حقوق وحريات

مخاوف بمصر من تنفيذ إعدامات للتغطية على مجزرة سيناء

حملات تحريضية في إعلام السيسي بضرورة التخلص من الإخوان وتنفيذ أحكام الإعدام بحق المعتقلين- جيتي

عقب أحداث مسجد الروضة بشمال سيناء، والتي راح ضحيتها 305 أشخاص، ارتفعت العديد من الأصوات الموالية لسلطات الانقلاب العسكري، وأجهزة الإعلام المحسوبة عليه، بضرورة التوسع في أحكام الإعدام، وتنفيذ الأحكام النهائية، كنوع من الانتقام ممن يزعمون أنهم وراء هذه الأحداث، خاصة من ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين، وتحديدا قيادتها.


وهذه  ليست المرة الأولى، التي  تعالت فيها هذه الأصوات، فعقب اغتيال النائب العام هشام بركات، كانت نفس الحدة والنبرة تقريبا، وكان بطلها رئيس سلطة الانقلاب عبد الفتاح السيسي عندما أدلى بتصريحات علنية وقتها، متعهدا بمزيد من الأحكام والسرعة في تنفيذها، ومطالبا بمزيد من التشريعات لتفعيل هذه الأحكام وسرعة تنفيذها.


وتعليقا على هذه الحملات والدعوات، قال المستشار أحمد سليمان وزير العدل الأسبق في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، إنه يتوقع مثل هذا الأمر، مؤكدا أن السيسي ونظامه يستغلون هذه الأحداث، لمزيد من القمع والقتل والتنكيل بالمعارضين.


وتابع: "كل هذه محاولات للخلاص من الإخوان المسلمين وشيطنتهم"، مضيفا: "في اعتقادي، أنه لو سمحت الظروف الدولية والوضع السياسي لقام السيسي بتنفيذ أحكام الإعدام بل وتوسع فيها، ولعل ما حدث برابعة والنهضة يؤكد ذلك بوضوح، وغيرها من المذابح الأخرى التي ارتكبها العسكر في حق المتظاهرين السلميين والعزل".

 

اقرأ أيضا: حفل لاختيار ملكة جمال مصر في أيام الحداد على ضحايا سيناء

وطالب وزير العدل الأسبق، باتخاذ كافة التدابير لوقف مثل هذه الممارسات من جانب السيسي، بالضغوط خارجيا وداخليا ومخاطبة الضمير العالمي، مؤكدا أن أحكام الإعدام مسيسة، وتصفية حسابات، وتم إعمال الخصومة السياسية على معايير العدالة التي يجب أن تتوافر وهذا لم يحدث.


ومن جانبه قال الإعلامي خالد الشريف، لـ"عربي21" إن هناك  حملات تحريضية للمطالبة بالتوسع  في أحكام الإعدام وتنفيذها، تقودها فاشية سياسية للانتقام من مناهضي الانقلاب والخصوم المعارضين والثوار، لتداري الفشل الذريع، الذي منيت به السلطة الحالية في سيناء، والتي خرجت عن دائرة السيطرة، وأصبح الإرهاب المحتمل واقعا ملموسا وكابوسا، وشبحا يطارد الانقلاب في سيناء.


وأوضح الشريف: "قطعا مذبحة الروضة جريمة بشعة، يتحمل مسؤوليتها السيسي وعصابة الانقلاب، الذين انشغلوا بالأمن السياسي ومطاردة المعارضين والحفاظ على كرسي السلطة، على حساب أمن المواطن، حتى أضحت سيناء أقل أمنا وأكثر رعبا، وفقد قرية صغيرة أكثر من ثلثي سكانها على يد الإرهاب، في ظل حكم وطغيان السيسي".


وتوقع الشريف استغلال السيسي هذه الأحداث، لتنفيذ أحكام الإعدام بقوله: "كل شيء وارد على يد سلطة الانقلاب، في تنفيذ أحكام الإعدام، فهي لا تراعي قانونا ولا دستورا، لكن الله هو حافظ الأرواح وبيده الآجال والأعمار".

 

اقرأ أيضا: شيخ قبائل سيناء يكشف تفاصيل مثيرة لهجوم الروضة (شاهد‎)

وفي المقابل، قال مدير التنسيقية المصرية للحقوق والحريات عزت غنيم ، لـ"عربي21": "لا أظن أن هناك علاقة بين الأحكام والحادث، فهذه ليست أول حادثة وهذا ليس أول حكم يصدر، فمنذ أبريل 2017 بدأت سلسلة أحكام متوالية ونهائية بالإعدام، والتي لم تتوقف، حتى في ظل حالة هدوء شديد".


وأضاف: "ولكن أظن أن تنفيذ أحكام الإعدام، سيكون له أسباب أخرى، بناء على وجود أحكام قضائية نهائية بالإعدام، حيث صدرت العديد من الأحكام النهائية، ولا يتبقى سوء إعطاء الإشارة لتنفيذها".