ملفات وتقارير

هل تتغير سياسة ألمانيا حيال اللاجئين بعد حادثة الدهس؟

اللاجئون دفعوا الثمن المعنوي مبكرا تجاه حادثة الدهس في برلين وما سبقها من حوادث -أرشيفية
اللاجئون دفعوا الثمن المعنوي مبكرا تجاه حادثة الدهس في برلين وما سبقها من حوادث -أرشيفية
رغم عدم تأكيد السلطات الألمانية بعد أن منفذ هجوم الدهس في برلين هو لاجئ قدم حديثا، إلا أن الأصوات اليمينية تعالت داعية لمزيد من التشديد على اللاجئين، ما يطرح تساؤلا حول مصير مئات الآلاف في هذا البلد الذي تعامل بسياسة الباب المفتوح ووصل إليه بالفعل أكثر من مليون لاجئ خلال العام الماضي.

ورأى الكاتب والمحلل السياسي حسام شاكر "أن اللاجئين دفعوا الثمن المعنوي مبكرا تجاه الحادثة وغيرها من خلال جملة من التطورات التي تم الصاقها بهم بشكل تعميمي جائر".

الخطاب المتشنج

وذكّر شاكر في حديث لـ"عربي 21" بما شهدته ألمانيا من صحوة أخلاقية الخريف الماضي تجاه اللاجئين وكيف تعاملت معهم وفتحت لهم الباب على مصراعيه مستدركا بالقول: "ولكن بسبب الواقع الذي قدم بشكل صادم للمجتمع الألماني من اليمين المتطرف سواء كانت اعتداءات في دول أوروبية ذات منحى إرهابي أو ما حدث في رأس السنة في "كيرن " من حادثة تحرش ألصقت بالمهاجرين كل ذلك أدى لانتكاسة حقيقية وضمور للصحوة الحقيقية وصعود للخطاب المتشنج تجاه اللاجئين".

وأشار الكاتب إلى أنه ومنذ ذلك الوقت تراجعت ألمانيا عن سياسة الباب المفتوح وأجرت عدة ترتيبات في السياق الأوروبي ومع تركيا ودول البلقان لغلق الحدود البعيدة عن الاتحاد، وعليه لم تعد ألمانيا ذات باب مفتوح. لافتا لعمليات الترحيل الجماعي التي تمت قبل أيام لمئات اللاجئين في بعض دول الاتحاد.

وقال شاكر: "السياسات فيها تراجع حقيقي تجاه الأزمة الإنسانية للاجئين مشيرا للتداعيات الداخلية التي تتمثل في تحميل المستشارة ميركل مسؤولية ما يحصل من اللاجئين باعتبارها من فتحت الباب للاجئين، حيث استغل اليمين الألماني ذلك وحمل ميركل المسؤولية المباشرة عن واقعة الدهس في برلين".

وأضاف أن موضوع اللاجئين هو أيضا مادة انتخابية تستخدم للمزايدة السياسية وللاستغلال في الحملات الانتخابية وللضغط على الحكومة من قبل الفرقاء السياسيين.

خروج من الساحة السياحية

وقال: "ألمانيا شهدت مئات الاعتداءات على اللاجئين التي لا تلقى تغطية إعلامية كافية لكن اليمين يستخدم أحداث غير واقعية وينسبها للاجئين ولا يتورع في استخدم كل حدث في البلاد للاستفادة في تعزيز توجهاته المعادية ويستخدم هذا الموضوع كشيفرة للهجوم على المستشارة ميركل ودفعها للخروج من الساحة السياسية".

من جهته  قال المتخصص في الشأن الألماني أحمد عميرة إن "السياسة الألمانية تجاه اللاجئين تغيرت وبفعل حوادث أقل وطأة وأثرا من حادث الدهس في برلين خصوصا حادقة التحرش الجماعي في كولونيا في رأس السنة الماضية والحوادث الفردية اللاحقة".

وقال عميرة في تصريح لـ "عربي21" :"تدفق اللاجئين يكاد يكون قد انتهى مقارنة بالحال عام 2015، بل قد بدأت عملية ترحيل بعض اللاجئين الأفغان المرفوضة طلباتهم قبل أيام قليلة".

التحرك يمينا

ولفت إلى إقرار قانون جديد للاجئين يضيق الخناق على عملية لم شمل أهالي اللاجئين في المناطق المنكوبة، ويربط المعونات الحكومية بمدى اندماج اللاجئ مع محيطه الألماني واستعداده لتعلم اللغة والانخراط في سوق العمل.

وأشار إلى محاولة الأحزاب الحاكمة تسكين الوضع وسحب البساط  من الأحزاب اليمينية المتطرفة  التي استفادت كثيرا من كارثة التدفق المليوني للجوء وذلك من خلال التحرك يمينا لافتا الى  تصريح ميركل المسرب لأحد معاونيها الذي قال :"الترحيل الترحيل ... أهم شيء الآن هو الترحيل".

ورأى عميرة "أن حادثة برلين ستجعل ميركل وإئتلافها مطالبين بتحركات قوية ومؤثرة باتجاه لا يصب في مصلحة اللاجئين والمهاجرين عموما وعن شكل هذه التحركات فهي متروكة للتجاذبات الانتخابية القادمة".

ولقي 12 شخصا مصرعهم وأصيب 48 آخرون على الأقل مساء الاثنين 19 كانون الأول / ديسمبر، جراء قيام سائق شاحنة بدهس حشد شعبي في سوق مزدحمة لأعياد الميلاد وسط برلين.
التعليقات (0)