ملفات وتقارير

اللشمانيا تعود للظهور في العراق وسوريا ومصر.. تعرف عليها

لشمانيا
عاد مرض الليشمانيات النادر والخطير للظهور في كل من العراق وسوريا بسبب موجات النزوح المرتبطة بالأوضاع الأمنية السيئة، وفي مصر مع اكتظاظ السجون وانعدام النظافة في مرافقها "الصحية".

ويسبب الداء واحد من طفيليات الليشمانيات التي تزيد على 20 نوعا تنتقل للبشر بلدغة من ذباب الرمل الفاصد الحامل للعدوى، التي يفوق أنواعها (الذباب) 90 نوعا تتسبب بثلاثة أشكال رئيسية من الليشمانيا.

• داء الليشمانيات الحشوي وهو مرض مميت بنسبة 95% من الحالات إذا لم يعالج، ويسبب نوبات حمى، وفقدان وزن، وتضخم في الطحال والكبد وفقر الدم.

• داء الليشمانيات الجلدي وهو أكثرها شيوعا ويسبب آفات جلدية وتقرحات ويخلف ندوبا دائمة وعجزا خطيرا.

• داء الليشمانيات المخاطي الجلدي الذي يسبب تلفا جزئيا أو كليا في الأغشية المخاطية للأنف والفم والحنجرة.

ومن أبرز عوامل ظهور المرض، الظروف الاجتماعية والاقتصادية، التي تتسبب بظروف صحية من قبيل القصور في إدارة النفايات والصرف الصحي، أو الازدحام السكاني، وعدم استخدام مبيدات الحشرات، وهي ظروف كلها تتوفر في السجون المصرية حيث ظهرت إحدى الحالات.

وكان ذوو المعتقل المصري، أحمد الخطيب، كشفوا إصابته بداء الليشمانيا الحشوية المميت، بسبب ظروف اعتقاله، مطالبين بضرورة مسح الأماكن التي وجد فيها الخطيب منذ ساعة اعتقاله، والكشف على جميع من وجد فيها، وتعقيمها.

وقالت شقيقة المعتقل، فاطمة الخطيب،: "اكتشفنا أن أحمد مصاب بالليشمانيا الحشوية، وإذا لم يتم علاجه قد يتوفى، ومن الوارد جدا أن تكون الحشرة التي أصابته بالمرض، قد أصابت شخصا آخر في المنطقة، سواء من المساجين، أو المشرفين".

ومن العوامل الأخرى لظهور المرض، بحسب منظمة الصحة العالمية، سوء التغذية وتنقل السكان من بيئة جغرافية إلى أخرى، وهو ما أدى لظهور المرض بين النازحين من العراق وسوريا.

وتراجع مستوى الرعاية الصحية في سوريا، ولا سيما الوقائية منها، بعد مرور ست سنوات على الأحداث الدامية في البلاد، فيما يعد مرض اللشمانيا أبرز الأمراض الجلدية التي تعاني منها المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.

اقرأ أيضا: مطالبات بمسح طبي شامل للسجون المصرية بعد انتشار الأمراض
اقرأ أيضا: اللشمانيا يفتك بأهالي الحسكة في سوريا

ويقول الناشط الإعلامي "أبو علي" من الحسكة: "منع النظام الأطباء في مناطق سيطرته من معالجة المرضى في المناطق الخارجة عن سيطرته، ناهيك عن ندرة أطباء الجلدية، وفقدان الأدوية، وغلاء العلاج إن وجد".

ولجأ الأهالي للطرق البدائية البسيطة لتجنب الليشمانيا أمام غياب اللقاحات أو عمليات الرش بالمبيدات.

ويقول أبو رامي من أهالي الحسكة، لـ"عربي21": "نجبر الأولاد على لبس الثياب بأكمام طويلة، ونستخدم الناموسية في أثناء النوم، حيث تنشط ذبابة الرمل من الغروب إلى الشروق".

من جانبه، يوضح الطبيب حسن الحمود، من ريف حلب الشرقي لـ"عربي21"، أن "مرض اللشمانيا لا يقتصر أثر اللشمانيا على التشوهات الجلدية، فهناك ليشمانيا تصيب الأعضاء الداخلية، كالكبد ونخاع العظم والطحال.. قد يحصل للمريض تضخم بالكبد، وبالغدد اللمفاوية"، كما يقول الطبيب الحمود.

وتأثرا بالأزمة السورية، ظهرت بعض حالات الليشمانيا بين العراقيين، فمع بداية الأزمة في 2011 أبلغ عن 2978 حالة ليشمانيا، وفي 2012 عن 2466 حالة.

كما سجلت عشرات الحالات بين النازحين العراقيين في مخيم الهول جنوب شرق مدينة الحسكة السورية.

ونزح آلاف العراقيين مع بدء المعارك في الموصل إلى الداخل السوري.

وقالت تقارير الأمم المتحدة نهاية العام الماضي، إن معركة استعادة السيطرة على مدينة الموصل العراقية أدت إلى نزوح المدنيين بالمناطق الريفية المحيطة بالمدينة إلى محافظات الرقة ودير الزور والحسكة السورية.

ولمكافحة المرض أدرجت منظمة الصحة العالمية بعض الأمور التي يجب مراعاتها، من قبيل الكشف المبكر والتدبير العلاجي الفعال للحالات، إلى جانب مكافحة النواقل تساعد على الحد من انتقال هذا المرض أو إيقافه عن طريق مكافحة ذباب الرمل، والرصد الفعال للمرض.