صحافة دولية

بزنس إنسايدر: هل هزم تنظيم الدولة عسكريا بالعراق وسوريا؟

بونس إنسايدر: من المتوقع أن تكون سوريا الخالية من تنظيم الدولة تحت المزيد من التأثير الإيراني- أ ف ب

نشر موقع "بزنس إنسايدر" تقريرا للصحافي أليكس لوكي، يناقش فيه حال تنظيم الدولة في العراق وسوريا، الذي يواجه حربا منذ أكثر من ثلاث سنوات.

 

ويقول الموقع إن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أعلن الانتصار العسكري على تنظيم الدولة في العراق يوم الثلاثاء، بعد ساعات من إعلان الرئيس الإيراني حسن روحاني بأن القوات التي تدعمها إيران أخرجت التنظيم الإرهابي من سوريا.

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن آخر بلدة كان يسيطر عليها تنظيم الدولة سقطت يوم الجمعة، وينتظر العبادي فقط تطهير مساحة من الصحراء على الحدود مع سوريا للإعلان عن الانتصار النهائي، لافتا إلى أن إيران نشرت صور واحد من أكثر الشخصيات العسكرية شهرة في بلدة سورية حدودية، للإشارة إلى أن قوات تدعمها إيران أخرجت المجموعة الإرهابية من البلد.

 

ويعلق لوكي قائلا: "إن جمعنا تصريحي الزعيمين، فإن هذا يعني أخبارا لطالما انتظرها الناس: لم يعد التنظيم يسيطر على أي مناطق في العراق أو في سوريا، أي أنه تمت هزيمة التنظيم".

 

ويلفت الموقع إلى أن أكرادا وسوريين وإيرانيين وأفغانا ولبنانيين وغيرهم من المقاتلين ضحوا لمدة أكثر ثلاث سنوات منذ أعلن التنظيم عن خلافته أو سيادة المناطق التي يسيطر عليها كي يحكمها، بحسب تفسيره المتطرف للإسلام صيف عام 2014.

 

ويذكر التقرير أن تنظيم الدولة تمكن ابتداء من الاستيلاء على مساحات شاسعة من العراق وسوريا بشجاعة عسكرية وبعلامة قوية من "التطرف السني"، مستدركا بأن تلك الدول أعلنت رسميا يوم الثلاثاء أنها استعادت أراضيها. 

 

ويفيد الكاتب بأن أمريكا و67 دولة من أنحاء العالم قامت بتشكيل تحالف لتدريب وتسليح وتوفير الغطاء الجوي للقوات الإقليمية التي واجهت تنظيم الدولة، وبالذات في العراق، بالإضافة إلى أن أمريكا دعمت قوى سورية تقاتل تنظيم الدولة، مشيرا إلى أن روسيا تدخلت في أواخر 2015؛ لتقديم الغطاء الجوي لقوات الحكومة السورية والمليشيات الإيرانية الموالية لها لدعم نظام الأسد بشكل رئيسي ضد الثوار، الذين يهددون حكمه، لكنها استهدفت أيضا بعض مناطق سيطرة تنظيم الدولة. 

 

ويورد الموقع أن تنظيم الدولة قام في ذروته بشن هجمات في باريس ولندن وبروكسل وفي نواحي آسيا، مستدركا بأن تمكنه من الهجمات أضعف بشكل كبير جراء الهجوم المركز على مناطق سيطرته.

 

وينقل التقرير عن وزيرة الأمن الوطني البريطاني بالوكالة إلين ديوك، قولها: "إذا أبقيناهم في حالة تراجع ويتنقلون فإنه سيكون لديهم وقت أقل ليجلسوا ويجهزوا" للهجمات.

 

ويبين لوكي أن تنظيم الدولة تحول خلال ثلاث سنوات من تنظيم يجذب آلاف المقاتلين الأجانب إلى فكره المعادي للغرب، وتخطيط هجمات مدمرة في أنحاء العالم كله إلى الاستسلام بأعداد كبيرة على الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها.

 

ويستدرك الموقع بأن تنظيم الدولة لا يزال يسيطر على أراض في عدد من البلدان، مثل ليبيا وأفغانستان والفلبين، وكثير من الدول الأفريقية تقاتل خلايا لتنظيم الدولة أو مجموعات مرتبطة به، حيث أن تهديد تنظيم الدولة لم ينته، فبالإضافة إلى العديد من خلايا تنظيم الدولة في أنحاء العالم – عدا عن وجود التنظيم في الفضاء الإلكتروني- فإن مقاتلي التنظيم توزعوا في أنحاء المنطقة وهددوا بالعودة.

 

وبحسب التقرير، فإنه في أواخر أيام الهجوم على الرقة، الذي دعمته أمريكا، سمحت القوات المتحالفة مع أمريكا لآلاف مقاتلي تنظيم الدولة بالفرار مع سلاحهم وذخيرتهم، ووعد المقاتلون، وكثير منهم أجانب، بأن يتجاوزوا الحدود للقيام بهجمات إرهابية في أنحاء العالم كله. 

 

ويقول الكاتب إنه "في الوقت ذاته لا يمكن لسوريا أو العراق اعتبار نفسها كاملة حتى بعد استعادة الأراضي من التنظيم. ففي العراق، صوتت الأقلية الكردية في شمال شرق العراق لصالح الانفصال عن العراق، وفي سوريا لا تزال الحرب التي امتدت ست سنوات مستمرة، وليس هناك إلا رؤية ضبابية لنهاية الحرب".

 

ويختم "بزنس إنسايدر" تقريره بالإشارة إلى أن "انشغال الجيش السوري في القتال في الجزء الغربي من البلاد ترك فراغا للقوات الإيرانية للدخول وقتال تنظيم الدولة في الشرق، فمن المتوقع أن تكون سوريا الخالية من تنظيم الدولة تحت المزيد من التأثير الإيراني، وهو ما يزعج المنافسين الإقليميين لإيران، السعودية وإسرائيل".