القدس

ترامب يفي بوعوده الانتخابية لليهود بتسليمهم القدس

أكدت الصحيفة أن قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، يعد تنفيذا لوعد قطعه لليهود واعترافا بالجميل لهم- جيتي

نشرت صحيفة "نتزي جيبوليتك" الإيطالية تقريرا، سلطت من خلاله الضوء على القرار الذي اتخذه ترامب فيما يتعلق بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، الذي يعد بمثابة استفزاز صارخ لمشاعر المسلمين وذلك من خلال التطاول على مقدساتهم.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن ترامب، ومن خلال نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، يحاول أن يفي بوعوده الانتخابية لليهود، خاصة وأن لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية، "أيباك" دعمت الرئيس الأمريكي في حملته الانتخابية كما ساعدته في الوصول إلى السلطة. وعلى خلفية هذا القرار، من المحتمل أن تشهد الساحة الدولية توترات عميقة قد تنجر عنها انتفاضة جديدة.

والجدير بالذكر أن السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان، الذي ينتمي إلى اليهود الأرثوذكس، قد صرح في وقت سابق أن السفارة الأمريكية يجب أن تكون في القدس وليس تل أبيب، حيث يؤمن قطعا أن القدس تعتبر عاصمة إسرائيل الفعلية.

 

اقرأ أيضا: ترامب يعلن الاعتراف بالقدس المحتلة "عاصمة لإسرائيل"


وبينت الصحيفة أن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، الأمر الذي يعد بمثابة اعتراف بأن القدس تمثل عاصمة إسرائيل، حلم يراود إسرائيل منذ القدم. وقد سعى الإسرائيليون إلى تحقيق ذلك على مدى حقبات من الزمن. في سنة 1967، عقب النكسة التي منيت بها الدول العربية التي هزمت على يد إسرائيل، وتحديدا في تشرين الثاني /نوفمبر، أصدر المجلس الدولي قرارا يلزم إسرائيل بالانسحاب من الأراضي التي احتلتها في نزاعها الأخير.

وتجدر الإشارة إلى أنه في سنة 1980، أصدر البرلمان الإسرائيلي ما يسمى "القانون الأساسي" الذي ينص على أن "القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل"، مع العلم أنه قرار من طرف واحد جاء على خلفية قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 478 الذي أدان فيه محاولة إسرائيل ضم القدس الشرقية، باعتبارها انتهاكًا للقانون الدولي وعقبة في تحقيق السلم في الشرق الأوسط. وفي سنة 1995، سن الكونغرس الأمريكي قانون سفارة القدس الذي يدعو إلى نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

ونوهت الصحيفة إلى أن قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى تل أبيب يهدد السلم في المنطقة، كما يؤجج التوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين. في الواقع، تتعارض سياسة ترامب مع أسلافه الذين كانوا يسعون إلى إيجاد حلول سلمية بين الطرفين. في الأثناء، يعد القرار الذي اتخذه ترامب محفوفا بالمخاطر، خاصة وأنه مطالب بالوفاء بوعوده الانتخابية لليهود بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وفي هذا الصدد، أجرى ترامب اتصالا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس فيما يتعلق بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، مع العلم أن إجراءات نقل السفارة تتطلب ستة أشهر.

وأكدت الصحيفة على الدور الذي لعبه اللوبي اليهودي في وصول ترامب إلى السلطة. فقد ساندت منظمة يهودية سياسية تنشط في الولايات المتحدة دونالد ترامب في حملته الانتخابية، وقد كان لها دور فاعل وكبير في وصول دونالد ترامب إلى السلطة نظرا للنفوذ الذي تمتلكه في صلب أجهزة الدولة. فضلا عن ذلك، أمنت جمعية أيباك لترامب مساندة لصيقة في حملته الانتخابية، حيث دعمته بكل قوتها.

وعلى خلفية هذا الامتياز الذي حصلت عليه إسرائيل من الولايات المتحدة الأمريكية التي تمتلك عضوية دائمة في مجلس الأمن الدولي وحق الفيتو، اعتبر نتانياهو أن مدينة القدس عاصمة لإسرائيل متغافلا عن حقيقة أن القدس الشرقية تابعة للأراضي الفلسطينية.

 

اقرأ أيضا: نتنياهو تعليقا على قرار ترامب: يوم تاريخي لإسرائيل

وأكدت الصحيفة في تقريرها الذي أعده الكاتب "إنريكو أوليارى" أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس سيؤدي إلى اندلاع توترات دبلوماسية في كامل المنطقة، مع العلم أن عددا من الفصائل الفلسطينية أعلنت أنها ستدعو إلى "ثلاثة أيام من الغضب"، وبالتالي، قد تتحول الأمور إلى انتفاضة جديدة. وقد أكد إسماعيل أحمد هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، هذا الأمر، في حين أعرب عن غضبه إزاء قرار ترامب، مشددا على استعداد الشعب الفلسطيني لمواجهة كل من يتطاول على الأراضي المقدسة.

وأوردت الصحيفة أن قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية سيفجر صراعات كانت المنطقة في غنى عنها، مما قد يقوض جهود العديد من الدول بشأن إرساء السلام في كامل الشرق الأوسط، خاصة وأن المجتمع الدولي قد بذل جهودا جبارة في محاولة للوصول إلى حل سلمي بين الطرفين.

وفي الختام، أكدت الصحيفة أن قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، متجاهلا مشاعر المسلمين، يعد تنفيذا لوعد قطعه لليهود في حملته الانتخابية واعترافا لهم بالجميل.