ملفات وتقارير

مؤشرات على توجه خليجي لدعم قيام دولة كردية "نكاية بتركيا"

نساء كرديات يتظاهرن مطالبات بقيام دولة كردية مستقلة- أ ف ب
ظهرت مؤشرات في ظل الأزمة الخليجية الحالية تثير شكوكا ومخاوف من اتجاه خليجي لدعم قيام دولة كردية مستقلة، بعد حرب الاصطفاف بين جانبي أزمة قطر، بين فريق مؤيد لمقاطعة الدوحة وآخر رافض لها. 

وكانت تركيا وإيران أعلنتا موقفا معارضا لحملة المقاطعة التي قادتها السعودية والإمارات ضد قطر، وقامتا بإرسال مواد غذائية للدولة المحاصرة اقتصاديا وسياسيا، وزادت أنقرة أن بعثت بمزيد من قواتها إلى الدوحة، وزادت من تواجدها العسكري هناك.

ولطالما اختارت أمريكا اللعب بالورقة الكردية لتستطيع مواصلة سياساتها في سوريا والعراق أمام تركيا وإيران، إذ يحظى الأكراد اليوم بدعم أمريكي بارز، ما يعزز مطامحهم في قيام دولتهم الحلم، بحسب محللين.

وأوضح الناشط الكردي المعارض مصطفى عكو، لـ"عربي21" أن أمريكا تستخدم الورقة الكردية لإجبار دول مثل تركيا والعراق على تعديل سلوكها، إذ إن الدولة الكردية تعد ملفا فائق الحساسية بالنسبة لأنقرة والحكومة العراقية وحتى طهران. 

وقال إن هذه الورقة الكردية قد تجعل بعض الجهات في الخليج تظن بأن استخدامها أيضا قد يمنحها قدرة الضغط على هذه الدول، لا سيما تركيا.

وأضاف أنه لا يمكن التأكد من صحة دعم خليجي لهذا التوجه بقيام دولة كردية، ولكن ربما هي تتجه فعلا إلى استغلال الورقة الكردية لتحقيق ضغط إعلامي ما على تركيا، والتلويح بسياسة عقابية جراء موقفها من دعم قطر في عزلتها المفروضة عربيا. 

وأكد أن هذا التوجه الخليجي إن وجد، لن يتجاوز كونه ضغطا إعلاميا للتنكيل بخصوم دول الخليج، وفق قوله.

وتناقل نشطاء على "تويتر" ظهور حملة في السعودية تدعم دولة كردية موحدة، مشيرين إلى تغريدة لصحفي سعودي يدعى سطام الثقيل، يدعو فيها إلى دعم قيام دولة للأكراد. 

وقال الصحفي الذي وصفه مغردون بأنه "مقرب من دائرة القرار في السعودية": "يجب علينا كشعوب عربية ومسلمة دعم أحفاد صلاح الدين لتحقيق حلمهم في إنشاء دولتهم المستقلة".


وما يعزز هذه المخاوف أيضا، ظهور ميول جديدة في الإعلام السعودي في الآونة الأخيرة، إلى استضافة قيادات كردية، لا سيما بعد وقوف تركيا إلى جانب قطر في الأزمة الخليجية.

وكان آخر لقاء لشخصية كردية في جريدة الرياض السعودية التي التقت مسؤولة كردية في الإدارة الذاتية، وقدمتها بصفة "رئيسة سورية الديمقراطية"، وذلك الخميس الماضي.

وفي وقت سابق، كشف خبير في الشأن التركي لـ"عربي21"، أن قطر سلمت وثائق استخباراتية للسلطات التركية، تؤكد دعم دول خليجية لحزب اتحاد العمال الكردستاني "PKK"، المصنف على لوائح الإرهاب التركية، وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي "PYD"، الذي يعدّ بمثابة الفرع السوري للأول.

ونسب ناصر تركماني لمصادر تركية خاصة أنه من "من الواضح أن دولا خليجية تتجه لزيادة دعمها لأكراد سوريا، على خلفية موقف تركيا الداعم للجانب القطري في الأزمة الخليجية الأخيرة"، وفق قوله.

واعتبر تركماني أن بعض الأطراف الخليجية تحاول توصيل رسائل لتركيا، مفادها "أننا سندعم الأكراد ردا على وقوفكم إلى جانب قطر".

اقرأ أيضا: ما حقيقة سعي دول خليجية لدعم العمال الكردستاني ضد تركيا؟

اقرأ أيضا: هل تصبح تركيا بدائرة الاستهداف بسبب موقفها من أزمة قطر؟

والخريطة التي يجري تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي، تدعو العرب في الخليج للوقوف مع قيام دولة كردية تشمل أراض واسعة تركية وسورية وعراقية وإيرانية.

وتأتي هذه المؤشرات في وقت حساس، إذ تتصاعد فيه المطالب الكردية بدولة مستقلة، وإعلان رئاسة كردستان العراق الأسبوع الماضي إجراء استفتاء حول الاستقلال في 25 أيلول/ سبتمبر المقبل، رغم معارضة بغداد.

من جانبه، قال عضو البرلمان العراقي عن الاتحاد الإسلامي الكردستاني، مثنى أمين، لـ"عربي21"، إنه لم يسمع عن تأييد خليجي حول قيام دولة كردية موحدة، مشيرا إلى أن "الحديث الآن ليس عن قيام دولة موحدة، بل استفتاء لمعرفة آراء الشعب الكردستاني إن كانوا يريدون أن يبقوا داخل إطار دولة العراق أو أن ينفصلوا، وهم من سيقرروا مصيرهم في هذا الشأن وليس أحدا غيرهم".

وشدد على أن "هذا الأمر لا يعني قيام دولة موحدة تشمل سوريا وتركيا وإيران، هذا ليس واردا، بل الأمر فقط  أن الإقليم في العراق يريد تقرير مصيره بنفسه".

ولفت إلى أن التصريحات الموجودة بالنسبة لدول الخليج وباقي دول العالم تعد محايدة فهي ليست مؤيدة ولا معارضة، وهذا أمر داخلي، ويفترض على الجميع أن يحترم ذلك.

يشار إلى أن الحكومة العراقية وتركيا وإيران أعلنوا معارضتهم لإجراء الاستفتاء حول استقلال كردستان العراق.

ووصفت تركيا التي تعارض أي شكل من أشكال الاستقلال الكردي، رغبة كردستان العراق في إجراء هذا الاستفتاء، بـ"الخطأ الفادح".

وأعربت إيران أيضا عن قلقها من الميول الانفصالية لدى أقليتها الكردية. وتحصل في الواقع صدامات متفرقة بين قواتها الأمنية ومتمردين أكراد في إيران تقع قواعدهم الخلفية في العراق.

اقرأ أيضا: بعد تركيا.. إيران تعلن رفضها استفتاء أكراد العراق