سياسة عربية

صحيفة إيطالية: روسيا تدفع بآلاف المرتزقة إلى سوريا

روسيا استعانت بشركة لتأمين قوات المرتزقة- ا ف ب
نشرت صحيفة "لي أوكي ديلا غويرا" الإيطالية، تقريراً تحدثت فيه عن القرارات الجديدة التي اتخذتها روسيا فيما يتعلق ببسط المزيد من النفوذ على مناطق تخفيف التصعيد في سوريا؛ تشمل إرسال قوات مسلحة روسية بهدف الحفاظ على الأمن في مختلف هذه المناطق، وخاصةً الحدودية منها.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن روسيا تسعى إلى فرض المزيد من السيطرة على المناطق التي تسلمت زمام إدارتها بموجب محادثات أستانة، ومن هذا المنطلق، تؤمن موسكو أن دورها اليوم لا يجب أن يقتصر على القضاء على تنظيم الدولة ودعم النظام السوري.

وأفادت الصحيفة أن روسيا تعتزم التكفل بمهام الشرطة العسكرية في سوريا، وخاصةً في مناطق تخفيف التصعيد. وفي الأثناء، تضمنت قراراتها الجديدة أمرا بإرسال بعض من قوات المرتزقة الروس للتكفل بهذه المهام.

وأشارت الصحيفة إلى أن مهمة قوات المرتزقة الروس ستشمل المحافظة على النظام العام في المنطقة، إداريا وعسكريا. ويأتي ذلك في إطار المساعي الرامية لمنع التصادم بين مختلف القوات في العديد من المناطق، وخاصةً الحدودية منها. فعلى سبيل المثال، سيعمل المرتزقة الروس على ضمان وقف إطلاق النار بين القوات المتناحرة في منطقة الجولان، فضلاً عن مجابهة أي اشتباك محتمل من شأنه تصعيد حدة التوتر والتسبب في اندلاع صراع جديد بين القوات الإسرائيلية والسورية وقوات حزب الله.

ومن المثير للاهتمام  أن روسيا قد أكدت على أن مثل هذه المهام لا ينبغي أن تسند إلى قوات عسكرية عادية. وبالتالي، أرسلت موسكو في طلب فرق المرتزقة الروس حتى تكون خير ضامن للأمن على الأراضي السورية، وذلك وفقاً لما أوردته مصادر الاستخبارات الإسرائيلية ووكالات الأنباء المحلية، التي أكدت صحة هذه المعلومات منذ فترة.

وفي هذا الصدد، عمدت روسيا إلى الاستعانة بشركة "فاغنر" للعمليات العسكرية السرية لتؤمن قوات المرتزقة الضرورية، في خطوة مماثلة للولايات المتحدة الأمريكية، التي وظفت بدورها شركة "بلاك ووتر" في حربها ضد العراق.
 
وذكرت الصحيفة أن روسيا قد أمرت، في البداية، بإرسال ما يربو عن ثلاثة آلاف مقاتل من المرتزقة، الذين يتمركزون في الوقت الراهن على أرض الميدان في سوريا، إلى جانب القوات الروسية، وذلك حتى يشاركوا في مختلف مراحل الصراع السوري. ووفقاً لمصادر الاستخبارات الإسرائيلية ووكالات الأنباء المحلية، تعتزم موسكو زيادة عدد جنودها في سوريا، علما وأنه وخلال الأسابيع القليلة الماضية، شهدت المنطقة وصول دفعة جديدة من الجنود، تضمنت حوالي ألفي مقاتل روسي. ومن المرتقب أن تضمن هذه القوات لروسيا السيطرة الشاملة لمناطق تخفيف التصعيد، وذلك بالتعاون مع القوات النظامية.
 
وأوردت الصحيفة أن معظم المقاتلين التابعين لشركة فاغنر الأمنية الروسية، كانوا فيما مضى يعملون في صفوف القوات المسلحة الروسية البرية والبحرية والجوية، بما في ذلك القوات الخاصة. بالإضافة إلى ذلك، كان لهؤلاء المقاتلين، الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و50 سنة، تجربة موسعة في الحرب ضد أوكرانيا.
 
وتجدر الإشارة إلى أن معظم القوات المنتشرة على الحدود السورية المتاخمة للأردن وإسرائيل تضم في الواقع عناصر قدموا من إنغوشيا وداغستان، علما وأنهم ينتمون إلى الطائفة المسلمة هناك. وقد تعمدت روسيا توزيعهم في هذه المناطق لأجل تعزيز قدرتها على التواصل مع القوات المحلية.

من جهتها، لم تكن إسرائيل راضية على هذا القرار، وذلك نظرا لأنها تخشى من وجود قوات المرتزقة على حدودها الشمالية.
 
وأكدت  الصحيفة، في حديثها عن شركة "فاغنر"، أن حقيقة هذه الشركة لا تزال غامضة في حين تحوم حولها العديد من الشكوك. وعلى الرغم من المعلومات التي تفيد أن مقر هذه الشركة يوجد في قاعدة عسكرية في منطقة كراسنودار، حيث يتم تدريب المقاتلين، إلا أنه، وفي الواقع، لا توجد شركة تحمل هذا الاسم على الأراضي الروسية.
 
وأضافت الصحيفة أن مكتب هذه الشركة يقع في الأرجنتين، في حين لا تزال حقيقة التمويلات التي تتلقاها محط العديد من التساؤلات. وفي الأثناء، تنفق هذه الشركة ما يربو عن 1100 دولار لتسديد الرواتب الشهرية للمتدربين، حيث يتقاضى المقاتلون حوالي 3000 دولار في حين يتلقى الضباط 5000 دولار.

بالإضافة إلى ذلك، توحي المعدات والمركبات المدرعة، فضلاً عن الأنظمة الصاروخية الحديثة التي تمتلكها هذه الشركة، بأن جملة من الموارد المالية الكبيرة تصب في ميزانيتها.
 
وفي الختام، ذكرت الصحيفة أن لغز هذه الشركة لم يحل بعد. وفي حين تشير المعلومات إلى أن الملازم السابق في الجيش الروسي، ديمتري أوتكين، يترأس هذه الشركة، إلا أنه من المرجح أن هذا الاسم مجرد واجهة، للتستر على الرئيس الحقيقي لهذه الشركة.

وبغض النظر عن هذه المعطيات، يمكن الجزم بأن هذه الشركة قد نجحت في إنشاء علاقة وطيدة مع روسيا، بادر بوتين باستغلالها في صلب الصراعات التي تخوضها دولته.