صحافة دولية

لوموند: المكننة تحتل وظائف مصنّعيها في الهند

شركة الهند
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن التطور الرقمي الذي تعيشه عاصمة الحوسبة في الهند، بنغالور، بفضل ازدهار الشركات الأجنبية في مجال الحوسبة، ما منح العديد من الشبان وظائف محترمة في هذا المجال. ولكن، ساهم هذا التطور أيضا في هيمنة المكننة على بعض هذه الوظائف.
 
وتحدثت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، عما تعرض له المهندس سانجاي الذي يعمل في شركة "كابجيميني" الفرنسية، المختصة في مجال خدمات تكنولوجيا المعلومات، الذي أجبر على الاستقالة لأن سياسة الشركة تتطلب عددا أقل من الموظفين. كما اعتبر سانجاي أن هذه الشركة ليست الوحيدة في الهند التي تجبر موظفيها على الاستقالة.
 
 وحيال هذا الشأن، قال سانجاي "لقد طلبوا مني الاستقالة مقابل أن يدفعوا لي ثلاثة أشهر من الأجر مسبقا. وإذا رفضت عرضهم، سيهددونني بالطرد، وسيذكرون في إعلام الإقالة أن سبب طردي جاء نتيجة قلة الكفاءة". وأضاف هذا الموظف "لقد أكد لي مديري أنني أقوم بعمل ممتاز، ولكن سياسة المؤسسة تفرض عليه أن يقدم تقديرا سيئا عني، لذلك يجد نفسه مجبرا على إقالة جزء من الموظفين ضمن الفريق الذي يشرف عليه".
 
وأكدت الصحيفة أن الموظفين الأوفر حظا في الهند هم أولئك الذين تلقوا تدريبا أو تكوينا قصيرا، فيما أكد موظفون آخرون في شركة "كابجيميني" أنه قد تم إيقافهم عن العمل، مع عدم الأخذ بعين الاعتبار امتياز كفاءتهم الاحترافية، قبل أن يجبروا بعد ذلك على الاستقالة.
 
كما نجحت الصحيفة في الولوج إلى تسجيل صوتي دار بين مسؤولين في شركة كابجيميني وأحد الموظفات، التي قضت ثماني سنوات فيها، حيث تحدثوا عن موضوع الإقالة التعسفية. وفي نهاية التسجيل، عبرت الموظفة عن استعدادها للعمل في أي مركز آخر خارج الهند، كما توسلت مشغليها راجية منهم تمديد فترة عملها ضمن الشركة شهرين إضافيين قبل أن تقدم استقالتها.
 
وذكرت الصحيفة أنه على امتداد سنة 2017، خططت شركة كابجيميني إلى انتداب 20 ألف موظف في الهند، علاوة على إقالة 11 ألف آخرين. بالإضافة إلى ذلك، لا تعد كابجيميني الشركة الوحيدة التي أقدمت على هذه الخطوة، حيث أجبرت بدورها كل من شركة "إنفوسيس" وشركة "ويبرو" على دفع عدد مهم من موظفيها إلى الاستقالة. في الحقيقة، يدر قطاع الصناعة في الهند قرابة 150 مليار دولار، أي ما يعادل 129 مليار يورو، ولذا يشكل 0.7 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي لشبه الجزيرة الهندية.
 
ونوهت الصحيفة إلى أنه في دولة كالهند، تتخلى شركات تكنولوجيا المعلومات عن موظفيها القدماء لفتح الأبواب أمام انتداب الشباب الحاصلين على شهادات في اختصاص كل ما يتعلق بالإنترنت أو مجال الذكاء الاصطناعي.
 
وذكرت الصحيفة أن نقابة المهندسين في الهند اكتشفت ثغرة في قانون العمل، إذ إن الأخصائيين في هندسة الحاسوب وجدوا أنفسهم مجبرين على الاستعانة بقانون قديم، يؤطر العمل داخل المصانع ليثبتوا أنهم موظفون وعمال، يحق لهم الدفاع عن مستحقاتهم. 
 
وأشارت الصحيفة إلى أن آلاف المهندسين الهنود من الذين اقتحموا سوق الشغل خلال الألفية الثانية، يرون أن إقالتهم تأتي في إطار ما أطلقوا عليه اسم "التخفيض الاجتماعي". وفي هذا السياق، أفاد أحد المنخرطين في نقابة المهندسين بالهند أن "حياتنا كلها رهينة ما نجنيه من المرتب. وعندما تصبح عاطلا عن العمل، ستنهار حياتك كلها نظرا لأن كل شيء في الهند بمقابل، على غرار التعليم والصحة".
 
وأكدت الصحيفة أنه بعد أن أجبر سانجاي على الاستقالة بالقوة، التحق بمركز لتلقي تدريب بمقابل مادي لعله يجد بعده عملا. وقد عبر عن ذلك مشيرا إلى أن "بنغالور أصبحت مدينة غنية جدا بفضل مجهوداتنا، ولكن الحكومة تجاهلت ذلك".
 
وفي الختام، قالت الصحيفة إن هذا الموظف السابق في شركة كابجيميني الفرنسية، بدأ حياته الجديدة كعاطل عن العمل بقراءة منشورات تتحدث عن التنمية الشخصية كي يحافظ دائما على ثقته بنفسه، كما عاد إلى بلدته للعمل في مجال الزراعة العضوية أو في مجال بيع السيارات.