حول العالم

30 ثانية حكمت على الديناصورات بالانقراض (صور+ فيديو)

ديناصورات
نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية تقريرا للصحافية ليز دنفي، حول وثائقي جديد أعدته شبكة "بي بي سي"، ستقوم ببثه هذه الليلة الساعة التاسعة مساء.

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الوثائقي سيطرح آخر ما توصل إليه العلماء، من أن توقيت ارتطام الكويكب بالأرض كان مهما، لدرجة أنه لو تأخر 30 ثانية، أو تقدم 30 ثانية، فلربما تغير مجرى التاريخ، ونجت الديناصورت من الانقراض، ولو حصل ذلك فربما لم يكن للإنسان أن يصبح هو الكائن المسيطر على الأرض.

وتذكر ديفي أن الكويكب ضرب الأرض قبل 66 مليون عام، على بعد 24 ميلا من شبه جزيرة يوكاتان في المكسيك؛ متسببا بحفرة عرضها 111 ميلا وعمقها 20 ميلا، مشيرة إلى أن العلماء الذين نقبوا في الحفرة وجدوا أن الصخور غنية بالمركبات الكبريتية.

وتبين الصحيفة أن ارتطام الكويكب تسبب بتبخير ذلك الصخر، مطلقا غمامة من الغبار، شبيهة بتلك التي تطلقها البراكين الثائرة، وتسببت تلك الغمامة بحجب أشعة الشمس، ما تسبب بهبوط في حرارة الكرة الأرضية إلى ما تحت الصفر لعقد من الزمان، بشكل أدى إلى القضاء على معظم أشكال الحياة.

ويلفت التقرير إلى أن تلك الديناصورات لم تقتلها الأبخرة والصخور المنصهرة، التي تتساقط من السماء، ولا إعصارات التسونامي، بل ماتت من الجوع بسبب نفاد الطعام.

وتقول الكاتبة إنه لو أن الكويكب، الذي يقدر قطره بتسعة أميال، الذي كان يسير بسرعة تقدر بـ40 ألف ميل في الساعة، وصل قبل ذلك بعدة ثوان، أو بعد وصوله، فإنه ربما سقط في المياه العميقة للمحيط الأطلسي أو الهادئ، ولأدى ذلك إلى تبخير معظم مياه المحيط، متسببا بأضرار أخف بكثير، مستدركة بأن ما حصل هو أن أثر الكويكب الصغير نسبيا تم تضخيمه إلى مستويات كارثية.

وتنقل الصحيفة عن أستاذ الفيزياء الجيولوجية في جامعة تكساس في أوستن شون غوليك، الذي نظم عملية الحفر مع البروفيسورة جوانا مورغان من جامعة أمبيريال في لندن، قوله: "إن الكويكب ضرب الأرض في منطقة حساسة"، فيما قالت مورغان إن الأبحاث تشير إلى أن ارتطام الكويكب تسبب بقذف 100 مليار طن من الكبريت في الفضاء، وأضافت أن "هذا الكم كاف لإبقاء الأرض باردة لمدة عقد، ولإزالة معظم أشكال الحياة".

ويفيد التقرير بأن تأثير الكويكب كان كبيرا جدا، حتى أن الانفجار تسبب بانقراض ثلاثة أرباع مظاهر الحياة على الأرض، بما في ذلك معظم الديناصورات، مستدركا بأن هذا الحدث "الصدفة" أعطى الثدييات الصغيرة -وفي المحصلة الإنسان- فرصة للازدهار.

وتبين الكاتبة أنه لو أن الكويكب ضرب الأرض قبل أو بعد ثوان، فإنه كان سيقع في المحيط، متسببا بتبخر "صخري" أقل، وربما سمح ذلك بنجاة الديناصورات، كما يعتقد العلماء اليوم.

وتنوه الصحيفة إلى أن مورغان شاركت غوليك، في قيادة دراسة واسعة لآثار الكويكب الذي غير مجرى الحياة على الأرض، مشيرة إلى أنه سيتم الكشف عن نتائج هذه الدراسة في وثائقي على قناة "بي بي سي" الثانية، اسمه "اليوم الذي ماتت فيه الديناصورات"، وسيعرض الساعة التاسعة من هذه الليلة، وتقدمه البروفيسورة أليس روبرتس وبن غارود.

وبحسب التقرير، فإن الباحثين قاموا بالحفر في حفرة تشيكسولوب في خليج المكسيك، في مكان سقوط الكويكب، حيث وفر هذا البحث رؤية لكيفية مساعدة هذه التأثيرات في تشكيل الكواكب، وربما توفير الأجواء المناسبة لحياة مختلفة، بالإضافة إلى أنه وفر فهما لكيفية تأثير الصدمات العنيفة للكويكبات على سطح الكوكب وكأنه سائل، لافتا إلى أن التحليلات العلمية السابقة أشارت إلى أن تلك التأثيرات تغير من شكل السطح بإذابة الصخور المحيطة.

وقال البروفيسور غوليك إن ارتطام الكويكب بالأرض في ذلك المكان، الذي يحتوي على صخور غنية بالكبريت تسبب بإطلاق غمامة عاكسة لضوء الشمس في الهواء، وأضاف أن جزيئات الكبريت تعكس الضوء، مظللة الأرض من الشمس، ومتسببة بتبريد الأرض إلى درجة منعت نمو النباتات، وبالمحصلة قطع الإمدادات الغذائية، ما أدى إلى تراجع أعداد الديناصورات وموتها، بصفتها الحيوانات التي كانت المسيطرة على الأرض لمدة 150 مليون عام، وفق التقرير.

وتورد ديفي نقلا عن البروفيسورة مورغان، قولها إن العينات تشير إلى أن أكثر من 100 مليار طن من الكبريتات قذفت في الجو، بالإضافة إلى الدخان المتصاعد من النيران المختلفة التي تبعت ذلك، وقالت مورغان لصحيفة "التايمز" إن "ذلك كان كافيا لتبريد الأرض لمدة عقد، والقضاء على معظم مظاهر الحياة".

وتختم "ديلي ميل" تقريرها بالإشارة إلى أن "هذا اليوم الأسود للديناصورات، هو الذي وفر الفرصة للثدييات، وفي المحصلة البشر، للتطور".