ملفات وتقارير

"نبش الصور".. هروب من الواقع إلى فضاء الدعابة والمرح

حملة نبش الصور غزت "فيسبوك" ومواقع أخرى- ا ف ب

وجد مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في حملة "نبش الصور القديمة" وسيلة للهروب من الواقع الصعب الذي تعيشه المنطقة بفعل الأزمات التي تعصف بها، وفرصة لجلب الدعابة والضحك والترفيه.

ويعمد نشطاء ومستخدمون إلى نبش صور أصدقائهم القديمة الموجودة على صفحاتهم الشخصية، فبمجرد الدخول إلى الحساب، يجري اختيار صور ومقاطع للأصدقاء، سواء بالإعجاب بها أو التعليق عليها، فتظهر كما لو أنها نشرت حديثا.


ويختار النشطاء أقدم صور لأصدقائهم والتي يظهر فيها فرقا كبيرا في الشكل بين الماضي والحاضر، الأمر الذي يضفى روح الدعابة والفرح بفعل التعليقات الطريفة التي تتوالى على الصورة. 


وقال استشاري الإعلام الاجتماعي خالد صافي إن حملة "نبش الصور" تعتبر طريقة طريفة وتفاعلية أوجدت "انتشارا فيروسيا"، أي أنها غير منسوبة لأحد يستطيع أن يتحكم في مصدرها، حيث انتشرت وغزت موقع "فيسبوك" ومنصات أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتقنيا أوضح صافي في حديث لـ"عربي21" أن منصة فيسبوك تقوم على مبدأ التفاعل، فعندما يتم التعليق على أي منشور مهما كان تاريخ نشره يتم تصديره للأصدقاء على أنه منشور جديد.


وتابع: "يذهب المستخدمون بشكل شخصي إلى صفحات أصدقائهم، ويقومون بنبش الصور القديمة، ويساعد في ذلك وجود الكثير من النشطاء والمستخدمين على منصة فيسبوك منذ ما يزيد عن 11 عاما، ولهؤلاء بالتأكيد صور ومواقف ومقاطع قديمة جدا يتم الإعجاب بها أو التعليق عليها فيصدرها فيسبوك على اعتبار أنها جديدة".

 

اقرأ أيضا: صحيفة إسبانية: كيف يستغل الفيسبوك نفسية الشباب؟

وأشار إلى أن التباين في الشكل والهيئة وحتى المواقف ما بين الماضي والحاضر؛ يخلق جوا من الطرافة والمفارقة التي تجعل هناك نوع من التحدي بين الأصدقاء في نبش هذه صور بعضهم البعض.

 

 
 

وعن مصدر هذه الحملة التي انتشرت عربيا على نطاق واسع، قال صافي  إنه جرى رصد أول انطلاق لها في 31 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي في اليمن، حيث لوحظ قيام عدد كبير جدا من النشطاء والمغردين هناك بنبش الصور، وفعليا وصلت إلى فلسطين وقطاع غزة تحديدا يوم 10 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري ومن ثم انتشرت في عموم فلسطين والمنطقة.


ولفت الاستشاري الإعلامي إلى أن الفلسطينيين أضافوا نكهة جديدة للحملة؛ "حينما قاموا بنبش صور قادة سياسيين وشخصيات اعتبارية، مما أعطاها بعدا جديدا وتفاعل أكبر، ولوحظ انخراط شخصيات من كل المستويات في المجتمع الفلسطيني، ولم تكن الحملة حكرا على النشطاء الشباب، ولذلك شعر المتابعون أن مركزها فلسطين، ولكن فعليا كان مصدرها الأول والأساسي في اليمن".

وعزى صافي انتشار هذه الحملة إلى أن المستخدمين الموجودين على مواقع التواصل الاجتماعي في حالة نهم دائم وبحث مستمر عن كل ما هو جديد وطريف، وقال: "تابعنا مثلا في السابق تحدي دلو الماء، وتحدي كن مثل بلال، وأخيرا تحدي نبش الصور، فكل غريب وطريف ينتشر ويصبح له صدى أوسع".

 

اقرأ أيضا: غزيون يحولون مواقع التواصل الاجتماعي لفرص عمل بديلة

وإلى جانب أنها تحقق بدرجة أو بأخرى معايير منصات التواصل الاجتماعي عبر تركيزها على شيء اجتماعي وتفاعلي ينخرط فيه أكبر عدد من المستخدمين؛، لفت صافي إلى أن حملات مثل تحدي نبش الصور لا تحتاج إلى مهارات أو برامج خاصة، وإنما تتم بسهولة ويسر دون تعقيد، مما يسهل اتساعها وانتشارها.