صحافة دولية

صحيفة روسية: أمريكا تفشل في سوريا وقد تغادر قاعدة التنف

أوقفت الموك مؤخرا دعم الهيئة السورية للإعلام ما أدى لتوقفها عن العمل - جيتي

نشرت صحيفة "روسكايا فيسنا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن فشل الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا، الذي يمكن أن يدفعها إلى مغادرة قاعدة التنف.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه يوجد حاليا في قاعدة التنف في سوريا، حوالي 500 شخص تابعون للقوات الأمريكية الخاصة والمدربين. كما يوجد في المنطقة نفسها فصائل "قوات الشهيد أحمد عبدو"، و"جيش أسود الشرقية"، بالإضافة إلى "لواء شهداء القريتين".
 
وأفادت الصحيفة بأن هذه الفصائل كانت جزءا مما يسمى "بالجيش السوري الجديد"، الذي أنشأه الأمريكيون سنة 2015. وبمساعدتهم، دعمت الولايات المتحدة الهجمات التي تعرضت لها دمشق من جهة الشمال الشرقي، وذلك بفضل العلاقة بين الجيش السوري والفصائل المسلحة في القلمون الشرقية وشرق الغوطة.
 
وأضافت الصحيفة أن هذه الجماعات المسلحة قد حاولت، بدعم من الأمريكيين، منع تعزيز وجود تنظيم الدولة وسط وغرب سوريا، وفي بعض المناطق الأخرى الخاضعة لسيطرة الجماعات الإرهابية الأخرى، على غرار "جبهة النصرة". وتجدر الإشارة إلى أنه عندما قاتل الجيش العربي السوري، بدعم من حلفائه، تنظيم الدولة على ضفاف نهر الفرات، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية أنها تعتزم نقل هذه المجموعات المسلحة إلى شمال سوريا، في منطقة سيطرة القوات الكردية للمشاركة في هجوم دير الزور.

 

روسكايا فيسنا:غرفة عمليات "الموك" الواقعة في العاصمة الأردنية عمان، تستخدم موظفي خدمات خاصة من الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية وقطر والأردن

 وأشارت الصحيفة إلى أن هذا المخطط لم يحدث، إذ تمكنت القوات السورية من هزيمة تنظيم الدولة على ضفاف نهر الفرات، لتحرير دير الزور. لذلك، بدأت الجماعات المدعومة من قبل الأمريكيين، التي دُفعت للقتال ضد الإرهاب إلا أنها تحولت لمحاربة الجيش السوري، تحاول إحكام سيطرتها على الطرق الرئيسية عبر الصحراء السورية.
 
ولكن، هُزمت هذه الجماعات المسلحة التابعة للأمريكيين وتراجعت تحت حماية الطيران الأمريكي في منطقة التنف. في المقابل، أكدت الولايات المتحدة أنها لم تعد تدعم هذه الجماعات، على الرغم من أنه ثبت أنها قدمت لهم الدعم العسكري وقامت بحمايتهم بالطائرات.
 
ونقلت الصحيفة تصريحات أفاد بها أحد ممثلي البنتاغون لوكالة الأنباء الروسية ريا نوفستي، أكد فيها أنه على الرغم من تواجد حوالي 500 جندي أمريكي في قاعدة التنف، إلا أن ذلك لا يكفي لمراقبة الوضع في مخيم الركبان. كما أقر بأن الجانب الأمريكي مستعد لضمان سلامة القوافل الإنسانية الدولية القادمة من حدود المنطقة البالغ طولها 55 كلم، نحو المخيم، بالإضافة إلى ضمان التوزيع العادل للمساعدات في إقليم المخيم.
 
ونوهت الصحيفة بأن الولايات المتحدة غير قادرة على ضمان سلامة القوافل وتوزيع المساعدات في المخيم. ومن الواضح أن الجيش الأمريكي يرغب في مغادرة المنطقة، وبالتالي التخلي عن المقاتلين واللاجئين هناك. ولا ترى إدارة ترامب أي فائدة ترجى من التكاليف التي تتكبدها على المسلحين واللاجئين في منطقة التنف. كما أكدت بعض المصادر أنه حتى نهاية هذا العام سيتم إيقاف تمويل ودعم الجماعات المسلحة في جنوب سوريا.
 
وأفادت الصحيفة بأن غرفة عمليات "الموك" الواقعة في العاصمة الأردنية عمان، تستخدم موظفي خدمات خاصة من الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية وقطر والأردن. والمثير للاهتمام أن غرفة العمليات قامت بالتنسيق مع الجماعات المسلحة وسلمت عددا من الجماعات الإرهابية السورية إلى ما يسمى "بالمعارضة المعتدلة" السورية.

 

اقرأ أيضا: توقف الدعم يوقف الهيئة السورية للإعلام عن العمل

ونظرا لدخول فصل الشتاء، ومزيد تدهور الوضع الإنساني في المخيم، خاصة في ظل غياب المساعدات الخارجية، فإن الأمور ستزداد تعقيدا خاصة مع خروج الأمريكيين من التنف. وفي الأثناء، يذكر أن الحدود مع الأردن لا تزال مغلقة، كما يقاتل حرس الحدود الأردني بانتظام بعض المسلحين الذين يحاولون التسلل إلى الأردن عبر التنف، علما بأن هذه العناصر المسلحة تابعة لتنظيم الدولة، وذلك وفقا للسلطات الأردنية. 
 
وأشارت الصحيفة إلى أن الاستخبارات الأمريكية ضمت إليها بعض الجماعات التي لا تزال في حاجة إليها. ولعل الأمريكيين يرغبون في مشاركة هؤلاء في إحدى المعارك ضد الجيش السوري في التنف، حتى يتاح لوسائل الإعلام الغربية فيما بعد الإعلان عن ارتكاب الجيش السوري للجرائم من جديد.
 
وأوردت الصحيفة أن هذا لا يعتبر الخيار الأفضل بالنسبة لهذه الجماعات المسلحة، إذ من الممكن أخذ الاقتراح الروسي المتعلق بالمصالحة بعين الاعتبار والدخول في مفاوضات مع السلطات السورية. وبناء على ذلك، يمكن أن يتمكن عناصر الجماعات المسلحة من الحصول على العفو والعودة مع أسرهم إلى موطنهم الأصلي.
 
وفي الختام، أكدت الصحيفة أن الحوار هو الوحيد القادر على إنقاذ المسلحين في التنف من الموت. ولكن، لا يمكن تأجيل هذا الحوار لأن الشتاء قد حل وسرعان ما سيتخلى الأمريكيون عنهم ويغادروا التنف قريبا جدا.