حول العالم

القضاء الفرنسي يقر بالتسجيلات الفاضحة لابتزاز ملك المغرب

طالب الصحفيان الفرنسيان بمبلغ مالي قدّر بـ 3 ملايين يورو مقابل العدول عن نشر كتاب ينتقدان فيه ملك المغرب- أرشيفية
طالب الصحفيان الفرنسيان بمبلغ مالي قدّر بـ 3 ملايين يورو مقابل العدول عن نشر كتاب ينتقدان فيه ملك المغرب- أرشيفية
أقرت العدالة الفرنسية، الخميس، بقانونية التسجيلات الصوتية التي اعتمدها محامي العاهل المغربي، الملك محمد السادس، كحجة للكشف عن مطالبة الصحافيين الفرنسيين "إيريك لوران" و"كاثرين غراسيي" بمبلغ مالي قدّر بـ 3 ملايين يورو مقابل العدول عن نشر كتاب ينتقدان فيه ملك المغرب، بحسب ما كشفت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية.

يذكر أن محكمة النقض بفرنسا قضت، في أيلول/ سبتمبر الماضي، برفض التسجيلات الصوتية السرية ضد الصحفيين الفرنسيين التي تكشف ابتزازهما للملك للعدول عن نشر كتاب ينتقدانه فيه، واعتبرت المحكمة التسجيلات "انتهاكا لمبادئ المحاكمة العادلة"، لأنها أجريت معهما "دون موافقتهما".

وقالت المحكمة، آنذاك، إن التسجيلات الصوتية التي أدلى بها محامي الملك، هشام الناصري، "غير قانونية"، لتقرر بعد ذلك إحالة الملف إلى غرفة التحقيق.

ووصف إيريك موتي، محامي الصحفية كاثرين غراسيي، الحكم بـ"النصر الكبير"، كما رحب بالقرار جيريمي أسوس، محامي الصحفي إريك لورانت.

يشار إلى أن الصحافيين الفرنسيين كانا قد تقدما سابقا، بطلب لمحكمة الاستئناف بباريس من أجل إلغاء تسجيلات الجولة الثانية والثالثة من التحقيقات الموضوعة ضدهما، حيث كانت وسائل إعلامية قد تناقلت أن الطلب الذي سيتقدمان به من شأنه أن يضعف التحقيق.

وكانت الشرطة الفرنسية، قد ألقت القبض في آب/ أغسطس الماضي على الصحافيين المذكورين في باريس، لقيامهما بمحاولة ابتزاز الملك محمد السادس، عندما طالبا بمبلغ 3 ملايين يورو مقابل إيقاف نشر كتاب يتضمن معلومات عنه.

تفاصيل القضية

وتعود تفاصيل القضية إلى اتصال الصحفي الفرنسي إيريك لوران بالديوان الملكي ليعلن أنه بصدد التحضير لنشر كتاب حول المغرب بمعية غراسيي، لكنه أعرب عن استعداده للتخلي عن ذلك مقابل تسليمه مبلغ 3 ملايين يورو.

وبعد اجتماع أول بين الصحفي الفرنسي والمحامي الذي يمثل الجانب المغربي، قررت المملكة وضع دعوى في الموضوع لدى النائب العام بباريس، كما عقد اجتماع جديد مع الصحفي الفرنسي تحت مراقبة الشرطة والنيابة العامة، تم خلاله تسجيل أقوال لوران كما تم أخذ صور.

وفي الاجتماع الثالث الذي كان باتفاق مع الشرطة، تم تسليم مبالغ مالية للوران وغراسيي، اللذين قبلاها ووقعا على عقد.

من جهتها، أكدت دار "سويي" للنشر أن الصحفيين كانا يعدان كتابا حول الملك محمد السادس على أن يصدر في شباط/ فبراير 2016.

وكان لوران وزميلته أصدرا سنة 2012 كتاب "الملك المفترس" الذي تضمن انتقادات للملك المغربي، وقبل ذلك بنحو عقدين أصدر لوران كتاب "ذاكرة ملك"، وهو عبارة عن سلسلة حوارات مع الملك الراحل الحسن الثاني.
التعليقات (0)