صحافة دولية

"ديكريبت نيوز": ثورة صاحب "التوك توك" في مصر

استفزت تصريحات سائق التوك توك نظام السيسي- أرشيفية
استفزت تصريحات سائق التوك توك نظام السيسي- أرشيفية
نشر موقع "ديكريبت نيوز" الفرنسي تقريرا تحدث فيه عن مصطفى سائق "التوك توك" الذي ظهر في برنامج لقناة "الحياة" المصرية الخاصة، وهو ينتقد نظام السيسي قائلا: "عندما نشاهد التلفاز المصري يخيل لنا أن مصر أصبحت مثل فيينا، لكن عندما ننزل للشارع نكتشف أنها دولة شبيهة بالصومال".
 
وقال الموقع في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن مصطفى توارى عن الأنظار بعدما فضح نظام السيسي بطريقة ساخرة، في برنامج "واحد من الناس" الذي يقدمه الإعلامي عمرو الليثي، محملا الحكومة المصرية الحالية مسؤولية المشاكل التي تعيشها مصر منذ انتخاب عبد الفتاح السيسي رئيسا لمصر سنة 2014.
 
وأضاف الموقع على لسان سائق "التوك توك" الذي قال: "قبل انتخاب السيسي، كنا نمتلك السكر والأرز ونصدرهما للخارج، لكن ما الذي تغير؟ نريد أن نفهم؟". وأضاف ساخرا: "كيف لدولة أن تصل إلى هذا الوضع المزري رغم امتلاكها لبرلمان وجيش وجهاز مخابرات داخلية وخارجية إضافة إلى 20 وزيرا؟".
 
وتحدث الموقع على لسان مصطفى الذي علق على سنوات ازدهار مصر سابقا قائلا: "إن أهم ثلاثة أشياء تساعد أي دولة على التقدم والرخاء هي التعليم والصحة والزراعة. إذا نجحت الدولة في تنمية هذه القطاعات الثلاثة فلن ينتصر علينا أحد إلا الله وحده".
 
من جهة أخرى، أصبح رجل مصري "حامل لرخصة في سياقة التوك توك"، كما وصف نفسه بسخرية، رمزا في المجتمع المصري لأنه لخص الواقع الأليم والإحباط الذي يعيشه الشعب المصري في كلمتين، في ظل ارتفاع الأسعار وتذبذب قطاع الخدمات الاجتماعية.
 
وذكر الموقع أن المصريين شاهدوا مداخلة مصطفى على التلفاز، في المقابل تبادل قرابة 6 ملايين مصري المشاهدة والتعليق على الفيديو في "فيسبوك" الذي سبب جدلا سياسيا واسعا.
 
وفي السياق نفسه، تضامن أكثر من 6 ملايين مصري في شبكات التواصل الاجتماعي مع مصطفى حاملين شعار "أنا حامل شهادة تك تك".

ويعرف الشعب المصري في الشرق الأوسط بخفة دمه وبفكاهته المعهودة التي استغلها لتصوير الواقع المزري الذي تعيشه بلاده. ولذلك يمثل حس الدعابة لدى المصريين ترياقا لمقاومة الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها المواطنون يوميا.
 
وأضاف الموقع أن أدباء مصريين معروفين استعملوا هذه الطريقة النقدية الساخرة، ومن بينهم نجيب محفوظ وألبير قصيري في رواياتهم وكتبهم. ويطلق المصريون على خفة الدم بأنها "نكت" محلية يقع تبادلها يوميا بينهم.
 
من جهة أخرى، شككت الحكومة المصرية في صحة أقوال وتصريحات مصطفى مبررة ذلك بأن له خفايا سياسية ممنهجة يقودها الإعلامي والصحافي عمرو الليثي.
 
وذكر الموقع أن بعض رواد الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي اتهموا عمرو الليثي بأن له علاقات وثيقة بالرئيس السابق محمد مرسي، أحد قادة حركة الإخوان المسلمين، الذي تعرض لانقلاب عسكري خلال شهر تموز/ يوليو من سنة 2013.
 
وقد أجبر هذا الفيديو الجنرال السيسي على القيام بتصريح صحفي بحضور رؤساء تحرير الصحف الموالية للحكومة يوم 15 تشرين الأول/أكتوبر الماضي أكد خلاله "أن العملاء الأجانب يستعملون مواقع التواصل الاجتماعي كسلاح لزعزعة الأمن الداخلي للدول".
 
وأكد الموقع أن الإعلامي عمرو الليثي، منسق الحوار مع سائق "التوك توك"، تحصل على عطلة عمل مفاجئة، في حين وقعت قرصنة حسابه الخاص في "فيسبوك". وهي الإجراءات نفسها التي اتخذت سابقا في حق الإعلامية رانية بدوي، العاملة في قناة "أون تي في"، بسبب نقدها لوزيرة الاستثمار، داليا خورشيد، في برنامجها "كل يوم".
 
وذكر الموقع أن قناة "أون تي في" يمتلكها رجل أعمال مقرب من النظام المصري الحالي، كذلك بالنسبة لقناة الحياة التي قررت إلغاء فيديو سائق "التوك توك" من صفحتها الرسمية في "فيسبوك".

وأشار الموقع إلى أن مصطفى لا يمتلك كلمات قوية لمواجهة النخبة السياسية في مصر، التي تسببت في فقر وبؤس الشعب المصري وجعلته يتخبط في الأزمات الاجتماعية الحادة. لكنه استطاع أن يلخص في ثلاثة دقائق ما يفكر فيه قرابة 91 مليون مصري.
 
وفي سياق آخر، شكك مراقبون في عفوية تصريحات سائق "التوك توك" حيث اعتبرها موالون للحكومة "كلمات حادة من شخص غير متعلم"، مؤكدين أنها تصريحات مدفوعة الأجر وذات أبعاد سياسية يقودها الإعلامي عمرو الليثي لتشويه الحكومة مما يعرضه لتبعات عدلية خاصة بعد اتهامه بالولاء للرئيس السابق محمد مرسي.

وتحدث الموقع عن انتشار شائعات تفيد بإيقاف سائق "التوك توك" للتحقيق معه بعد أن صرح الوزير الأول، شريف إسماعيل، بأنه يتمنى لقاء سائق "التوك توك" الذي أصبح مشهورا. لكن يبدو أن مصطفى قرر الاختباء من أجل حماية عائلته.

وفي الختام، قال الموقع إن خمسة أيام لم تمضي على انتشار فيديو سائق "التوك توك"، عندما تبعه فيديو لسائق تاكسي أجرة أضرم النيران في جسده لأنه لم يجد ما يأكل، في حادثة شبيهة بما وقع في تونس منذ أكثر من خمس سنوات عندما أضرم محمد البوعزيزي النار في جسده وتسبب في إشعال فتيل ثورة. أما اليوم، فإن كل المؤشرات في مصر تؤكد أن أيام السيسي في السلطة أصبحت معدودة.
التعليقات (0)