ملفات وتقارير

اتهامات لعباس بمحاربة البرغوثي وزوجته تعتصم بضريح عرفات

البرغوثي لجأت إلى قبر عرفات بعد ان اتهمت أطرافا في فتح بمحاربة إضراب زوجها - ناشطون
يدخل إضراب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي مرحلة جديدة بعد الإعلان عن إدخال العشرات منهم إلى المشافي الإسرائيلية للعلاج، إثر تدهور أوضاعهم الصحية جراء الإضراب المستمر لليوم الـ36 على التوالي.

ونقل موقع "والا" الإسرائيلي عن مصادر طبية إسرائيلية قولها إن 70 أسيرا مضربا نقلوا للعلاج في مستشفيات "أساف هروفيه، فوفسون، هعيمك، سووركا، برزيلاي"، مضيفا أن "ترتيبات أعدت لاستيعاب الأسرى بالمستشفيات ليستمر نقل أسرى مضربين للمستشفيات وذلك في ظل تواصل تدهور حالتهم الصحية".

يأتي ذلك بينما قال مكتب إعلام الأسرى إن سلطات الاحتلال "تفرض تعتيما شديدا على أخبار وأوضاع الأسرى المضربين عن الطعام، بمنع المحامين والأهالي من زيارتهم، بهدف عزلهم عن العالم الخارجي والاستفراد بهم، والتأثير على معنوياتهم".


وقال المكتب في بيان صحفي –وصل "عربي21" نسخة عنه- إن الاحتلال يمنع منذ اليوم الأول للإضراب، المحامين من زيارة الأسرى المضربين، رغم القرار الذي صدر من محكمة الاحتلال، والذي يؤكد عدم قانونية منع المحامين من زيارة موكليهم.

وأضاف: "لا تزال مخابرات الاحتلال تصر على عدم السماح للمحامين بالزيارة إلا لأعداد قليلة جدا لا تتجاوز الأربعين أسيرا، وذلك لفرض مزيد من العزل والحصار عليهم، لإخضاعهم".

عند ضريح عرفات

على صعيد متصل، قررت عضو المجلس الثوري لحركة فتح والمحامية فدوى البرغوثي الاعتصام داخل ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات تضامنا مع زوجها مروان البرغوثي إلى وحتى تحقيق مطالب الأسرى وانتهاء الإضراب.


وأظهرت صور تداولها ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي البرغوثي وهي تجلس بجانب الضريح وفي يدها صورة للرئيس الراحل ياسر عرفات وهو يحمل صورة للبرغوثي.

وكانت البرغوثي اتهمت في أكثر من مناسبة، أطرافا في حركة فتح والسلطة الفلسطينية بالعمل على إحباط إضراب الأسرى من خلال ما قالت إنه "نشر وتبنّي الروايات الإسرائيلية ضد الأسرى المضربين، وإجراء تحركات واتصالات مع الاحتلال للضغط على الأسرى المضربين لفك إضرابهم".


ضربة سياسية للبرغوثي

وفي هذا السياق، يقول مصدر فلسطيني قريب من إضراب الأسرى إن "الخلاف داخل فتح يلقي بظلاله على الإضراب، حيث لا يخفى على أحد أن تيار مروان البرغوثي في الحركة والسجون لا يتمتع بعلاقة طيبة مع الرئيس أبو مازن، وهو أمر تستغله إسرائيل بشكل قذر".

ويضيف المصدر في حديث لـ"عربي21" -طالبا عدم الكشف عن هويته-: "يبدو أن الرئيس عباس يريد توجيه ضربة سياسية للبرغوثي، لذلك كلف بعض المسؤولين في فتح مثل حسين الشيخ وماجد فرج ليتجاوزا قيادة الإضراب وبالتالي العمل على إحباطه".

ويعبر المصدر عن أسفه عند الحديث عن معلومات تشير إلى أن أوامر صدرت بإزالة خيمة التضامن مع الأسرى من ساحة كنيسة المهد في بيت لحم حيث سيتوجه الرئيس الأمريكي دونالد ترام إلى هناك، وأوضح: "مؤسف أن يحصل هذا، بينما نرى كيف أثار الرئيس الإسرائيلي قضية الجنود الأسرى لدى المقاومة في غزة".

اقرأ أيضا: إضراب شامل بفلسطين نصرة للأسرى.. وتعتيم إسرائيلي

خطوات إستراتيجية 

من جهة أخرى، أكد المتحدث باسم مكتب إعلام الأسرى في الضفة الغربية ضرار الحروب في حديث لـ"عربي21" أن قيادة الإضراب في سجون الاحتلال "تجهز لخطوات إستراتيجية، تجبر إدارة سجون الاحتلال على التعامل مع ملف الإضراب بعدم الاستخفاف".

وأضاف الحروب أن "الأسرى متمسكون بمطالبهم المحقة، ومستمرون في إضرابهم رغم الإشاعات التي ينشرها لضرب الإضراب والتأثير على سيره"، موضحا أن الاحتلال "ينشر الإشاعات بأن هناك بديلا لقيادة الإضراب".

ويدعو الحروب الشارع الفلسطيني بالضفة الغربية للانتفاض بوجه الاحتلال لأن ذلك "سيقصر من أمد المعركة الأسطورية التي يخوضها الأسرى اليوم"، نافيا في الوقت ذاته وجود مفاوضات بين قيادة الأسرى وسلطات الاحتلال.

وأضاف أن حكومة الاحتلال "أعطت ملف المفاوضات للشاباك وجهاته الأمنية، وهي حتى اللحظة تحاول تجاوز قيادة الإضراب وتشيع أن مفاوضات تجري مع الأسرى، وهذا غير صحيح، لكننا نسمع بين الحين والآخر أن هناك اجتماعات تحصل بين مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين مما يوحي أن هناك مفاوضات تجري حقا".

"بيان مزور"

وكان متحدث باسم الحكومة الفلسطينية نفى صحة تعميم صادر عن وزارة الداخلية وموقع باسم رئيس الوزراء رامي الحمد الله يوجه فيه الأجهزة الأمنية بوقف الفعاليات الخاصة بالأسرى في بيت لحم ورام الله تزامنا مع زيارة ترامب.

وتداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي بيانا –لم تستطع "عربي21" التأكد من صحته – يفيد بأن الحمد لله يطالب الأجهزة الأمنية بإزالة الفعاليات الخاصة بالتضامن مع الأسرى لتأمين الممرات المؤيدة للأماكن التي ينوي ترامب زيارتها.
هذا ويخوض أكثر من 1500 أسير فلسطيني إضرابا في سجون الاحتلال منذ منتصف نيسان/أبريل الماضي للمطالبة بسلسلة من الحقوق في مقدمتها إنهاء حالة العزل الانفرادي وسياسة السجن الإداري.