قضايا وآراء

سجن تدمر.. حكايات تُروى

محمد العرسان
1300x600
1300x600
في أحد أحياء العاصمة عمان يجتمع معتقلون سابقون في سجن تدمر الصحراوي سيئ السمعة، يكسرون جدار الصمت بقصص رعب عاشوها خلال فترة المعتقل التي ذاقوا فيها شتى أنواع التعذيب والإهانة على يد النظام السوري وزبانيته.

من يستمع لقصص "أبطال السجن"؛ يستحضر كتاب "حيونة الإنسان" للكاتب ممدوح العدوان الذي تحدث عن الجلاد الوحش الذي يصل إلى مرحلة التلذذ بالعنف والقتل للنفس البشرية، إلا أن الفرق في سجن تدمر والعلاقة بين الجلاد والضحية هي أن السجناء سطروا قصص بطولات وصمود داخل أعتى سجون العالم، حسب روايات وشهادات المعتقلين.

يوثق المعتقلون فصولاً من تعذيب تعرضوا له خلال مدد سجن تصل في بعضها إلى 20 عاما وأكثر، وكيف تحول الإنسان داخل سجن تدمر إلى مجرد رقم أو وسيلة لإشباع رغبة المعذب السادية، ويكشفون غريزة التعذيب لدى السلطة القمعية.

لا تكاد صورة السجان وجدران السجن وتلك الأيام التي عاشوها تفارق مخيلاتهم أو أحلامهم، يحاولون توثيق جرائم النظام السوري في سجن تدمر وغيرها من السجون من خلال رابطة أنشأوها في تركيا، هي "رابطة سجناء تدمر"، لجمع أكبر عدد من الشهادات لعلها تجد طريقها إلى العدالة الدولية، وتقديم الجلادين إلى محاكمة عادلة.

عائدون من الموت.. ربما يصح هذا الوصف على هؤلاء المعتقلين الذين كتب لهم أن يعيشوا ويقصوا للعالم ما تعرضوا له وما يتعرض له المعتقلون في سجون أقبية النظام السوري.

ورغم صعوبة نقل الواقع كما عاشه الناجون من السجن، فستحاول "عربي21" في الأيام القادمة نقل جزء من معاناتهم، وقصص تستحق أن تروى على لسان أبطالها الذين يوثقون فترة قمع وبطش مارسه النظام السوري في ثمانينيات القرن الماضي؛ بحق مواطنين قضوا زهرة شبابهم في غياهب السجون بتهم لم يرتكبوها أو لم يعرفوا ما هي.
التعليقات (1)
همام محمد علي ابو المجد
الثلاثاء، 21-02-2017 09:16 م
تركية استنطبول