

وشن هجوما على حكومة العبادي، واصفا إياها بحكومة "الاحتلالين الأمريكي والإيراني"، فضلا عن  كونها "مرجعية حاكمة بسلاحي التقليد الديني والمال السياسي، والحشد الطائفي ذراعها التنفيذي الساند".

وأضاف الضاري أن إيران "ما زالت تمسك بأغلب خيوط اللعبة في العراق، وتحرك أدواتها السياسية والدينية والمليشياوية بحسب ما تريد، ومنها عدة أدوات سُنية منبوذة مجتمعيا"، مؤكدا أن رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي ما زال يحكم، "وما زال النهج الطائفي هو الحاكم والموجِّه والمؤثر في تمثيل المكوّنات العراقية".

وإلى نص الحوار..

* أين ترى الأمور متجهة في الموصل بعد تقدم القوات العراقية والحشد الشعبي؟

- للأسف؛ الأمور متجهة إلى التأزيم بشكل كبير، والقادم أسوأ، فحرب الموصل هي حرب كسر عظم بين جميع الجهات المشاركة فيها، والخاسر الأكبر هم أهلها، الذين ستقع عليهم كل نتائج الحرب؛ سياسيا وعسكريا، وقبل ذلك إنسانيا، فهم معرّضون لأنواع عدة من حرب الإبادة التي تستهدف وجودهم وكيانهم، وتعمل على سلبهم أي مقوم محتمل في المستقبل لإعادة الترتيب والانطلاق مرة ثانية لإفشال المخططات الخطيرة التي تجري في العراق خصوصا، وفي المنطقة عموما.

* ما نظرتك إلى مستقبل العراق في ظل ما يجري حاليا في الموصل؟

- مستقبل العراق ستحدده معركة الموصل؛ التي كشفت عن صراع متنام بين عدة دول ومحاور على اقتسام مناطق النفوذ، وإعادة ترتيب أوضاع المنطقة، وتوزيع قاطنيها وفق خرائط مصالح وصراعات الأطراف المشتركة في المعركة.

* هل تصبغ مشاركة الحشد الشعبي معركة الموصل بنفس طائفي؟

- بالتأكيد، وهذا الأمر أصبح من مسلّمات الحرب ضد العراقيين، ومن بدهيات معارك الاستئصال الحكومية المدعومة دوليا وإقليميا، ولا يحتاج إلى إثباتات وشواهد، فالواقع يكفي، فضلا عن تصريحات المليشيات وبياناتها الكاشفة عن مرادها بشكل جليّ، وبدون مواربة، وبأسلوب لا تعوزه الوقاحة، ولا ينقصه الاستفزاز، فضلا عن نبرة التعالي والتكفير الطاغية عليه.

* هناك من يتهم أهل السنة بالتعاطف مع تنظيم الدولة.. هل هي تهمة سياسية، أم إن لها جذورا تبررها؟

- نعم؛ هي تهمة سياسية ذات أبعاد عدة، منها ما هو طائفي، ومنها ما هو عنصري، ولا ننسى كيف أن أهل السنة اتهموا بالإرهاب يوم لم تكن هناك "داعش" ولا القاعدة، وإنما مقاومة عراقية خالصة تقاوم الاحتلال الأمريكي، فالتهمة جاهزة قبل أي فعل ما دام هناك عدم انخراط في المشروع الأمريكي، وحتى المنخرطون لم يسلموا من هذا التصنيف والتوصيف الجاهز المعد للاستعمال دائما.

* أين أهل السنة من العملية السياسية بالعراق؟

- ينطبق على أهل السنة المشاركين في العملية السياسية وصف "الأيتام على مائدة اللئام" تماما، والسياسيون الآخرون أدرى بهم من أنفسهم، ويعلمون تماما أن ضعفهم وهوانهم على أنفسهم هو سبب استمرارهم في حواشي الصورة السياسية، فلا هم لأهلهم نصروا كما يقولون، ولا لعدوهم المتوهم كسروا، ووجودهم مفيد للآخرين في إضفاء الشرعية على العملية السياسية، وتبرير محاولات استئصال السُّنة في العراق، وإن قالوا غير ذلك، فحصاد 11 عاما من مشاركتهم السياسية، وفقا لمحددات العملية السياسية الطائفية والعرقية وآلياتها في الإقصاء المتعمد؛ كفيل بصحة ما أقول ويقوله كثيرون.

* هل ما زلتم تدفعون ضريبة عدم انخراطكم في المشروع الأمريكي بعد احتلال العراق.. وهل أثر ذلك على موقع المكون السني في العملية السياسية؟

- نعم؛ ما زلنا ندفع، وهذه ضريبة لا بد من دفعها، مثلما يدفعها إخواننا في فلسطين وسوريا وغيرها من مواقع الألم العربي والإسلامي.

أما تأثيرها على موقع المكوّن السني؛ فلا علاقة بينهما، فالحصة المقررة للسنة في ذيل الترتيب في العراق؛ مُقرة، والنسبة محددة، واللاعبون كما هم، لا تغيير ولا تأثير، بل عملت مقاومة الاحتلال على إعطاء هؤلاء بعض الاعتبار، واستُخدمت منهم لإسناد مواقفهم السياسية في مرحلة ما؛ عندما كانوا يدّعون وصلا بالمقاومة وفصائلها. ومن شواهد صحة هذا؛ أنه حتى بعد تقديم الخدمة الكبرى من سياسيي السنة المشاركين في العملية السياسية عام 2007، وتحالفهم مع الأمريكان، وتكوين الصحوات بحجة تقليل النفوذ الإيراني؛ لم تشفع لهم هذه الخدمة، ولم تزدهم إلا ضعفا، وأفقدتهم ما يمكن أن يكون سندا لهم لو أحسنوا استغلاله، وجعلتهم يحجّون إلى طهران لكسب الرضا بدل واشنطن، وأصبح مجرد انتقاد إيران مثار خوف لهم، ومبعث عدم ارتياح.

* لو عادت بكم الأيام؛ هل تعيدون حساباتكم بخصوص الموقف من المشروع الأمريكي؟

- لو عادت بنا الأيام لأعدنا حسابات كثيرة؛ ليس من بينها الموقف من المشروع الأمريكي، فهذا واجب، وموقف تؤكد الشواهد يوميا صحته وضرورته، ولكن يمكننا إعادة الحسابات في ما يتعلق بكثير من شخوص المشهد المتصدرين للعنوان السني، والعلاقات ببعض الدول والجهات، التي يبدو أنها أصبحت كالأشخاص العاديين، تنتظر السنوات الطوال لتعيد تقدير مواقفها من متغيرات الساحة؛ بعد أن تظهر لكل ذي عينين، ويفوت وقت التدارك.

* هناك تقارير تقول إن رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي ما زال يحكم العراق، هل هذا صحيح؟ وهل ما زال النهج الطائفي ينعكس على تمثيل مكونات الشعب العراقي في العمل السياسي؟

- نعم؛ هذا صحيح إلى حد كبير، وواقع الأفعال وقبلها الأقوال يؤكد ذلك، ولسنا بحاجة للتقارير، وهو لا يُخفي ذلك، وليس في وارده أو وارد من معه ذلك، وما زال النهج الطائفي هو الحاكم والسائد والموجِّه والمؤثر في تمثيل المكوّنات العراقية، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا.

* هل تمتلك الحكومة العراقية قرارا مستقلا في إدارة البلاد؛ بعيدا عن التدخلات الخارجية، وتدخلات المرجعية الدينية؟

- وهل هناك حكومة عراقية؟! فحكومة بغداد الحالية هي السابعة في عداد حكومات الاحتلال، وكيف يمكن لحكومة احتلال أن تمتلك أمرها؟ فما بالك باحتلالين أمريكي وإيراني، فضلا عن مرجعية حاكمة بسلاحي التقليد الديني والمال السياسي، والحشد الطائفي ذراعها التنفيذي الساند؟

* ما موقع إيران من التأثير في العملية السياسية في العراق؟

- ما زالت إيران تمسك بأغلب خيوط اللعب في العراق، وتحرك أدواتها السياسية والدينية والمليشياوية بحسب ما تريد، ومنها عدة أدوات سُنية منبوذة مجتمعيا، ولكنها تحاول بواسطتها إيهام الرأي العام وخداعه.

ولإيران موقع المهيمن والمسيطر، والمدير التنفيذي للمشروع الأمريكي في المنطقة، مع وكالة روسية مضافة، ولك أن تعرف تأثير ذلك على الأرض، فالواقع العراقي اليوم إيراني بامتياز، وسبب ذلك هو العملية السياسية التي سلّمها الأمريكان للأحزاب المدعومة إيرانيا؛ بحجة الديمقراطية المزعومة.
التعليقات (0)