قضايا وآراء

كيف سيقود ترامب أمريكا والعالم؟

أيمن خالد
1300x600
1300x600
ترامب ليس ظاهرة فريدة من نوعها، وإنما هو برنامج سياسي لإدارة سياسية قادمة، تهدف للإمساك بالسلطة لثماني سنوات قادمة، وترغب بالحفاظ على أمريكا في الصدارة. 

بشأن ترامب.. الروس استحضروا كل النبوءات والأساطير من القرن السادس عشر وحتى الآن، والباكستانيون اكتشفوا له أصولا باكستانية، ونشروا له صورة ملونه وهو طفل، دون أن يسألوا أنفسهم هل وصلت الأفلام الملونة إلى الباكستان قبل 60 عاما، والهنود وجدوا له علاقة بالآلهة، واليهود المتدينون قارنوا بينه وبين يوشع بن نون، وأما العرب وغيرهم فقد اهتموا بابنة ترامب وجمالها، وقيل إنهم اهتموا ببعض التصريحات التي أدلت بها.

على المستوى الداخلي يريد ترامب استبدال 3 ملايين مهاجر بآخرين، وليس طردهم، فهو عندما استخدم عبارات الطرد كانت لأغراض انتخابية، وفكرة الاستبدال ليست جديدة، فالأمريكان منذ نهاية الحرب العالمية فتحوا أبوابهم وأنشأوا ما يعرف بالتأشيرة الذكية (الفيزا)، التي يصطادون من خلالها كل أصحاب العقول في الكون، على نقيض الذين يبحثون عن أصحاب الأموال لمنحهم المواطنة، وهنا بالضبط نشأت فكرة منح الجنسية والتسهيلات لأصحاب العقول، الذين بهم أمريكا هي قائمة اليوم.
 
على المستوى الخارجي، يريد الفريق الأمريكي الجديد أن يجعل من الدول العظمى كافة، مجرد دول إقليمية، بمعنى نزع الصفة الفعلية للدول العظمى وجعلها تمارس دور الدول الإقليمية فقط، واما الدول الإقليمية، فالمطلوب منها أن تؤدي أدوارا متواضعة بلا تأثير فعلي في حركة السياسة العالمية، وأما بقية دول العالم فهي ستكون مجرد دول كومبارس، وهذا ما يضمن بقاء الهيمنة السياسية الأمريكية على العالم.

على مستوى حروب الشرق الأوسط، الأمريكان ليسوا معنيين بإصلاح قطار يتجه مسرعا نحو القرون الوسطى، من خلال صراعات غير مجدية، ولا يعنيهم إقامة أو زوال دول عن الوجود، وأما إسرائيل ومسألة عشق الحكام الجدد والسابقين لها فيعود لاعتبار واحد، وهو أن إسرائيل قادرة على استمرار صناعة الأزمات في الشرق الأوسط، ما يعني استمرار حالة الحرب، التي تخدم مباشرة الاقتصاد الحربي الأمريكي.

أخيرا، أظن أن المسألة ليست في التفكير في مواجهة هذا المشروع الذي تريد من خلاله أمريكا أن تبقى برأس القائمة، ولكن المسألة في ضرورة فهمنا للمعادلات الصحيحة، فالأمريكان وغيرهم من الدول المتقدمة ينجحون لأن دولهم تقوم على مؤسسات سياسية واقتصادية متكاملة، تنطلق وفق عمل جماعي منظم، على نقيض بقية دول العالم، التي سبب أزماتها السياسية والاقتصادية عبر التاريخ، أن الذين يحكمونها هم أفراد، وتتكرر هذه الطريقة التي تفتك بكل عمل جماعي منظم.

باختصار: 

الفريق القادم لقيادة أمريكا يريد قيادة أمريكا والعالم على طريقة قيادة شركة عملاقة ناجحة، وهذه الإدارة تهتم بمعادلات الربح بشكل جيد، وبالتالي فرصة الخسارة هي كبيرة لكثير من الدول، التي ستجد نفسها واقتصادها في البحر.
التعليقات (0)