صحافة دولية

صندي تايمز: الإيرانيون يدفعون ثمن طموحات إمبراطورية فارسية

صندي تايمز: تمثل الاحتجاجات تذكيرا بأنه توجد مشكلات بالغة في الداخل- أ ف ب

علقت صحيفة "صندي تايمز" في افتتاحيتها على السياسة الخارجية الإيرانية، مشيرة إلى أن الشعب الإيراني يدفع اليوم ثمن الدولة الفارسية الجديدة. 

 

وتقول الافتتاحية إنه "قبل أسبوعين اندلعت موجة من الاحتجاجات، التي بدأت يوم 28 كانون الثاني/ ديسمبر، في مدينة مشهد، ثاني أكبر مدينة في إيران، ما جعل مجلس الأمن الدولي يناقشها بناء على طلب من الولايات المتحدة الأمريكية، وكما هو متوقع، هاجم السفير الروسي في الأمم المتحدة أمريكا لسعيها لإشراك المجلس في التدخل في (شأن داخلي)، ولقي دعما من السفير الفرنسي، الذي قال إن المتظاهرين لا يمثلون تهديدا على السلام والأمن الدوليين". 

 

وتقول الصحيفة إنه "لا توجد أدلة على ضلوع (سي آي إيه) أو السعودية في هذه الاحتجاجات، بحسب اتهامات النظام، ومع أن التظاهرات شاركت فيها أعداد أقل من تلك التي خرجت عام 2009، فيما أطلق عليها الثورة الخضراء، إلا أنها تعبر عن مظالم حقيقية، وانتشرت بشكل واسع خارج العاصمة". 

 

وتشير الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إلى أن "المحفز وراء هذه الاحتجاجات هو ارتفاع الأسعار، بما فيها زيادة بنسبة 50% في النفط، و40% للبيض، لكنها جزء من حزمة خطيرة من الفقر والبطالة والغصب المتزايد للمميزات التي تتمتع بها النخبة، وتنامي الثروة في يد قلة من الناس والفساد، حيث حصلت النخبة على المنافع التي جاءت بسبب رفع العقوبات بموجب الاتفاقية النووية، التي وقعها نظام حسن روحاني عام 2015 مع المجتمع الدولي، وأوقفت فيها إيران مشروعها النووي، وهي الاتفاقية ذاتها التي يهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم بتفكيكها".

 

وتعلق الصحيفة قائلة إن "مجلس الأمن الدولي في الأمم المتحدة، والنقد الموجه لإيران، انقسم بناء على الخطوط المتوقعة، وكان موقف زعيم العمال جيرمي كوربين محقامن التظاهرات بعدم تعليقه عليها، حيث أن كوربين سيقول، دون شك، إن التظاهرات لا علاقة لها بمبلغ 20 ألف دولار التي قبضها لقاء ظهوره على قناة (برس تي في) الإيرانية". 

 

وتجد الافتتاحية أن "كوربين ليس بحاجة لأي محفز ليكون صديقا مع أي نظام لا يصادق الغرب والولايات المتحدة". 

 

وتقول الصحيفة: "إن علينا الانتظار لنرى مدى التظاهرات، مع أن تصريحات قائد الحرس الثوري يوم الأربعاء أن (الفتنة) أخمدت تعد إعلانا مبكرا بأن التظاهرات مستمرة، ومع أنها لن تطيح بالنظام، لكنها تعطيه تحذيرا". 

 

وتختم "صندي تايمز" افتتاحيتها بالقول إن "نظاما ينفق أمواله على بناء إمبراطورية فارسية في الشرق الأوسط هو تذكير بأنها جهود تثير قلقا ومشكلات داخل إيران ذاتها".