سياسة عربية

الهيئات المدنية وفصائل حلب تطرح مبادرة لـ"إنقاذ" المدينة

يشهد المدنيون مجازر يومية جراء قصف النظام والطيران الروسي في حلب- أرشيفية
يشهد المدنيون مجازر يومية جراء قصف النظام والطيران الروسي في حلب- أرشيفية
طرح المجلس المحلي والهيئات المدنية في مدينة حلب، الأربعاء، مبادرة لـ"إنقاذ أهالي المدينة"، عبر رسالة موجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، وذلك بعد ساعات من طرح الفصائل العسكرية مبادرة من أربعة بنود.

واشتمل بيان المبادرة، الذي ينص على أربع نقاط، على وقف إطلاق النار لمدة سبعة أيام، وإخلاء الجرحى والحالات الإنسانية من المدينة، وفتح ممرات آمنة برعاية أممية تتضمن سلامة الراغبين بالخروج منها إلى المناطق التي يرغبون في الوصول إليها.

وطالبت المبادرة الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية في ضمان تنفيذ بنودها السابقة.

بدوره، قال عضو "لجنة التفاوض" في حلب، محمد عارف شريفة، لوكالة "سمارت" المعارضة، إن المبادرات التي طرحت في المدينة من المجلس أو الفصائل العسكرية تمت بموافقة "لجنة التفاوض المخولة"، لكن صعوبة التنسيق وانقطاع الاتصالات بين الأحياء وصعوبة الاجتماعات جعلت كل جهة تنشر بيانا منفردا.

وأكد المكتب السياسي لـ"تجمع فاستقم كما أمرت" العامل بمدينة حلب لـ"سمارت"، في وقت سابق اليوم، طرح الفصائل العسكرية لمبادرة إنسانية من أربعة بنود تتضمن هدنة فورية لخمسة أيام.

وكانت "حركة نور الدين زنكي" اعتبرت، في وقت سابق، أن الولايات المتحدة الأمريكية "غير قادرة" في الوقت الحالي على عقد أي اتفاق مع روسيا، من أجل مغادرة الفصائل العسكرية لمدينة حلب، أو فرض أي اتفاق عليها.

تقدم للنظام

من جانب آخر، سيطرت قوات نظام على حيي المرجة في القسم الشرقي المحاصر من مدينة حلب، اليوم الأربعاء، في حين أعلنت فصائل عسكرية عن مقتل وأسر عنصرين للنظام.

وأكدت وكالة "سمارت" المعارضة سيطرة قوات النظام على الحي عقب اشتباكات "عنيفة" مع الفصائل العسكرية، وتحت غطاء مدفعي وجوي "كثيف" على نقاط الاشتباك، مؤكدا أن اشتباكات مماثلة تدور في محيط الأحياء المحاصرة جميعها.

ونقل موقع "روسيا اليوم" عن وزارة الدفاع زعمها أن "الجيش العربي سوري استطاع عموما، بعد التقدم الذي أحرزه الأربعاء، من بسط السيطرة الكاملة على 70 بالمئة من أراضي شرق حلب التي كانت تحتلها المجموعات المسلحة".

من جانبه، أعلن "تجمع فاستقم كما أمرت" عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي عن مقتل العشرات من عناصر النظام وأسر عنصرين أحدهما ضابط إيراني، خلال الاشتباكات الدائرة في محيط حي الإذاعة على الجهة المقابلة للأحياء التي تقدم إليها النظام.

ويأتي تقدم النظام عقب ساعات قليلة من سيطرته على الأحياء الشمالية وفصلها عن باقي الأحياء الشمالية ليطبق الحصار عليها من جميع الجهات، وسط طرح جهات مدنية وأخرى عسكرية لمبادرات إنسانية تقضي بهدنة لخمسة أيام في الأحياء المحاصرة.

61 قتيلا

وبلغت حصيلة الضحايا المدنيين في مدينة حلب القسم المحاصر، الأربعاء، 61 شخصا وأكثر من 120 جريحا، جراء الغارات الجوية والقصف الصاروخي لنظام الأسد.

وأفاد المكتب الإعلامي للدفاع المدني بأن من بين الضحايا 23 شخصًا قضوا الثلاثاء، في مجزرتي الأصيلة وقاضي عسكر، فيما قضى البقية في القصف على أحياء الكلاسة والمشهد والأنصاري والسكري والمعادي وبستان القصر والصالحين.

وتشهد أحياء حلب المُحاصَرة بشكل يومي مجازر بحق المدنيين جراء القصف الذي لم يتوقف منذ أكثر من أسبوعين، الأمر الذي حوَّل المدينة إلى منطقة منكوبة بعد توقف جميع المشافي وأغلب فرق الدفاع المدني. 

يشار إلى أن مجلس قيادة حلب أطلق اليوم مبادرة تقضي بإخراج من يرغب من المدنيين من المدينة، وإجلاء أكثر من 400 جريح، فيما لم يصدر أي رد من الجانب الروسي.

إجلاء مدنيين

من جانبها، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الخميس، إنه تم إجلاء نحو 150 مدنيا معظمهم من المعاقين أو ممن يحتاجون رعاية طبية من مستشفى في حلب القديمة، الليلة الماضية، في أول عملية إجلاء رئيسية من حلب الشرقية المحاصرة، والتي تتعرض لقصف عنيف منذ أكثر من شهر على يد قوات النظام والطيران الروسي.

وقالت ماريان جاسر رئيسة بعثة اللجنة في سوريا والموجودة حاليا في حلب "هؤلاء المرضى حوصروا في المنطقة لأيام بسبب اشتباكات عنيفة قريبة ومع اقتراب خط المواجهة (منهم)."

وذكرت اللجنة في بيان إن من بين من تم إجلاؤهم من مستشفى دار الصفاء في حلب القديمة -التي استعادت القوات النظامية السيطرة عليها الثلاثاء- 118 مريضا نقلوا إلى ثلاثة مستشفيات في غرب حلب و30 شخصا نقلوا إلى مراكز إيواء أيضا في الشطر الغربي من المدينة.

وأضاف البيان أن عملية الإجلاء تمت بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري.

"افتحوا الممرات"

من جانبه، دعا بولنت يلدريم رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية التركية، الخميس، الرأي العالم العالمي لرفع صوته والمطالبة بفتح ممرات إنسانية للوصول إلى المحاصرين في محافظة حلب السورية.

جاء ذلك في تصريح أدلى به خلال تواجده في ولاية أقسراي، الليلة الماضية، للمشاركة بحفل تعريف حملة لجمع التبرعات والمساعدات الإنسانية لصالح حلب السورية تحت اسم "افتحوا الطرق لحلب، إنّ ضحك اليتيم ضحك العالم بأسره".

وأشار يلدريم أنّ الحملة ستبدأ من إسطنبول في 14 كانون الاول/ ديسمبر الحالي، وأنه سيكون مع طاقم الهيئة عند الحدود السورية لدى انتهاء الحملة ليودّع قافلة المساعدات التي ستتجه نحو حلب رغم المخاطر المحفوفة.

وأوضح يلدريم أنّ المناطق المحاصرة في حلب تعاني من نقص شديد في المواد الغذائية والماء الصالح للشرب، وأنّ هيئته لا تتمكن من إيصال الطحين إلى مخابزها العاملة هناك بسبب شدة القصف والحصار الخانق المفروض على تلك المناطق.

وفي هذا الصدد قال يلدريم: "حلب تقصف يوميا بنحو 200 طلعة جوية، ولدينا 3 مخابز في المناطق المحاصرة تعمل على تأمين مادة الخبز للأهالي، غير أنّ هذه المخابز توقفت عن العمل بسبب نقص الطحين".

من جانبه قال علي يالجين رئيس نقابة العاملين في القطاع العام التركي، إنّ نقابته، تدعم الحملة، وستسلم يوم الجمعة القادم 20 شاحنة من الطحين إلى هيئة الإغاثة الإنسانية والهلال الأحمر وذلك بهدف المشاركة في حملة جمع التبرعات والمساعدات لصالح حلب.

وأضاف يالجين أنهم سينظمون مسيرة، السبت القادم، في مدينة إسطنبول للفت النظر إلى معاناة أهالي حلب، ودعوة للمشاركة في حملة التبرعات.



التعليقات (0)