ملفات وتقارير

قيادات سنّية في لبنان: لن نقبل بأن تصادر حقوق طائفتنا

استقالة الحريري أحدثت صدمة في الشارع اللبناني وعززت مخاوف انزلاقه لتوترات جديدة- جيتي

تتزاحم التساؤلات حول مآلات الأمور بعد استقالة سعد الحريري، من رئاسة الحكومة خلال كلمة ألقاها من الرياض، محملا حزب الله وإيران مسؤولية ما أسماها "الهيمنة على قرار وسيادة الدولة اللبنانية".


ويبدو أقطاب الطائفة السنيّة في مرحلة ترقب وتشاور بحسب ما رصدته "عربي21" من مواقف أطراف سنية أساسيين، فيما تيارات سنيّة أخرى متحالفة مع حزب الله في وضع استعداد لدور تلعبه في المرحلة المقبلة لإبقاء التمثيل السني موجودا في أي حكومة جديدة حفاظا على الشكل وميثاقية الدستور اللبناني، كما يشير الى ذلك مراقبون.


ويعد الوزير السابق عبد الرحيم مراد ورئيس التنظيم الشعبي الناصر أسامة سعد والعميد المتقاعد مصطفى حمدان من الحلفاء السنة الاستراتيجيين لحزب الله.

 

اقرأ أيضا: بوبليكو: لبنان.. المستنقع الجديد لحرب مسلحة بالشرق الأوسط

وفي ما يخص الأوزان السنية الأخرى وهي التي تشكل السواد الأعظم من الثقل السني فإنها تلتف حول دار الفتوى والمفتي عبد اللطيف دريان كبوصلة تحدد مسار الشخصية السنية التي ستقود المنصب السني الأرفع في لبنان وهو رئاسة الحكومة من دون قيود حزب الله، كما يقولون.


حكومة من لون واحد


وعن مآلات الأزمة الراهنة، توقع النائب عن كتلة المستقبل مصطفى علوش في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، "خطابا جديدا لأمين عام حزب الله حسن نصر الله خلال اليومين المقبلين لتحديد رؤيته للمرحلة المقبلة"، مشيرا إلى احتمالية "تبنيه إجراء استشارات نيابية لتسمية رئيس جديد للحكومة"، مشددا على "رفض القوى السنية الوازنة الترشح حفاظا على حيثيتها الشعبية وثقلها السياسي".


لكن علوش توقع أن يحاول حزب الله الإتيان بحكومة من لون واحد، قائلا: "من الوارد أن يرشح الفريق الآخر شخصية لا تتمتع بتمثيل سني"، مشددا على أن "الاستشارات النيابية إن حصلت فإن لعبة الأصوات ستأخذ مداها وسيكون رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط مرّة جديدة قوة ترجيحية في تسمية رئيس الحكومة الجديد من عدمه".


وحول الانقسامات في الساحة السنية حيال مواقف الحريري، قال علوش: "حصلت حالة انفصام في الشخصية السنية عندما ولدت هذه الحكومة بالصيغة التي سمحت لحزب الله بمواصلة الاستعلاء، لكن الأمر حاليا اختلف مع استقالة الرئيس الحريري حيث بدا المشهد السياسي السني أكثر تماسكا وتلاحما".


مرحلة تشاور


بدوره يعلق النائب عن الجماعة الإسلامية عماد الحوت عن موقف السنّة حيال الأزمة بالقول: "مازالت القوى السنيّة في لبنان في مرحلة التشاور لاتخاذ القرار المناسب والموحد في ظل الغموض الذي يلف الاستقالة ومآلاتها".


وأضاف في حديث لـ"عربي21": "الواقع اللبناني يؤكد عدم وجود فريق لبناني قادر على تحمل المسؤولية بمفرده، وبالتالي على القوى السنية أن تتحاور فيما بينها وتتشاور للوصول إلى رؤية مشتركة قادرة على مواجهة الضغوط الداخلية والخارجية".


وحول إمكانية إحياء التسوية بين تيار المستقبل ورئيس الجمهورية مجددا، رأى الحوت أن "التسوية التي أفضت الى انتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية وتسمية سعد الحريري لرئاسة الحكومة انتهت، وهي غير قابلة للمعالجة في ظل هذا المناخ السائد".

 

اقرأ أيضا: لوفيغارو: سعد الحريري يضع بلاده في مهب الريح

وفي ما يتعلق بخارطة المواقف السنية حيال الأزمة، قال: "الطائفة السنية مرت بمرحلة إحباط نتيجة التفرد بقرارها"، متحدثا عن واقع جديد مرتبط بما يقول إنه: "أزمة سياسية لعدم وجود حكومة بعد استقالة رئيسها".


دار الفتوى


من جهته، يتحدث عضو هيئة علماء المسلمين في لبنان الشيخ عدنان عن ما سماها "حالة عتب" لدى شريحة من الطائفة السنية على رئيس الحكومة سدر الحريري "لتأخره في تظهير الحقيقة كما هي"، لكنه أثنى في الوقت عينه على مواقفه الأخيرة لكونها "عبرت عن النبض السني"، كما قال.


وفي حديثه لـ"عربي21" اتهم إمامة حزب الله بـ"السيطرة على لبنان"، وقال: "أحكموا قبضتهم على لبنان ولا يعطوننا سوى عشرة بالمئة من حقوقنا، بينما رمي بالبلد إلى الأحضان الإيرانية"، متسائلا: "هل يقبل شركاؤنا أن يدار لبنان من إيران؟".


وحول القيادة السنية المتوقعة في المرحلة المقبلة، قال إمامة: "هيئة علماء المسلمين دعت إلى إعادة ترتيب البيت السني وفق آلية جديدة،  فلا يمكن أن يختزل قرارنا من خلال شخص أو تيار".


وتابع: "نحن طائفة لها رموزها ومكوناتها، ولن نقبل على الإطلاق أن ينتقل القرار السني من بيت إلى آخر، ولذلك ندعو إلى أوسع لقاء يضم قيادات وعلماء الطائفة لبلورة مشروع واحد يعيد إلينا الحقوق"، لافتا إلى أن دار الفتوى "استعادت دار الفتوى ريادتها وباتت الآمال معقودة عليها على المستوى السني الشعبي والسياسي".


يذكر أن رئيس الحكومة اللبنانية كان أعلن السبت الماضي من العاصمة السعودية الرياض استقالته من رئاسة الحكومة في خطوة مفاجئة، بعد يوم واحد فقط من استقباله في بيروت علي ولايتي مستشار المرشد الأعلى في إيران.