حول العالم

الكونفيدينسيال: هل حانت نهاية الدرجة الأولى في الطائرات؟

تلجأ شركات الطيران إلى زيادة عدد التذاكر السياحية رغم انخفاض قيمتها.

نشرت صحيفة "الكونفيدينسيال" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن نهاية الدرجة الأولى في الطائرات، للعديد من الأسباب.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن معظم شركات الطيران خفضت أو استغنت عن خدمة الدرجة الأولى في الطائرات، من بينها شركة الطيران الوطنية الإماراتية؛ فقد أعلنت الشركة هذا الأسبوع عن إزالة بعض مقاعد الدرجة الأولى بالنسبة للخط الذي يربط بين مطار غاتويك في لندن وبين دبي، في محاولة منها لتغطية زيادة الطلب على بقية الدرجات خلال عيد الميلاد. أما في السابق، فقد اتخذت هذه الشركة إجراءات مماثلة بالنسبة لطائرة إيرباص إيه 380؛ بهدف توسيع مجال طبقة رجال الأعمال والسياح.
 
وأوردت الصحيفة أن سبب عزوف شركات الطيران عن توفير هذه الدرجة الأولى، وفقا لشركات الطيران والخبراء في القطاع، هو أن هذه الخدمة لا تدر أرباحا كافية. وبدلا من ذلك، تلجأ شركات الطيران إلى زيادة عدد التذاكر السياحية، رغم انخفاض قيمتها.
 
والجدير بالذكر أن الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية الفرنسية، ألكسندر دي جونياك، عرض هذا الاقتراح عن غير قصد على شركات الطيران، عندما وصف الدرجة الأولى بأنها ليست سوى خدعة تسويق باهظة الثمن لا تحقق الأرباح.
 
وأوضحت الصحيفة أنه من المعقول أن تفكر شركات الطيران في زيادة الطلب من طرف السياح الذين لا يحبون السفر في الدرجة الأولى؛ لذلك سيكون من الأفضل على الشركة أن تحد من عدد المسافرين في هذه الدرجة.
 
في الواقع، برزت الدرجة السياحية في السوق منذ الخمسينات كبديل للدرجة الأولى، وهو ما شجع شركات أخرى، مثل خطوط كوانتس الجوية الأسترالية، والخطوط الجوية السنغافورية، والخطوط الجوية المتحدة، وشركة الطيران الوطنية الإماراتية، والخطوط الجوية التركية، على اتباع هذا التوجه.
 
وبينت الصحيفة أن الخطوط الجوية الأيبيرية استغنت أيضا عن تقديم خدمة الدرجة الأولى في طائراتها، بينما قامت بالاعتماد على درجة الأعمال الرفيعة، التي توفر عدة مزايا، على غرار مقاعد أكثر اتساعا، واتصال بشبكة الإنترنت، ناهيك عن تقديم الأطباق الفخمة. كما رجح بعض الخبراء أن تجربة الفخامة الحقيقية في الطائرة لها مستقبل محدود بالنسبة لخطوط جوية معينة، لا سيما تلك التي تربط العواصم الأوروبية بالمراكز الاقتصادية في الشرق الأوسط، مثل الدوحة أو دبي.
 
وذكرت الصحيفة أن النموذج الجديد للطيران التجاري سيركز في المقام الأول على تحقيق الاستفادة المثلى لكل مسافر، وبالتالي سوف تختفي البدائل الأكثر تكلفة. وفي هذا السياق، أشارت الإعلانات الأخيرة إلى بعض القرارات التجارية التي تهدف إلى التعامل مع الطلب المتزايد والمنافسة مع شركة الطيران منخفضة التكلفة، التي تقدم تذاكر أرخص بكثير مقارنة ببقية الشركات الأخرى.
 
وبينت الصحيفة أن الخبراء يشيرون إلى أنه من الممكن أن يبقى جزء صغير من الطائرة مخصصا لمسافري الدرجة الأولى. ولعل هذا ما تؤكده بيانات اتحاد النقل الجوي الدولي؛ إذ إن معظم خدمات الدرجة الأولى تتم عبر الرحلات العابرة للمحيطات التي تمر فوق المحيط الأطلسي أو المحيط الهادئ.

 

في المقابل، تبدو هذه الخدمة أقل استخداما في الرحلات القارية، والأمر سيان داخل البلدان الأوروبية أو بين دول أمريكا الشمالية.
 
من جهته، أعرب مدير موقع شيب فلايت، ناثان غراهام، أن إمكانية زيادة أسعار الدرجة السياحية ودرجة رجال الأعمال لتعويض اختفاء الدرجة الأولى تعد أمرا مستبعدا؛ نظرا لأن شركات الطيران مهتمة بشكل متزايد بالحفاظ على عملائها المعتادين.
 
وأضافت الصحيفة أنه من المتوقع أن تصبح المقاعد من الدرجة الأولى جزءا من درجة رجال الأعمال، التي تستقطب أولئك الركاب الذين يريدون خدمة أفضل مهما كلف الثمن. ففي العديد من شركات الطيران، تقدم درجة الأعمال خدمات جيدة جدا مماثلة لخدمة الدرجة الأولى. ووفقا لناثان غراهام، لن يعارض الكثير من المسافرين مسألة التحول إلى هذه الخدمة.
 
وفي الختام، أوردت الصحيفة أنه في أغلب الأحيان لن يكون الفرق بين الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال كبيرا. ووفقا لأحد الخبراء في هذا المجال، لن تختفي الطبقة الأولى، ولن يتم الاستغناء عنها نهائيا وإنما ستكون أكثر تكلفة وحصرية، وستقدم خدمات أفضل؛ لأنها الطريقة الوحيدة للمنافسة في ظل هذا المشهد الجديد.