سياسة عربية

هكذا قتلت شرطة الاحتلال جريحا فلسطينيا بالمستشفى (شاهد)

أجمعت شهادات من داخل المستشفى على تسبب الشرطة في مقتل الشاب- أ ف ب
كشفت منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية الناشطة في مجال حقوق الإنسان، كيف اقتحمت الشرطة الإسرائيلية مستشفى المقاصد بالقدس المحتلة، لاعتقال شاب فلسطيني حالته حرجة، وهو ما تسبب في تدهور حالته الصحية ووفاته.

وقالت "بتسيلم"، في تحقيق نشرته على موقعها على الإنترنت"، إن "قوّة كبيرة من الشرطة وحرس الحدود قد دخلت بهو قسم الاستقبال وقسم الطوارئ في الطابق الأرضي، عند مدخل المستشفى. أفراد من الطاقم الطبيّ وأشخاص آخرون كانوا في المكان حاولوا أن يُدخلوا الشابّ المصاب محمد أبو غنّام إلى المصعد، وهو ممدّد على السرير وموصول بأنابيب تزويد الأوكسجين والدم، وذلك بهدف نقله إلى غرفة العمليات في الطابق الثاني".

وتابعت المنظمة الإسرائيلية: "حاول عناصر الشرطة اختطاف السرير بالقوّة واعتدوا على أفراد الطاقم الطبيّ وفيهم ممرضان وممرضة متطوعة وطبيب وآخرون، أثناء ذلك لاحظ الأطباء تدهورا في حالة أبو غنّام وأدخلوه إلى غرفة الأشعة المجاورة للمصعد حيث حاولوا هناك إحياءه. فشلت محاولة الأطباء فاضطرّوا إلى الإعلان عن وفاته. عند هذه المرحلة، أخذ شبّان جثته، أخرجوها من المستشفى عبر السّور، ونقلوها إلى الدفن، ليمنعوا عناصر الشرطة من أخذها".

ووقعت هذه الحادثة في 21 تموز/ يوليو الماضي، في جمعة الغضب، التي شهدت اشتباكات عنيفة بين الأمن والجيش الإسرائيليين من جهة وآلاف الفلسطينيين، الذين استجابوا لدعوات للدفاع عن المسجد الأقصى من الاعتداءات الإسرائيلية، وسقط منهم ضحايا.

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، لقطات لعملية تهريب جثة الشاب محمد أبو غنّام من المستشفى عبر السور، فور الإعلان عن مقتله.



ونقلت "بتسيلم" عن سائق سيارة الإسعاف قوله، إن الشرطة الإسرائيلية الذين أطلقوا النار على الشاب، كانوا حاضرين أثناء عملية إسعافه، وعلى علم بحالته الحرجة، وبأنه نقل إلى المستشفى بلا نبض.

وقال السائق: "نزلت من سيارة الإسعاف مع زملائي. رأيت الشابّ المصاب في صدره وبجانبه أربعة من عناصر شرطة حرس الحدود. فحصت نبضه، لكنه كان بلا نبض. حملناه وأدخلناه إلى سيارة الإسعاف. تبعنا اثنان من عناصر شرطة حرس الحدود وحاول واحد منهم أن يدخل إلى السيارة وقال لي إنه يريد تفاصيل الشاب..

لم نسمح له أنا وزملائي بدخول سيارة الإسعاف عبر الباب الخلفيّ. حدث تدافع بين أحد زملائي واثنين من عناصر الشرطة لمدّة دقيقة، ثم صعدنا إلى سيارة الإسعاف وشغّلتُ نظام الإقفال المركزيّ. وانطلقت، ووقف خمسة من عناصر شرطة حرس الحدود محاولين سدّ الطريق علينا. راوغتُ وتمكّنت من المرور من جانبهم. قدتُ ببطء بسبب وجود العديد من الشّبان ورجال قوّات الأمن على الطريق. عند هذه النقطة، أخذ عناصر الشرطة يلاحقون شابًّا آخر وتركوا سيارة الإسعاف. أثناء السير سمعت إطلاق نار وشيئًا ما يصطدم بالسيارة من الخلف. أظن أنها كانت رصاصة مطاطية".

يشار إلى أن  محمد أبو غنّام من سكان الطور بالقدس ويبلغ من العمر 20 عاما، وكان قد وصل مع أصدقائه إلى المفترق بين حيّ الطور وحيّ الصوّانة، وفي الساحة المجاورة للمفترق وقف أربعة أو خمسة من عناصر شرطة حرس الحدود، لتتطور المواجهات بين عناصر شرطة حرس الحدود، الذين أطلقوا قنابل الغاز وشبّان ألقوا عليهم الحجارة والمفرقعات. هرب أبو غنّام وأصدقاؤه باتجاه شارع الشيخ عنبر في الحيّ، لكن  أبو غنّام توقف محاولا إشعال المفرقعات ليلقي بها باتجاه عناصر شرطة حرس الحدود، الذين أطلقوا النار عليه، وبعد أن أصيب وسقط على الأرض وقفوا حوله لمدة 5-10 دقائق دون إسعافه، بل حاولوا منع سيارة الإسعاف التي وصلت إلى المكان من الاقتراب.

وبعد مرور فترة وجيزة على نقل الشاب إلى مستشفى المقاصد، وصل رجال الشرطة إلى المستشفى بعد الساعة الثالثة ظهرا، خصيصا لاعتقال الشاب. وبعد دخولهم إلى ساحة المستشفى تطوّرت المواجهات بينهم وبين شبّان وحراس المستشفى الذين حاولوا منعهم من الدخول. ردا على ذلك، ألقى الجنود تجاههم قنابل الصوت والرصاص الإسفنجي. ومن ثم دخل نصف عناصر الشرطة إلى مبنى المستشفى وانتشروا في أقسام مختلفة بحثا عن المصاب الفلسطيني.



وحاول أفراد من الطاقم الطبي وأشخاص آخرون كانوا في المكان، أن يُدخلوا الشاب المصاب محمد أبو غنّام إلى المصعد، وهو ممدد على السرير وموصول بأنابيب الأوكسجين والدم، وذلك بهدف نقله إلى غرفة العمليات في الطابق الثاني. حاول عناصر الشرطة اختطاف السرير بالقوة واعتدوا على أفراد الطاقم الطبي ومن بينهم ممرضان وممرضة متطوعة وطبيب وآخرون. أثناء ذلك لاحظ الأطباء تدهورا في حالة أبو غنّام وأدخلوه إلى غرفة الأشعة المجاورة للمصعد حيث حاولوا هناك إنعاشه. فشلت محاولة الأطباء فاضطروا إلى الإعلان عن وفاته.

وقالت "بتسيلم": "وصل المصاب أبو غنّام إلى مستشفى المقاصد زهاء الساعة 15:40، ومباشرة بعد ذلك وقعت داخل المستشفى الأحداث المفصّلة أعلاه. أصيب أبو غنّام في صدره جرّاء رصاصة حية اخترقت العمود الفقري وتوفّي متأثرا بجراحه بعد مضيّ نحو 15-20 دقيقة على وصوله إلى المستشفى".

من جهته قال رفيق الحسيني، مدير المستشفى: "خرج من قسم الطوارئ بعض أفراد الطاقم الطبي يجرون سريرا استلقى فيه شخص مصاب في الصدر. كان يرافقهم أناس كثيرون. حاول عناصر الشرطة الوصول إلى السرير ليأخذوا المصاب فسدّ الناس الطريق عليهم. بدأ عناصر الشرطة والناس وأفراد الطاقم الطبي يتدافعون، وأخذ عناصر الشرطة بضرب الناس".

بدورها قالت ممرضة متطوعة في قسم الطوارئ: "زهاء الساعة الثالثة والنصف وصل مصاب يعاني من جروح بليغة من رصاصات في شريان الرقبة وفي القلب، وتم إدخاله إلى قسم الطوارئ. كان يعاني نزيفا حادّا وباشر الأطباء بإسعافه. خلال عدة دقائق اقتحمت قوات الشرطة المستشفى. قسم منهم ارتدى زيا بلون الكاكي وآخرون ارتدوا الزي الكحلي. أغلق عناصر الأمن بنك الدم ومنطقة الاستقبال. كنّا قبل ذلك قد جلبنا للمصاب وحدة دم من بنك الدم، لكنه كان يحتاج إلى وحدات دم إضافية ومنعتنا القوات من إحضارها".

وتابعت قائلة: "قرر الأطباء نقل المصاب إلى غرفة العمليات في الطابق الثاني. تجمع العديد من الشبان حول السرير لمرافقته ولمنع القوات من أخذه. حصل تدافع بين الشبان وعناصر الشرطة الذين اعتدوا على الناس في قسم الاستقبال. وفي خضم التدافع سقط على الأرض كيس الدم الذي كان يُنقل منه الدم إلى المصاب".

وانطلاقا من هذه الشهادات حملت منظمة "بتسيلم" الشرطة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن وفاة المصاب، ومنع الطاقم الطبي من تقديم المساعدة الضرورية له.