صحافة دولية

إندبندنت: هل يمكن تحويل جسد المتوفى لسائل بدلا من حرقه؟

حملة في بريطانيا للسماح بتذويب جسد الميت الذي يوصي بذلك بدلا عن الحرق- إندبندنت

نشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرا لآدم لوشير، حول حملة في بريطانيا للسماح بتذويب جسد الميت الذي يوصي بذلك، بدلا عن الحرق، ولكون ذلك عملية أكثر صداقة للبيئة.

وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن روزي إنمان- كوك من مركز الموت الطبيعي، وهي مؤسسة خيرية تعمل على توعية العامة بكل ما يتعلق بالموت وخيارات الجنائز، قولها إنه من الجميل لو كان بإمكان الشخص أن يوصي قبل موته بأن يذاب جسده ويسكب في مجرى المياه، وأضافت أنه لو سمحت بريطانيا بهذا النوع من الجنازة فإنها ربما ستكون "أكثر البلاد ليبرالية فيما يتعلق بخيارات الجنازة".
  
وقالت إنمان-كوك للصحيفة: "إن أحب الناس فكرة تذويب الجسد، أليس من الجميل أن تكون متوفرة لهم؟.. وإن كان هذا ما يريده الناس، فلم لا؟".

 

ويعلق الكاتب قائلا إن تعليقاتها هذه تضيف للجدل القائم بشأن محاولات شركة "راولي ريغيز" لحرق الأجساد، بأن تكون أول من يوفر هذه الخدمة في بريطانيا، مشيرا إلى أن تذويب الجسد يتم في مادة قلوية، حيث يوضع في تنك مضغوط ثم يذاب في خليط من الماء وهيدرأوكسيد البوتاسيوم، وترفع درجة حرارة المزيج إلى 152 درجة مئوية.

 

وتشير الصحيفة إلى أن أحد دعاة السماح بعملية تحول الجسد إلى سائل وصفها بأنها تشبه "القهوة الخفيفة"، لافتة إلى أنه كما هو الحال مع الحرق، فإن العظام تبقى، ويمكن طحنها ومنحها لأهل الميت في جرة خاصة، لكن العظام في هذه الحالة تبقى بيضاء، على عكس العظام في حالة الحرق حيث تصبح متفحمة.

 

ويورد التقرير نفلا عن دعاة التذويب، قولهم إن العملية أكثر صداقة للبيئة من الأساليب التقليدية، حيث أن الناتج من الكربون عنها أقل من الناتج من الحرق، الذي تستخدم فيه حرارة تصل إلى 1150 درجة مئوية. 

 

وينقل لوشير عن شركة "ريزوميشن"، التي قامت بتصنيع جهاز خاص سمته "ريزو ميتر" للقيام بالعملية، قولها إن العملية تتجنب خروج حبيبات يحملها الهواء، بالإضافة إلى انبعاثات زئبقية من حشوات الأسنان كما يحصل في الحرق.

 

وتكشف الصحيفة عن أنه في عملية التذويب بمواد قلوية لا ينطلق الصوديوم في الجو بل يبقى بصفته مادة راسبة، حيث قال مؤيد لشركة أمريكية تقدم خدمات مشابهة لشركة "ريزوميشن": "هناك أظافر صناعية وعيون زجاجية وحشوات أسنان وزئبق وذهب، وذلك كله يمكن تدويره".

 

ويفيد التقرير بأن المشكلة تبقى في ماذا تفعل بالسائل الشبيه بالقهوة، لافتا إلى أنه بحسب الطلب المقدم من شركة "راولي ريغيس" فإن النية أن يتم التخلص من ذلك السائل في مياه الصرف الصحي العامة الرئيسية، التي تتم معالجة محتوياتها تماما قبل العودة إلى شبكة المياه.

ويستدرك الكاتب بأنه بالرغم من عناوين مثل "ما رأيك بكأس من جدك (الذائب)؟"، فإنه تبين أن شركة "سيفيرن ترنت" للمياه رفضت إلى الآن  منح تصريح بهذا الأمر، مشيرا إلى أنه "يبدو أن المشكلة تتعلق بعامل (الاشمئزار)". 

 

وتنوه الصحيفة إلى أن "صندي تايمز" نقلت عن مصدر في "ووتر يو كي"، التي تمثل شركات خدمات المياه، قوله: "إنها فكرة تتعلق بدخول البقايا السائلة من الموتى إلى نظام المياه، ولا أظن أن الناس سيرحبون بهذه الفكرة".

وينقل التقرير عن شركة "ريزوميشن"، قولها إن السائل الذي سيعاد إلى شبكة المياه سيكون معقما وخاليا من أي حمض نووي، فيما قالت إنمان-كوك بأن عملية التذويب "ريزوميشن" المقترحة عانت من ربط الإعلام والعامة لها بجون جورج هيغ القاتل، الذي كان يذيب أجساد ضحاياه بحامض الكبريتيك في أربعينيات القرن الماضي، وهو ما فعله مع ستة ضحايا، وأضافت: "الـ(ريزوميشن) هي عملية تذويب تشبه ما فعله القاتل، وإن كانت ستتم بمواد مختلفة وبطريقة مختلفة عما فعله قاتل في حمام بيته".

 

وقالت إنمان-كوك إن السماح للعملية في بريطانيا سيضيف إلى الحرية التي يتمتع بها البريطانيون في جنائزهم، وإن كانوا يتمتعون الآن بحريات تطمع فيها الكثير من البلدان الأخرى، وأضافت أنه مثلا يمكن للبريطاني أن يقوم بعملية دفن دون اللجوء إلى شركة دفن في حديقة منزله بعد أن يتم تسجيل الوفاة بشكل صحيح، وإقناع هيئة البيئة بأن الجسد لن يتسبب بتلوث المياه الأرضية.

ويورد لوشير نقلا عن إنمان-كوك، قوله إن وزارة العدل تقترح أن يكون هناك قدمان من التراب بين غطاء التابوت وسطح الأرض، منوهة إلى أنه لا يوجد عمق قانوني للقبر، وأضافت أن "الست أقدام أسطورة تعود إلى أن الثعالب تقوم بنبش الأجساد من القبور، وكانت هناك حالة قام فيها ثعلب بجر جسد رضيع من القبر، لكن ذلك كان لأن القبر لم يغلق فكان من السهل على الثعلب أن يقفز داخله ويسرق الجسد".

 

وقالت إنمان كوك أيضا إن دفن الجسد بطريقة طبيعية على عمق حوالي ثلاث أقدام ونصف (75 سم) هو الأفضل، حيث يتم تحلله بشكل أفضل، وتتم من خلال ذلك زيادة خصوبة الأرض.

 

وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أنه بالإضافة إلى فكرة إذابة جسد الميت، فإن هناك فكرة بأن يتم تجميد الجسد بالنيتروجين، ثم طحنه ونثر الناتج، الذي سيكون لا يزال مادة عضوية، على الأرض أو في البحر، لكن "هذا يعني أنه سيتحول إلى طعام للطيور أو الأسماك، وسيفكر الناس مرتين قبل تناول لحومها"، بحسب ما قالته إنمان- كوك.