ملفات وتقارير

ما دلالة تصريحات سفير بريطانيا بليبيا عن الإخوان هناك؟

ميليت: لندن لا تدعم الإخوان المسلمين أبدا

أثارت تصريحات السفير البريطاني لدى ليبيا، بيتر ميليت، حول جماعة الإخوان المسلمين وموقف بلاده منهم، عدة تساؤلات وتكهنات حول موقف لندن من انتخابات ليبيا المقبلة.

وقال ميليت إن "لندن لا تدعم الإخوان المسلمين أبدا لا ليبيين ولا غيرهم"، معتبرا أن "الليبيين ومنهم الإخوان الموجودين في مدينة مانشستر البريطانية هم لاجئون سياسيون منذ نحو 25 عاما، وبلاده تعاملهم فقط كلاجئين".

دعم "حفتر"
وأشار السفير البريطاني، خلال لقائه بمجلس بلدي مدينة طبرق (شرق ليبيا)، إلى أن بلاده "دعمت الجيش الليبي (قوات حفتر)، وقدّمت له العديد من المعدات لكشف الألغام، وتدريب العديد من العسكريين على استخدامها"، مستدركا: "لكننا نعترف بحكومة الوفاق الوطني".

 

اقرأ أيضا: ماذا تعني التصريحات الأخيرة للمبعوث الدولي عن إخوان ليبيا؟

وفي تصريحات سابقة، انتقد وزير خارجية بريطانيا، بوريس جونسون، جماعة الإخوان وتوّعد بإجراءات قاسية ضدها.

ورأى مراقبون أن التصريحات قد تأتي في إطار العملية الانتخابية المرتقبة، وأنها دعم ضمني لمعسكر الشرق الليبي (حفتر وعقيلة صالح)، لكن آخرين رأوها مجرد مراوغة دولية لإقناع حفتر ومؤيديه بضرورة الانتخابات وعدم تعطيلها.

وفي تصريحات سابقة، انتقد وزير خارجية بريطانيا، بوريس جونسون، جماعة الإخوان وتوّعد بإجراءات قاسية ضدها.


"طمأنة"
وفي هذا الصدد قال مدير مركز "بيان" للدرسات، والباحث الليبي، نزار كريكش، إن "الهدف من تصريحات ميليت الآن هو التأكيد أن الدعم البريطاني غير موجه لأي طرف سياسي أو عسكري في ليبيا".

وأوضح في تصريحات لـ"عربي21"، أن "السفير البريطاني يعرف العقلية الضيقة التي ارتبطت بحالة الاستقطاب الموهوم التي اختلقها الليبيون، لذا لابد من طمأنتهم وخطابهم على قدر عقولهم"، حسب تعبيره.

دعم الانتخابات
وقال الصحفي الليبي المقيم في لندن، عبد الله الكبير، إن "هذه التصريحات مناسبتها اختتام مليت لعمله كسفير لبلاده في ليبيا، ليؤكد أن بريطانيا ماتزال داعمة للاتفاق السياسي وستدعم الانتخابات المقبلة".

وبخصوص تصريحاته ضد الإخوان، أوضح الكبير لـ"عربي21"، أنها "جاءت في سياق الرد على تهم بدعم الإخوان وبعض "المليشيات"، ومن المنطقي أن يرفض السفير أي اتهامات لبلاده بدعم أي أطراف في ليبيا".

"تورط الإخوان"
النائب في المؤتمر الوطني الليبي السابق، محمد دومة، رأى من جانبه أن "المخابرات البريطانية ربما تأكدت من تورط الإخوان المسلمين في هجمات إرهابية داخل أوروبا، لذا تبرأ السفير من دعم هذه الجماعة".

 

اقرأ أيضا: أبو ظبي الأكثر حماسة لمراجعة ملف الإخوان ببريطانيا

وأضاف لـ"عربي21": "سمعنا خلال الفترة الماضية أخبارا كثيرة تفيد بسعي أطراف فاعلة في القرار البريطاني لتصنيف جماعة الإخوان كحركة إرهابية، وأعتقد أن تصريحات السفير البريطاني تصب في ذات الاتجاه".

"مجرد مغازلة"
وأكد مدير منظمة "تبادل" الليبية، إبراهيم الأصيفر، أن "دلالة أن تأتي مثل هذه التصريحات من مدينة طبرق، هي مجرد مغازلة لمعسكر الكرامة المتمثل في حفتر ورئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح".

وتابع: "بريطانيا متهمة دائما بدعمها للإخوان وأنها تتآمر على الجيش، لذا من الطبيعي أن دولة مثل بريطانيا وبحنكة سفيرها لن تقول إلا بعدم دعمها لطرف ضد آخر، وهو الأقرب إلى الواقع، حيث أن بريطانيا لن تدعم أي قوة غير خاضعة للشرعية"، وفق قوله لـ"عربي21".