ملفات وتقارير

"عملية الأقصى" تفاجئ إسرائيل.. وتخيم على مستقبل القدس

تذرعت سلطات الاحتلال بالاشتباك لإغلاق الأقصى - الأناضول
اتفق محللون فلسطينيون؛ على أن عملية الأقصى "فاجأت" الاحتلال الإسرائيلي، ومثلت اختراقا أمنيا كبيرا.

واستشهد صباح الجمعة؛ ثلاثة شبان فلسطينيين من فلسطين المحتلة عام 1948، وقتل جنديان إسرائيليان، في اشتباك مسلح وقع قرب باب الأسباط المؤدي للمسجد الأقصى المبارك.

وانتهزت الحكومة الإسرائيلية العلمية، وقامت بإغلاق المسجد الأقصى ومنع الفلسطينيين من أداء صلاة الجمعة فيه، للمرة الأولى منذ عام 1969 (حريق الأقصى)، وهو ما تسبب بحالة غليان كبيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

"شرارة"

وأكد الخبير الفلسطيني في الشأن الإسرائيلي، أنطوان شلحت، أن عملية الأقصى التي نفذت في قلب مدينة القدس؛ "فاجأت إسرائيل، خاصة وأنها وقعت بعد فترة من الهدوء طويلة نسبيا، جعلت بعض المحللين يعتقدون بأن الهبة (الانتفاضة الثالثة) الشعبية الفلسطينية، قد أفلت وانتهت".

وأشار في حديثه لـ"عربي21"؛ إلى أن "بعض التحليلات والتقديرات ذهبت إلى أن السياسة التي اتبعتها إسرائيل نجحت في وضع حد لهذه الهبة، وخاصة في مدينة القدس التي انطلقت منها شرارته الأولى"، مضيفا: "حتى أن الكثير من التقديرات الإسرائيلية وقتها، أكدت أن القدس فاجأتنا"، كما قال.

وأوضح شلحت، أنه "لم يكن في حسابات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وسلطات الاحتلال، أن تكون القدس هي الرائدة في هذه الهبة"، مضيفا: "عودة الهبة إلى القدس وارتباطها بالحرم القدسي؛ لا شك أنها مفاجئة".

اختراق

ونوه الخبير في الشأن الإسرائيلي، إلى أنه "من السابق لأونه الحديث عن دخول العلاقة ما بين الاحتلال والفلسطينيين مرحلة جديدة؛ لأن الأمر يتوقف على عامل المستقبل وتوفر تفاصيل كافية".

وحول اختيار منفذي العملية الذين يحملون الهوية الإسرائيلي لمدينة القدس المحتلة، قال: "من الواضح أن إسرائيل لم تقدم أي تنازل فيما يخص مدينة القدس المحتلة"، مؤكدا أن "البعد الديني يؤدي دورا خاصا ومتميزا في كل يجري بخصوص الهبة الشعبية الأخيرة"، وفق قوله.

من جانبه، أكد المحلل السياسي هاني البسوس، أن عملية الأقصى "خطيرة وتمثل اختراقا وتحديا أمنيا كبيرا لجيش الاحتلال"، مرجعا ذلك إلى أن منفذي العملية "الذي يحملون الهوية الإسرائيلية؛ اختاروا القدس والمسجد الأقصى لتنفيذ عمليتهم".

وأوضح لـ"عربي21"؛ أن العملية "جاءت في الوقت الذي اعتقدت فيه قوات الاحتلال، أنها قادرة على فرض نفوذها وقوتها على المسجد الأقصى ومدينة القدس"، مضيفا: "تؤكد العملية أن مقاومة الاحتلال ما زالت قائمة ولم تتوقف"، وفق تقديره.

عمل منظم

وتوقع البسوس أن "تشدد إسرائيل من إجراءاتها القمعية الانتقامية، وتضع قيودا على المصلين في المسجد الأقصى من الآن فصاعدا"، موضحا أن "العقوبات والإجراءات القمعية الإسرائيلية ستطال أهل القدس بشكل أكبر، وسكان الضفة وغزة بأقل حدة".

تداعيات خطيرة

وفي قراءته لعملية الأقصى، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، ناجي شراب: "لا شك أنها حادثة كبيرة جدا وغير متوقعة، خصوصا وأنها وقعت في القدس وباحات الأقصى".

وأكد لـ"عربي21"، أن لعملية الأقصى "تداعيات سياسية خطيرة جدا؛ سواء ما قامت وستقوم به سلطات الاحتلال"، مضيفا: "لقد دخلنا في مرحلة العنف المسلح والتي تمتد إلى القدس ذاتها، وهذا قد يشكل مؤشرا خطيرا على مزيد من المواجهة بين الفلسطينيين أصحاب الأرض والاحتلال الإسرائيلي"، على حد قوله.

وأوضح شراب، أن "القدس وحدها تكفي لإشعال ليس فقط انتفاضة بل انتفاضات كثيرة"، مرجحا أن عملية القدس "ستقود للمزيد من العمليات العسكرية والمواجهة المسلحة مع قوات الاحتلال".

وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن هذه العملية "ليست عملا فرديا؛ وهو عملية يقف خلفها تخطيط منظم، وسيكون لها تداعيات كبيرة، لأنها ليست حدثا عاديا"، مضيفا: "من يقوم بهذا العمل، بكل تأكيد لديه رؤية لما بعدها، وهنا تصبح الخيارات مفتوحة"، كما قال.