سياسة عربية

مصلون مغاربة يقاطعون الجمعة احتجاجا على إقالة خطيب (شاهد)

محمد أبياط من الشيوخ الذين صلى خلفهم ملك المغرب محمد السادس ـ أرشيفية
محمد أبياط من الشيوخ الذين صلى خلفهم ملك المغرب محمد السادس ـ أرشيفية
أجبر عشرات المصلين المغاربة بمسجد يوسف بن تاشفين بمدينة فاس، إمام المسجد على النزول من منبر خطبة، ونظموا وقفة احتجاجية داخل المسجد، بعد قرار سابق لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.

احتجاج وإنزال الخطيب
ورفع المصلون، فور نهاية أذان صلاة الجمعة، شعارات تهاجم قرار وزارة الأوقاف بتوقيف إمام المسجد، محمد أبياط، وهو أستاذ جامعي بكلية الشريعة بالمدينة ذاتها، عن إلقاء خطبة الجمعة.

وهاجم المحتجون الوزير المعني، كما رفضوا الاستماع لخطبة الجمعة، مطالبين بإعادة الخطيب الموقوف، مرددين شعار "لا خطبة بدون أبياط"، فيما ساد على مواقع التواصل الاجتماعي غضب بسبب قرار الوزارة.

وبعد نزول الخطيب الجديد من المنبر نفذ المصلون وقفة احتجاجية أمام المسجد، رفعوا فيها الشعارات وحملوا الوزير والوزارة مسؤولية إقصاء الخطباء المعتدلين من المنابر ودفع الشباب إلى أحضان التطرف.

وهاجم المتدخلون في الوقفة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، واتهموها بتوقيف عالمين وخطيبين من مدينة فاس في عام واحد لأسباب اعتبروها سياسية.

وكشف المحتجون أنهم دائمو التوافد على مسجد يوسف بن تاشفين ومن متتبعي محمد أبياط، وأنهم شاركوا في الوقفة احتجاجا وتضامنا مع شيخنا وأستاذنا استنكارا على قرار التوقيف الذي يعد خاطئا.

شاهد عيان
وقدم الباحث يحيى عالم شهادة حية على ماجرى بالمسجد،باعتباره أحد الشهود، قائلا: "حج المصلون إلى يوسف بن تاشفين الذي يخطب فيه العالم الجليل محمد أبياط الذي عزله وزير الأوقاف بداعي الخلط بين الدين والسياسة، فإذا بالمصلين يجدون عوضه خطيب آخر..".

وتابع يحيى في تدوينة نشرها على حساب فيسبوك، مساء الجمعة، "لم يبدأ الخطيب خطبته بعد الأذان لصلاة الجمعة، وإنما استبق المصلون حديثه بالاستنكار على خطوة وزير الاوقاف، ..بدءا "حسبنا الله ونعم الوكيل".."لا إله الا الله محمد رسول الله".."يا مندوب يا جبان الخطيب لا يهان" ..يا وزير يا جبان العالم لا يهان"..واستمر الناس هكذا بشكل عفوي مستنكرين خطوة وزير الأوقاف..ومطالبين إياه التراجع عن القرار ...".

وأفاد "بعد أن غادر الخطيب الذي استقدمته الأوقاف المنبر غادر المصلون المسجد ليختموا احتجاجهم خارج المسجد ..مطالبين الاوقاف بالعدول عن القرار في حق عالم مشهود له بالوسطية والاعتدال ونبذ التطرف وانتشال فئات واسعة من مشاتل التشدد بخطابه العلمي الاجتهادي..كما طالبوا الوزارة بمراجعة نهجها في الشأن الديني والعلاقة مع خطباء المنابر، حيث اصبحت المقصلة في حق الخطباء أداة فعالة لعزل المساجد عن وظيفتها الاجتماعية ..واصبحت قرارات وزير الاوقاف مدعاة لفقدان الثقة في المؤسسات الدينية الرسمية من لدن فئات عريضة ..وهو ما قد يدفع هاته الفئات الى أخذ فهمها الديني ممن هم في الهامش..والهامش منتج للتطرف ..".

وسجل "وختمت الوقفة بالدعاء الصالح ..على أساس تنظيم وقفة مقبلة أمام المندوبية الجهوية للأوقاف ..".

نار إسرائيل التي التهمت الخطيب
وكانت وزارة الأوقاف قد أوقفت الخطيب، أبياط، أسبوعا واحدا بعد خطبته التي سفه فيها القائلين بأن حرائق "إسرائيل"، "عقاب من الله على محاولتها منع الأذان بالقدس"، منبها إلى أن الحرائق الحقيقة التي تستحق الاهتمام هي حرائق الفساد والربا، ونيران الخمور والفجور.

وتساءل الخطيب "لماذا اهتم المسلمون بتلك النار وأحسوا بها وهم يعلمون أنها تنطفئ، وأن آثارها المالية تُعالج، ولكنهم لم يهتموا – أي المسلمين – لم يهتموا ولم يحسوا بنيران أخرى أخطر وأهول وأوسع، نيران الربا، ونيران الخمور والفجور، ونيران الرشاوى والزور، ونيران السحر والشرك والشعوذة، ونيران الأنانية والمصالح الشخصية، ونيران اللهو والعبث والعري والفواحش، ونيران تدبير أمور المسلمين بالقوانين الطاغوتية، وخلو جداول الأعمال باللقاءات والاجتماعات والمؤتمرات من حصة الصلاة، وطرد العمال وحرمانهم بسبب حرصهم على الصلاة في أوقاتها".

وأضاف "أليست هذه نيراناً ملتهبةً في البيوت والشوارع والمؤسسات في البر والبحر والفضاء، تحرق القلوب والنفوس والأرواح، تُذهب الإيمان وتكشف العورات، وتمزق الأخلاق، وتجعل لهيبها جهنم في الدنيا متلاحقا بشرر جهنم في الآخرة، يُذكي بعضها بعضا، ويبيد أدناها أقصاها، فيصعب حصرها، ويعسر إخمادها، ولا تُحصى آثارها، ولا تُتدارك خسائرها".

وتابع "إذا كان ذلك الحريق حدث بسبب منع الأذان بالأبواق فقط كما يفهم البعض، فما الذي يمكن أن يحدث في مناطق وجهات من بلاد المسلمين حيث يُمنع الترخيص لبناء المساجد أصلا بَله الأذان المرفوع، لأن تلك المناطق مخصصة للشعوب السياحية".

وسجل "لقد فرح بعض المسلمين بالنار التي أوقدت في الأرض المحتلة، واعتبروا ذلك آية وعبرة، فهل يعلم أولئك المسلمون أن اليهود أصابتهم عبر التاريخ البشري كوارث عظيمة وبلايا جسام، فلم يتعظوا ولم يرعوا ولم يستقيموا، فلماذا يعدّ المسلمون تلك النيران آية وعبرة لليهود فحسب؟ ولماذا لا تكون عبرة وعظة للمسلمين أنفسهم ولكل من حاله تغضب الله تعالى كحال اليهود؟".

وزاد "فمن وراء هذه النيران الملتهبة في الأرض كلها سوى اليهود وأتباعهم وأذنابهم من الخونة الأنذال الأنجاس، من مختلف الأقوام والأجناس؟".

ويعد الخطيب محمد أبياط من أشهر خطباء فاس في كافة أنحاء المغرب، وهو عضو بالمجلس العلمي المحلي لمدينة فاس؛ ويشغل أيضا أستاذا جامعيا، كما أنه منخرط في العمل الخيري والجمعوي بمدينة فاس، وهو من الشيوخ الذين صلى خلفهم الملك محمد السادس.

                                             

     

                                             

                                             

                                             
التعليقات (0)