سياسة عربية

هل تنجح تغريدات السعوديين في تغيير سياسة قناة العربية؟

قناة العربية حاولت أكثر من مرة إعادة بناء صورتها- أرشيفية
قناة العربية حاولت أكثر من مرة إعادة بناء صورتها- أرشيفية
تزايدت المشاركة في الوسم الذي دشنه نشطاء سعوديون على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" باسم "#اغلاق_قناه_العربيه_مطلب_شعب"، إلى مستويات قياسية من التفاعل، وتصدر الوسم قائمة الأكثر انتشارا داخل المملكة العربية السعودية.

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يدشن فيها مغردون سعوديون وسما يطالب بإغلاق قناة العربية التابعة لمجموعة "إم بي سي" السعودية والتي تبث برامجها من دبي، ويمتلكها وليد بن إبراهيم بن عبد العزيز آل إبراهيم، شقيق الجوهرة بنت إبراهيم، أرملة الملك الراحل فهد بن عبد العزيز آل سعود، وتعد أول قناة "فضائية" عربية خاصة وغير مشفرة أطلقت عام 1991.

ففي فبراير/ شباط الماضي، احتج عدد من النشطاء السعوديون على فيلم وثائقي بثته قناة العربية تحت عنوان "حكاية حسن"، واعتبروه دعاية للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وفي يوليو/ تموز الماضي، استنكر نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بالسعودية، سياسة تغطية "العربية" لمحاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، وطالبوا الملك سلمان بإغلاقها باعتبارها لا تعبر عن الخط السياسي الرسمي للمملكة.

شارك في وسم "#اغلاق_قناه_العربيه_مطلب_شعب" المتصدر قائمة الأكثر انتشار بالسعودية، اليوم، شرائح مختلفة من الشعب السعودي، بين نشطاء ومثقفون وأكاديميون وعلماء.

وغرد الداعية السعودي، محمد البراك، قائلا: "هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، لكن كلامهم مناف لديننا وقيمنا ومصالحنا، يتصيدون لنا الزلات، ولعدونا المبررات".


واعتبر المغرد السعودي، عبد الله بن سعد، أن قناة العربية تحارب السعودية، وتناصر أعداءها بأموالها قائلا: "يحاربون بلادنا بأموالنا ويناصرون أعداءنا المجوس والصهاينه بأموالنا، هم عدو في ثوب صديق، حسبنا الله ونعم الوكيل".

وأكد أستاذ الإعلام السياسي بالمملكة العربية السعودية، أحمد بن راشد بن سعيد، أن الاستياء الشعبي العارم جاء لأسباب تراكمية تولد عنها شعور لدى شرائح مختلفة من الشعب السعودي، أن قناة العربية تعمل ضد مصلحة بلدهم.

وقال بن سعيد، في تصريحات خاصة لـ "عربي21": "رويدا رويدا بدأنا كسعوديين نكتشف أن الاستثمار في هذه القناة لم يأت بخير إلى البلد، ولا يعبر عن سياساتها الرسمية، لا في سوريا ولا فلسطين ولا حتى في علاقتها مع إيران، وفيلم "حكاية حسن" لم يكن غلطة بل كانت كارثة فتحت أنظار الكثير عن خطر هذا التوجه الذي تسلكه القناة".

وأوضح أن قناة العربية، حاولت أكثر من مرة إعادة بناء صورتها، وتسويق نفسها من جديد، بعد السخط الشعبي ضد سياستها المتناقضة، ولجأت لتغيير بعد مفرداتها الصحفية وعناوينها للتخفيف من سياستها التحريرية المتناقضة، لكنها باءت بالفشل – على حد قوله-، لافتا إلى أن القناة تراجعت قليلا تحت مطارق النقد لكن التراجع والاستجابة للضغط لم يكن بالنسبة التي يريدها المطلب شعبي.

وكشف أستاذ الإعلام السياسي السعودي، أن عددا من المعلنين – قال إنه يعرفهم- تخلوا عن دعم القناة، عندما اكتشفوا أنهم "يدعمون قناة تمارس الرذيلة السياسية" - بحسب وصفه-، مؤكدا أن هؤلاء المعلنين شعروا بالذنب حيال استمرار دعمهم للقناة.

وأشار إلى أن حجم التفاعل مع وسم "#اغلاق_قناه_العربيه_مطلب_شعب" يدل على أن المواطن العادي استطاع أن يوظف المنصات الاجتماعية كمنبر من المنابر الحرة في التعبير عن رأيه، بعيدا عن أيديولوجيات وتوجهات ممولي المنصات التقليدية، التي يسيطر عليها رجال الأعمال وأصحاب النفوذ.
التعليقات (0)