صحافة دولية

لاجئ سوري فر من نيران الأسد ليقضي بلهيب حريق بلندن

لاجئ سوري قضى بحريق برج لندن محمد الحاج علي
بعد أن فر من نيران قوات بشار الأسد في سوريا متطلعا إلى حياة أفضل في بريطانيا، لقي محمد الحاج علي مصرعه من نيران برج "جرينفل" في لندن، وتم تسميته رسميا كأول ضحية للحادثة المأساوية التي وقعت في بناية تقطنها غالبية من العرب والمهاجرين والفقراء.

وتروي صحيفة "تيليغراف" تفاصيل الحادث قائلة إن "محمد كان يدرس الهندسة في جامعة غرب لندن، وفي لحظة الحريق انفصل عن أخيه الأكبر عمر في سلالم البناية، وحاول كل منهما النجاة، لينجح بذلك عمر، بينما فشل في ذلك محمد ليختفي خلف الدخان الكثيف".

وأضافت: "اضطر محمد للرجوع وحيدا إلى شقته في الطابق 14، وبقي هناك لنحو ساعتين. أجرى اتصالات مع أصدقائه وعائلته في سوريا قبل أن يرسل لهم رسالة أخيرة: "النار  وصلت إلي.. وداعا"".

الأخ الأكبر لمحمد، عمر يتعافى الآن من آثار استنشاقه للدخان في المستشفى، بينما فقد أخوه محمد في فوضى الحريق.

وتنقل الصحيفة عن عبد العزيز الماشي، وهو صديق للأسرة ومؤسس حملة التضامن من أجل سوريا التي تتخذ من المملكة المتحدة مقرا لها، قوله إن محمد بقي محتجزا في الطابق ال1ت4 في حين لم يكن بعد رجال الإطفاء قد تجاوزا الطابق الـ13.

وأضاف: "كنت أنا وعمر ومحمد نخطط لقضاء عطلة العيد معا.. لكن الآن.. من الصعب تصديق ما حدث، وأن محمد ليس بيننا".

وبقيت الجالية السورية مستيقظة طوال ليلة الأربعاء قلقة تدعو وتبحث عن محمد.
 
وكتب أحد السورين على صفحته عبر "فيسبوك" منشورا تضامنيا: "لقد نجا من الموت من سوريا، وجاء إلى المملكة المتحدة لإيجاد حياة جديدة، ولكن الله خطط أكبر له".
 
وقالت المنظمة: "كان يحلم بالعودة يوما إلى الوطن من أجل إعادة بناء سوريا“.

بدورها عبرت جامعة “وست لندن” في بيان لها عن صدمتها وحزنها " لتقلي خبر وفاة أحد طلابنا”.
 
وأضافت المنظمة أن محمد جاء إلى بريطانيا من أجل ضمان أمنه، لكن الدولة هنا فشلت في حمايته“، مشيرة إلى أن محمد فرّ مع عائلته من مدينة درعا السورية وحصل على لجوء في بريطانيا قبل ثلاث سنوات.

وقال ضابط كبير بالشرطة البريطانية الجمعة إن عدد قتلى الحريق ارتفع إلى 30 على الأقل وإن الشرطة تبحث ما إذا كانت هناك جريمة وراءه.

وقال القائد ستيوارت كاندي: "نعلم أن 30 على الأقل قتلوا نتيجة الحريق"، مضيفا أن من المتوقع أن يرتفع العدد.

وأضاف أن 24 شخصا ما زالوا في المستشفى بينما هناك 12 في الرعاية المركزة.